قرار دولي بنَشْر وفود دائمة فوق وتحت أرض المستشفيات والمدارس... مدخلٌ للحلّ الدائم؟ | أخبار اليوم

قرار دولي بنَشْر وفود دائمة فوق وتحت أرض المستشفيات والمدارس... مدخلٌ للحلّ الدائم؟

انطون الفتى | الخميس 16 نوفمبر 2023

مصدر: من المستحيل اللّجوء الى مثل تلك الآليات ولا يمكن للأمم المتحدة أن تنجح في ذلك

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

عند كل جولة تصعيد، أو عند كل حرب، تتعرّض المستشفيات، والمراكز الطبية، والمدارس، والجامعات، والمجمّعات السكنية، ودور الحضانة... لقصف مركّز، أو لاستهدافات عسكرية، وبشكل متكرّر في كثير من الأحيان، خصوصاً عندما تكون الحرب والمواجهات العسكرية بين جيش نظامي من جهة، وتنظيمات مسلّحة من جهة أخرى.

 

وفود دولية

وحجّة الجيش النظامي لممارسة القصف العنيف، ولتبرير سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من المدنيين، هي أن تلك المنشآت المدنية تحوي ما تحوية من مخازن أسلحة وصواريخ ومسيّرات، ومن منصّات إطلاق صواريخ، أو بنى تحتية عسكرية عموماً... وهو ما يمنح القوات المُهاجِمَة "كارت بلانش" لفعل أي شيء.

وأمام هذا الواقع، لماذا لا يتمّ اللّجوء الى آلية من جانب الأمم المتحدة، تقوم على إرسال وفود دولية الى تلك المنشآت، بشكل مُستدام. وتكون أعضاء تلك الوفود متعدّدة الجنسيات، من دول مُحايِدَة بالنّسبة الى أطراف الصراع، ويمكن تبديلها دورياً كل ستّة أشهر أو سنة مثلاً؟

ففي تلك الحالة، تبقى تلك المنشآت المدنية تحت المراقبة الدولية، فوق وتحت الأرض. وهو ما ينزع من الطرف المُهاجِم أي حجّة لاستهدافها، كما يمنع على أي جهة إمكانية وضع أسلحة فيها، أو سَحْبها منها عند الحاجة، أو استخدامها لعمليات عسكرية، وتعريض المدنيين من أطفال ومرضى... لمخاطر دائمة، وبذرائع مستمرّة.

فهل يمكن لهذا النوع من الحلول أن يشكّل مدخلاً لوقف مُستدام ومضمون لإطلاق النار؟

 

مستحيل...

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أنه "من المستحيل اللّجوء الى مثل تلك الآليات. ولا يمكن للأمم المتحدة أن تنجح في ذلك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الحروب الدائرة في العالم منذ العام الفائت، أي منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا تحديداً، جعلت الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وحقوق الإنسان، والقانون الدولي في مرتبة متأخّرة، وبعيدة من اهتمام أي طرف في العالم. فحروب العصر الحديث غيّرت كل المفاهيم، وأسقطت الكثير منها".

 

من دون قواعد

وأكد المصدر أن "حرب غزة أظهرت المكنون الاستعماري الموجود لدى الغرب تجاه شعوب العالم الثالث، وذلك تماماً كما أن حرب روسيا على أوكرانيا أكدت عدم إمكانية ردّ مجازر دولة عن أخرى. وحتى إن الحروب، والمجازر، والتطهير العرقي باتت قضايا عادية يمكن متابعتها على المنصّات بشكل يومي، وذلك رغم احتجاجات الرأي العام العالمي عليها".

وأضاف:"الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا تزال كلاسيكية بنسبة كبيرة، لكونها تدور بين جيشَيْن. بينما تُظهِر حرب غزة الكثير من الانتهاكات بحقّ المدنيين والمؤسّسات المدنية، لأنها حرب جيش مع تنظيمات مسلَّحة. فهذا النوع من الحروب يفتقر الى كل أنواع القواعد. ففي تلك الحالة، لا قواعد للقصف، ولا للانتصار، ولا للهزيمة، ولا لأي شيء، إذ يُصبح كل شيء مبرّراً".

وختم:"لا مجال أمام الأمم المتحدة للقيام بعمل كثير، عندما تكون الصراعات مسرحاً لخروقات كبيرة. فمن الناحية الكلاسيكية، إسرائيل قادرة على الوصول بجيشها الى عاصمة أي دولة في المنطقة خلال أيام معدودة، لو أرادت أن تتحارب معها، لأنها لا تزال تمتلك الجيش الأقوى في الشرق الأوسط وفق معايير كثيرة. ولكن حربها في غزة غير تقليدية، وهي قتال مع فصائل مسلّحة. وهذه نقطة تفتح الباب لكل أنواع التجاوزات مع تبريرها. ولا آلية داخلية فعلية وموحّدة لدى الأمم المتحدة، تمكّنها من أن تفرض الحلول، في مثل تلك الظروف".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار