في السعودية... إيران وافقت على كل شيء ولم توافق على شيء... كيف؟ | أخبار اليوم

في السعودية... إيران وافقت على كل شيء ولم توافق على شيء... كيف؟

انطون الفتى | الإثنين 13 نوفمبر 2023

مصدر: الحديث عن تحفّظات هو من ضمن اللّعب الإيراني المُعتاد على الكلام

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يمكن القول إن النّقطة الأبرز التي خرجت بها القمة العربية والإسلامية في السعودية، هي سحب ورقة القضية الفلسطينية من يد إيران؟

 

كيف؟

فطهران وافقت بصمت، على تأكيد القمة أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى دعوة الفصائل والقوى الفلسطينية للتوحُّد تحت مظلّتها، وعلى أن يتحمل الجميع مسؤولياته في ظل شراكة وطنية بقيادة منظمة التحرير. كما وافقت (طهران) بصمت على حلّ الدولتَيْن، وعلى الحديث عن السلام العادل والشامل.

ولكن إيران وافقت على تلك النّقاط، ولم توافق، في وقت واحد. وهو ما يعني أن ورقة فلسطين سُحِبَت من يدها، ولم تُسحَب منها، في وقت واحد أيضاً. كيف؟

 

مواقف مُتضارِبَة

فالمتحدّث بإسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أعلن بُعَيْد القمة العربية الإسلامية عن تحفّظات إيرانية على البيان الختامي، وسط معلومات تُفيد بأن الإيرانيين تحفّظوا على حلّ الدولتَيْن، وعلى الحديث عن حدود 1967، وعن مبادرة السلام العربية، وعن أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. فيما اعتبروا أن جميع الفلسطينيين والمجموعات الفلسطينية، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية، يمثّلون الشعب الفلسطيني، ولديهم الحق في محاربة المحتلّ، وتقرير المصير وفق القوانين الدولية.

فماذا عن مستقبل الدور الإيراني في الملف الفلسطيني، بعد الموافقة وعدم الموافقة، والقبول والرفض، والتحفُّظ وعدم رفع الصوت كثيراً، وبعد المواقف الإيرانية المتعدّدة والمتضارِبَة، سواء في السعودية أو في إيران، وفي وقت واحد تقريباً؟

 

لعب على الكلام

أكد مصدر سياسي أن "ورقة فلسطين سُحِبَت من يد إيران بنسبة مهمة خلال القمة العربية الإسلامية الأخيرة في السعودية. فالدولة التي توافق بصمت على بيان مشترك، لا يمكنها أن تتنصّل من مضمونه في ما بَعْد ببساطة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي لم يُجبَر على الصّمت، ولا يمكن لأحد أن يجبره على فعل شيء. وكان بإمكان الوفد الإيراني أن يعترض بشكل علني. فالوفد لم يَكُن مُعتقلاً، بل شارك في القمة بأوراقة الرسمية الكاملة. فضلاً عن أن إيران دولة ذات سيادة، وهي تقدّم نفسها لشعوب المنطقة والعالم على أساس أنها دولة عظمى، وبالتالي لا يمكن إجبارها على فعل شيء. والحديث عن تحفّظات إيرانية على البيان الختامي للقمة هو من ضمن اللّعب الإيراني المُعتاد على الكلام".

وختم:"هناك تفاهمات أميركية - إيرانية حالياً، تقوم طهران بموجبها بشنّ ضربات محدودة على قواعد أميركية في سوريا والعراق، وبتحريك جبهة الجنوب في لبنان، ضمن سقف لا يتسبّب بإشعال حرب إقليمية. فهذه الممارسات تسمح لطهران بالقول إنها موجودة، وبأن تحتفظ بورقة فلسطين بيدها، ولو بنسبة مقبولة بالنّسبة إليها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار