هل بات الزمن الميلادي مُهدَّداً بالحرب في باريس ولندن وبرلين ونيويورك؟ | أخبار اليوم

هل بات الزمن الميلادي مُهدَّداً بالحرب في باريس ولندن وبرلين ونيويورك؟

انطون الفتى | الثلاثاء 21 نوفمبر 2023

مصدر: هذا يُخفّض أو يُنهي دعم الرأي العام الغربي للقضية الفلسطينية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ماذا لو توسّعت الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الى خارج قطاع غزة، وبشكل يصل الى حدّ إحداث مشاهد "درامية" في الحياة اليومية، وليس في عالم السينما والفنون؟

 

"إلهام"

بات لعمليات 7 أكتوبر التي شنّتها "حماس" على الإسرائيليين "نكهة خاصة" على بعض المنصّات ومواقع التواصل، الى درجة تجعل من بعض المواطنين في عدد من الدول العربية والإسلامية يتعاملون معها كمصدر "إلهام".

وما يزيد تلك "النكهة مذاقاً"، بعض الخُطَب الدينية لبعض رجال الدين في العالم الإسلامي، وتعبير بعضهم على منصّات ومواقع عن أن الهجمات التي حصلت ضدّ تجمّعات أو مصالح يهودية في الغرب بعد 7 أكتوبر واندلاع الحرب، (الهجمات في الغرب) هي مبدأ وواجب ديني.

فماذا لو "تطوّر" هذا التضامن تباعاً، والى درجة تشمل دعم بعض الجهات أو التنظيمات في شنّ عمليات ضدّ فنادق، أو مطاعم، أو منتجعات سياحية، أو معارض، أو مراكز ثقافية... مملوكة ليهود أو تابعة لهم في دول أوروبية، وفي القارة الأميركية، وبما لا يميّز بين اليهود وغير اليهود، وحتى خلال استضافة تلك الأماكن لنشاطات ميلادية مثلاً، أو لاحتفالات رأس السنة؟

 

احتفالات ميلادية

وماذا لو وصل الواجب التضامني مع غزة الى حدّ شنّ هجمات خلال الزمن الميلادي في قلب باريس، أو لندن، أو نيويورك، أو برلين... أو غيرها من العواصم الدولية، لاستهداف تجمّعات تحوي يهوداً فيها، خصوصاً أنه يمكن لليهود في الغرب أن يتواجدوا في أي نوع من التجمّعات، بحريّة؟

وماذا لو تقصّدت بعض التنظيمات شنّ هجمات على تجمّعات غربية خلال الزمن الميلادي، لضرب السياحة في بلدان أوروبية أو غير أوروبية داعمة لإسرائيل في الحرب، فيما يتمّ تبرير ذلك بنُصرَة الشعب الفلسطيني؟

الاحتمالات كثيرة في هذا الإطار، بموازاة أمر أساسي لا بدّ من الإشارة إليه، وهو أن الاحتفالات الفنية والمؤتمرات في عدد من الدول الإسلامية استمرّت من دون أي تأثير أو تعديل في برنامجها، رغم اندلاع الحرب في غزة، بينما قررت بلدية رام الله ومجلس الكنائس فيها إلغاء مظاهر الاستقبال والاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح هذا العام، حداداً على أرواح القتلى في غزة. كما أعلن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس إلغاء جميع الفاعليات الاحتفالية المُخطَّطَة لعيد الميلاد لهذا العام.

وأما في الأردن، وبعد إلغاء مجلس الكنائس فيها كافة احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة العام الفائت، بعد مقتل رجال أمن إثر مداهمة أمنية، أعلن مجلس رؤساء الكنائس الأردنية إلغاء جميع فاعليات ونشاطات الاحتفال بعيد الميلاد لهذا العام أيضاً، احتراماً للقتلى في قطاع غزة.

وبتلك الطريقة، يقتصر التضامُن مع القتلى في غزة على إلغاء احتفالات ميلادية هي دينية وخيرية بنسبة كبيرة منها، وذلك بموازاة ترك مؤتمرات اقتصادية ونشاطات فنية على حالها، في عدد من الدول العربية والإسلامية.

 

لن تحدث؟

رجّح مصدر خبير في الشؤون الأمنية أن "لا تشهد الساحات والمراكز والمعارض السياحية والثقافية الغربية وغير الغربية أي هجمات خلال الزمن الميلادي، حتى ولو كانت مملوكة ليهود، لأن تلك الممارسات ستخدم إسرائيل ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "نتنياهو كان قال للأوروبيين تحديداً، بعد 7 أكتوبر، إنكم إذا لم تساعدوا إسرائيل في حربها ضدّ "حماس" فإن الحركة ستدخل إليكم في أوروبا. وبالتالي، أي هجمات من هذا النوع ستدعم الرواية الإسرائيلية، وهذا لا يصبّ في مصلحة "حماس"، ولا القضية الفلسطينية".

 

توسيع الدائرة؟

وأشار المصدر الى أن "لعبة الهاوية العسكرية تدور حالياً بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل من جهة، وبين إيران من جهة أخرى، وهي مضبوطة بين تلك الأطراف الثلاثة التي لا تريد تصعيداً مباشراً في ما بينها. وهذه مصلحة مشتركة حتى الساعة، من دون أن تكون هناك ضمانات حول عدم انفلات الأمور مستقبلاً".

وأضاف:"احتجاز جماعة "الحوثي" سفينة مدنية قبالة اليمن ليس تخطّياً للخطوط الحمراء أيضاً. ففي السابق، شنّ "الحوثيون" هجمات عسكرية على قطع بحرية أميركية تسبّبت بمقتل أميركيين. وأما الآن، فلا تزال الأمور مضبوطة، الى أن تتوفّر ظروف التدهور ربما".

وختم:"في أي حال، لا مصلحة لدى أي تنظيم في أن يدعم شنّ أي نوع من الهجمات على تجمّعات ميلادية في الغرب، حتى ولو كان الهدف المُعلَن من ذلك نُصرة فلسطين. فالدول الإسلامية لا تريد توسيع دائرة العدو، ولا تحويل المواجهة في فلسطين من يهودية - إسلامية، الى مواجهة عالمية بين المسيحيين والمسلمين. فهذا سيُضعف الموقف العربي والإسلامي في غزة، وسيعقّد فرص الحلّ، وصولاً الى درجة تخفيض أو إنهاء الدعم الذي تلقاه القضية الفلسطينية لدى الرأي العام الغربي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار