أهداف سياسية لا عسكرية فقط من تدمير قطاع غزة... ماذا عن المستقبل؟ | أخبار اليوم

أهداف سياسية لا عسكرية فقط من تدمير قطاع غزة... ماذا عن المستقبل؟

انطون الفتى | الجمعة 17 نوفمبر 2023

مصدر: لا يمكن للدول العربية أن تدخل في أي عملية إذا احتفظت "حماس" بوضعيّتها نفسها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تكثر الأهداف التي تنشدها الدول من خلال التدمير الذي تمارسه خلال الحروب في العادة. فالدمار لا يرتبط بأهداف عسكرية حصراً، بل قد يجنح الى رسم معالم ووقائع سياسية جديدة، وبعيدة المدى.

 

مموّل أساسي

في هذا الإطار، نسأل عن مستقبل غزة التي تعاني من تدمير يومي، له ما له من أهداف سياسية لا عسكرية فقط. فمرحلة إعادة الإعمار وتمويلها سترسم ملامح سياسية جديدة للقطاع، وبكلفة سياسية كبيرة لا عسكرية فقط.

وفيما ينظر الجميع الى الدول العربية كمموّل أساسي أو "شبه وحيد" لمسار إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب، يؤكد أكثر من مصدر خبير أنه لن تكون هناك قدرة لدى أي دولة عربية، ومهما كانت تمتلك المال، على تحمُّل تكاليف إصلاح التدمير لوحدها.

 

"كعكة عربية"؟

فالدمار لا يزال مستمراً، ولا مجال للتوصُّل الى أرقام نهائية في شأنه حتى الساعة. وكلّما زادت نِسَب التدمير، كلّما ارتفعت الكلفة. هذا فضلاً عن أن إعادة إعمار غزة لن تكون مسألة عربية فقط، بل عالمية، نظراً الى أن أكثر من دولة أوروبية وأميركية وآسيوية، تنتظر حصّة لها من كعكة ما بعد الحرب، لأن الوضع النهائي هناك سيرسم معالم مستقبل الشرق الأوسط عموماً، ومشاريع الطاقة، والمناطق الاقتصادية الخالصة في شرق المتوسط، وملامح علاقة أي دولة في العالم مع إسرائيل، ومع الدولة الفلسطينية التي ستنبثق من حلّ الدولتَيْن، وهو ما يعني أن غزة مستقبلاً لن تكون "كعكة عربية" حصراً، كما قد يشتهيه البعض.

 

أسرع...

وانطلاقاً من هذا الواقع، ماذا عن ضرورة الإسراع العربي الى ضخّ أفكار وتصوّرات ملموسة حول الدولة الفلسطينية مستقبلاً، وعن مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، في الإعلام العالمي منذ الآن، وبما قد يساعد على بَدْء فرز الأفكار، والتحضير لنهاية المواجهات العسكرية في غزة بشكل أسرع.

 

إبعاد "حماس"

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "الهدف المُعلَن من الحرب في غزة هو القضاء على حركة "حماس". وإذا أُبعِدَت الحركة عن المشهد، فهذا يعني أن الدول العربية ستُصبح قادرة على التفاوض مع السلطة الفلسطينية بشأن حلّ الدولتَيْن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إبعاد "حماس" عن دائرة المفاوضات سيسهّل أي نقاش يمكن للدول العربية أن تقوم به. كما أنه سيفسح المجال أمام تلك الدول لتبنّي خريطة واضحة تتعلّق بحلّ الدولتَيْن أمام الرأي العام العالمي".

 

المستقبل؟

وإذ شدّد المصدر على وجوب أن "يبدأ الضخّ العربي لأفكار ملموسة حول الدولة الفلسطينية التي ستنبثق من حلّ الدولتَيْن"، أكد أن "هذا الأمر يتطلّب أُفُقاً واضحاً للمستقبل. فما هو هذا المستقبل؟ ومن يمكن تحديده منذ الآن؟ وماذا عن إعادة إعمار غزة بعد انتهاء الحرب؟".

وأضاف:"من المؤكد أن الدول العربية هي التي ستعيد إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب. ولكن هذا لن يحصل مع "حماس". فالارتباط الأساسي لتلك الحركة هو مع إيران، ولا يمكن للدول العربية أن تدخل بأي عملية إذا احتفظت ("حماس") بوضعيّتها نفسها هناك".

وختم:"إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية على قاعدة حلّ الدولتَيْن، والتوصُّل الى قواعد عمل جديدة في غزة، يحتاج أولاً الى إنهاء دور "حماس" في القطاع. وهذا مرهون بما سيحصل في المستقبل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار