الخسائر في الأرواح ستتضاعف بعد وقف حرب غزة وتراجُع الاهتمام الدولي... | أخبار اليوم

الخسائر في الأرواح ستتضاعف بعد وقف حرب غزة وتراجُع الاهتمام الدولي...

انطون الفتى | الخميس 16 نوفمبر 2023

مصدر: الحاجات كثيرة ولا يمكن انتظار دخول مساعدات خارجية فقط

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

مسألة أساسية لا تقلّ أهمية عن ضرورة التوصُّل الى وقف لإطلاق النار، وهي وجوب بَدْء الاهتمام بمرحلة ما بعد الحرب في غزة، منذ الآن.

فصورة الخسائر الحقيقية في الأرواح لن تكتمل إلا بعد إسكات أصوات القنابل والعمليات العسكرية. وهي ستكون أكثر بكثير من تلك التي تسقط بالدمار الحالي.

 

الغذاء والمياه...

فتأخير دخول المساعدات الإنسانية على مستوى الغذاء مثلاً، يتسبّب في تلف الكثير منها أو بعضها، ويؤسّس لمشاكل صحية بعيدة المدى لمن يتناولها عندما يحين أوان توزيعها.

كما أن فوضى الحصول على المياه، وعدم التدقيق بجودتها تماماً، يؤسّس لمشاكل صحية قد تكون مميتة في مدى بعيد. فمن يتابع تلك الأمور؟

هذا فضلاً عن أن تأخير حصول المرضى على بعض الأدوية والعلاجات، قد يتسبّب بتدهور صحي واسع النّطاق في غزة مستقبلاً، وبزيادة نِسَب الوفيات، وهو ما يعني أن القطاع سيكون على موعد مع زيادة حادّة في أعداد القتلى المرتبطة بالحرب الحالية، في مدى بعيد.

 

صامتة

وأمام هذا الواقع، ماذا عن غزة وشعبها مستقبلاً؟ وماذا عن الخسائر بالأرواح في مرحلة ما بعد الحرب، والتي قد تبقى صامتة، خصوصاً أن نِسَب الاهتمام الدولي بالقطاع ستنخفض بعد وقف العمليات العسكرية؟ فالحروب الفعلية لا تبدأ إلا عندما تنتهي العمليات العسكرية عملياً، وقد عشنا نحن في لبنان ما عشناه على هذا الصّعيد، في مرّات ومرّات.

 

الأمطار

أكد مصدر مُواكِب ليوميات الحرب في غزة أن "كارثة ما بعد الحرب ستكون أكبر من تلك التي تعصف بالقطاع حالياً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أعداد الوفيات في غزة ستزداد كثيراً بعد انتهاء الحرب العسكرية. الوضع صعب، الى درجة أن مياه الأمطار التي شكّلت نقمة بالنّسبة الى الناس الذين فقدوا منازلهم ونزحوا منها، هي نفسها (مياه الأمطار) شكّلت استفادة لهم، إذ قاموا بتجميعها لاستعمالها في وقت لاحق. فالحاجات كثيرة، ولا يمكن انتظار فتح معبر رفح بالكامل، ولا دخول مساعدات خارجية فقط. هذا مع العلم أن لا دولة عربية تضغط كما يجب لتصحيح الأوضاع، ولا لتوفير الحاجات الإنسانية بشكل مُتواصل".

 

انقسام

وشدّد المصدر على أهمية أن "لا تطول الحرب أكثر بَعْد. بعض الضّغوط تشير الى أن إسرائيل ستكون مُجبَرَة على وقف إطلاق النار خلال أسبوع أو عشرة أيام، في أبْعَد تقدير. والتعويل في هذا الإطار، هو على الانقسام الذي يُصيب الإدارة الأميركية تجاه الحرب، وعلى ضعف الرئيس الأميركي جو بايدن".

وختم:"مسار النّهوض وإعادة الإعمار لن يكون سريعاً أبداً عندما تتوقّف العمليات العسكرية في قطاع غزة. كما أن فرص السلام ليست كبيرة كما يبدو حتى الساعة، وقد لا تتوفّر شروطها أصلاً خلال وقت قريب. ولا أحد سيدفع ثمن ذلك أكثر من سكان غزة الذين يُسابقون الوقت للحصول على ما يحميهم من الأسوأ، فيما هم باتوا داخل هذا الأسوأ بشكل ملموس، ويحتاجون الى من يخفّفه عنهم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار