مصدر: مواقفها الديبلوماسية تحدّد مسار الحرب وتديرها
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
صحيح أن إسرائيل تُقصَف بأسلحة روسية، أو صينية، أحياناً كثيرة، أو بنماذج من أسلحة منسوخة من (أسلحة) روسية أو صينية... ولكن هذا لا يجعل الصين، أو روسيا... في حالة حرب أو مواجهة مع إسرائيل، التي تجمعها علاقات جيّدة بكلّ من موسكو وبكين، منذ عقود.
تدمير إسرائيل
وأما إيران، فقد حدّدت نفسها منذ أكثر من أربعة عقود، وبوضوح، على أساس أنها دولة مُحارِبَة لتل أبيب، مع دعوات إيرانية مستمرّة بضرورة إزالة إسرائيل من الوجود.
ولكن رغم ذلك، لا نجد حتى الساعة سوى اكتفاء طهران بإشعال الأراضي الإسرائيلية بأسلحة إيرانية، وبخبرات إيرانية لنسخ أسلحة روسية أو صينية أو إيرانية أو حتى كوريّة شماليّة...، ومن دون أي انخراط إيراني مباشر في حرب على إسرائيل.
فلماذا تكتفي إيران بتسليح تنظيمات مُقاتِلَة للإسرائيليين، وبمدّها بالخبرات والأسلحة، من دون أي انخراط مباشر بالمواجهة، وذلك رغم أنها من أكثر الداعين الى تدمير إسرائيل؟
غير مُجبَرَة
أوضح مصدر خبير في الشؤون العسكرية أن "إيران تتصرف على أساس أنها غير مُجبَرَة على دخول حرب بالنيابة عن الأمة الإسلامية كلّها، والعالم أجمع يعلم ذلك".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "يتوجّب على الشعوب والحكومات العربية أوّلاً، أن تخوض الحرب ضدّ إسرائيل وليس إيران. فالدول العربية هي المعنية بالقضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، وكقضيّة عربية، كما أنها الأقرب جغرافيّاً الى الأراضي الإسرائيلية. هذا فضلاً عن أن العرب هم المكوّن الأساسي والأكبر والأبرز في الأمة الإسلامية عموماً. وبالتالي، لماذا التركيز على دور إيران بالحرب على إسرائيل؟ ولماذا النّظر الى طهران حصراً، والى ما تفعله أو ما لا تفعله لفلسطين والشعب الفلسطيني؟".
نجاح؟
ورأى المصدر أن "إيران ذكية جدّاً، وهي تُدرك استحالة خوض أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل بعد التحشيد العسكري الأميركي في المنطقة، وبموازاة تشتُّت الموقف العربي. فلا مجال للنّجاح بأي حرب وسط الغواصات النووية، والقطع الحربية الأميركية المتطوّرة في الشرق الأوسط".
وختم:"تشكّل طهران عنصراً أساسياً في الحرب الآن، ولكن من خارج أي سلوكيات عسكرية. فمواقفها الديبلوماسية تحدّد مسار الحرب، لا بل تديرها، كما تحدّد توقيت انخراط كل فريق تابع لها بالمواجهة، وكيفية حصول ذلك، مع اعتبارات تكتيكية لديها (إيران) تقتضي احتجابها عن المواجهة المباشرة".