من الصين الى المريخ... هل يهرب العرب من اتّخاذ موقف واضح من "حماس"؟ | أخبار اليوم

من الصين الى المريخ... هل يهرب العرب من اتّخاذ موقف واضح من "حماس"؟

انطون الفتى | الإثنين 20 نوفمبر 2023

هندي: من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل قطاع غزة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

هل هو خطأ أو عجز مقصود، أو ربما غير مقصود، تقع فيه الدول العربية باستمرار منذ بَدْء الحرب في قطاع غزة؟

 

توصيف دقيق

فبموازاة بَدْء جولة عربية على عدد من العواصم في العالم، من أجل الضّغط لوقف الحرب في غزة، يغيب أي موقف عربي موحَّد تجاه المستقبل، وتحديداً في ما يتعلّق باليوم الأول لما بعد توقُّف العمليات العسكرية هناك.

وبالتالي، ما الجدوى من القيام بجولات عربية الى الصين، أو الى روسيا، أو أفريقيا، أو...، ولو بلغت تلك الجولات كوكب المريخ، طالما أن لا مواقف عربية ملموسة وواضحة تجاه حركة "حماس"، ولا توصيف عربياً دقيقاً لعملية "طوفان الأقصى" في الفكر السياسي العربي؟ فهل ان يوم 7 أكتوبر هو يوم بطولي للقضية الفلسطينية بالنّسبة الى العرب، أو الى بعضهم، أم لا؟ وماذا عن دور "حماس" السياسي في غزة والدولة الفلسطينية التي يطالب العرب بها، من ضمن حلّ الدولتَيْن؟ وماذا عن الموقف العربي من حكم مشترك بين "حماس" والسلطة الفلسطينية مستقبلاً؟

 

 

هروب؟

وهل يمكن لأي جولة عربية أن تساعد غزة بالفعل، من دون معرفة دقيقة لكوامن الفكر العربي، وبشكل أبْعَد من المطالبة بضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات العسكرية الى القطاع؟

وهل يمكن للصين، أو لأي قوة دولية غيرها، أن تساعد على إنهاء الحرب في القطاع، فيما لا يمكن لأحد أن "يمون" على إسرائيل إلا الولايات المتحدة الأميركية، والعكس صحيح أيضاً؟ وهل من مجال للهرب من ضرورة اتّخاذ موقف عربي واضح وصريح تجاه "حماس" ومستقبل الدولة الفلسطينية، عبر جولات الى عواصم عالمية هنا أو هناك؟

 

الشعوب

رأى الكاتب والمحلّل السياسي الدكتور توفيق هندي أنه "لا يمكن لأحد أن يحدّد للدول العربية ما يتوجّب عليها أن تفعله. فنهاية الحرب في غزة هي التي ستحدّد الصورة الأشمل. وإذا بقيَت "حماس" بعد نهاية الحرب، فهذا يعني أن محور "المُمانَعَة" هو الذي سيكون انتصر. ولكن المواقف العربية واضحة تجاه ضرورة وقف القتال، واعتماد مشروع حلّ الدولتَيْن".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن للدول العربية أن تأخذ موقفاً واضحاً ونهائياً لا تجاه حركة "حماس"، ولا تجاه عملية "طوفان الأقصى"، نظراً للأوضاع الداخلية في تلك الدول. فبعض المواقف قد تجعل الشعوب العربية تثور على الحكومات والقادة والحكام العرب. والمواقف التي يتّخذونها حالياً على مستوى وقف إطلاق النار وحلّ الدولتَيْن هي الحدّ الأقصى المسموح، لأن "حماس" قاتلت وانتصرت انتصاراً كبيراً على إسرائيل، بالنّسبة الى الشعوب العربية".

 

الأوضاع النهائية

ولفت هندي الى أن "الفريق الذي سيستلم غزة مستقبلاً تحدّده نتيجة الحرب، وليس حديث القوى الغربية عن ضرورة تسليمها الى السلطة الفلسطينية، لا سيّما أن تلك الأخيرة ترفض أن تصبح شرطيّاً بين إسرائيل و"حماس".

وأضاف:"الإسرائيليون يريدون الاستمرار بالحرب حتى النهاية، الى درجة أن الولايات المتحدة الأميركية نفسها عاجزة عن إجبارهم على وقفها. فانتهاء الحرب ستفتح أبواب محاكمة (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو ودخوله السجن، فيما إنهاء الحرب ببقاء "حماس" يعني فشل الأهداف التي وضعتها إسرائيل في بدايتها، وهو القضاء على الحركة".

وختم:"من السابق لأوانه الحديث عن مستقبل قطاع غزة، وعن الجهة التي يجب أن تتسلّمه، منذ الآن. فنتيجة النجاح بالقضاء على "حماس" إذا حصل، وهو أمر مشكوك به جدّاً، ستختلف عن نتيجة الفشل في تحقيق هذا الهدف الإسرائيلي، وستتحكّم بنتائج الأوضاع النهائية بغزة في المستقبل".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار