"لبنان لا يريد الحرب" حملة اعلانات في بيروت وجبل لبنان
من يقف خلفها ومن يمولها وهل لها تأثير؟!
عمر الراسي - اخبار اليوم
"كي لا يتكرر الماضي، لبنان لا يريد الحرب"، انها حملة اعلانية انتشرت على اللوحات في بيروت وجبل لبنان وعدد من المناطق الاخرى (البعيدة عن البيئة الحاضنة لحزب الله) بعدما كانت قد انطلاقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل اعلام مرئية.
وليس خفيا على احد انه - وكما حول مختلف الملفات- هناك انقسام يصل احيانا الى مستوى الحدية حول حزب الله ومشاركته في الحرب ضد اسرائيل، لا سيما وان امينه العام السيد حسن نصرالله في اطلالتيه الاخيرتين لم يعط الجواب الشافي في هذا الشأن.
وصحيح ان هذا الانقسام ليس مستجدا، لكن ايضا لا بدّ من الاشارة الى ان اللبنانيين من "بيئات مختلفة" فما ذاقه ابن القرى الحدودية على مدى عصور من اسرائيل، لا يمكن ان يشعر به ابن كسروان او اي منطقة اخرى من جبل لبنان. ويضاف الى ذلك انه لا يمكن النكران انه في كل الوسائل التي صنعها العرب منذ وعد بلفور ولغاية اليوم كان حزب الله هو الافعل، ونجح في خلق توازن رعب.
وفي هذا السياق، يرى خبير في مجال الاعلان عبر وكالة "أخبار اليوم" ان هذه الاعلانات لا تنفع في شيء، بمعنى انها لا تقدم ولا تؤخر في حال كان هناك قرار اسرائيلي او دولي بضرب لبنان، لكنها تعبّر عن رأي العديد من الاطراف السياسية والمدنية والشعبية التي لا تريد اطلاق الحرب مع اسرائيل، وهي ربما تنطلق من نظرية "قوة لبنان في ضعفه".
واذ يلفت الخبير انها موجهة بالدرجة الاولى الى حزب الله لتجنب تكرار حرب العام 2006، ولكن لا تأثير لها لانه معلوم في لبنان ان كل فريق يؤثر على بيئته فقط، وكل جمهور ينطلق من خلفية مختلفة عن الآخر.
من يمول هكذا حملات؟ يوضح الخبير عينه ان الدعم يأتي من بعض المؤسسات الاعلانية والاعلامية، لافتا الى ان اي حملة اعلانية على الطرقات يجب ان تمر بالامن العام، وهذا ما يدل عن ان هناك جهة تقف وراءها.
اما عن الاكلاف، فيشرح انه بالنسبة الى اللوحات الكبيرة فان تكلفة الطباعة تصل الى الف دولار والايجار لمدة اسبوع لا يقل عن اربة آلاف دولار، لا سيما اذا كانت في موقع استراتيجي. وبالنسبة الى اللوحة الصغيرة فالطباعة بنحو 200 دولار والايجار الشهري نحو 600 دولار(اي اسبوعيا 150$).
واذ يرجح المصدر ان تكون شركات الاعلانات المؤيدة لهذا الطرح قد قدمت حسومات او لوحات مجانية على اعتبار انه في هذه الفترة من العام لا يوجد موسم، يختم: الفكرة لا تفيد في المجتمع الرافض للحرب ولا تضر في المجتمع المؤيد لها.