الحاكم "البوليس" في لبنان... يحرس الكرسي تاركاً الحدود والمال والصحة لـ "دوران" الزّمن... | أخبار اليوم

الحاكم "البوليس" في لبنان... يحرس الكرسي تاركاً الحدود والمال والصحة لـ "دوران" الزّمن...

انطون الفتى | الجمعة 24 نوفمبر 2023

مصدر: لا قضية ولا مؤسّسات سياسية وأمنية تمثّل البلد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

رغم الحديث الغربي المتكرّر عن إدخال السلطة الفلسطينية في مسار الحلّ السياسي بقطاع غزة مستقبلاً، وبموازاة رغبة بعض الغربيين باضطلاع بعض الدول العربية بدور سياسي مباشر بغزة في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار النهائي، إلا أن العرب عموماً، والرئيس الفلسطيني محمود عباس من ضمنهم، يُظهرون حذراً من أي دور يجعلهم مجرّد "بوليس" في القطاع مستقبلاً.

 

"شرطي"

وهذا الحذر مستمرّ، رغم الحاجة الى وقف حمام الدم بشكل جذري هناك، والذي يمكن لبعض الضمانات العربية والسلطوية الفلسطينية أن تساهم في حدوثه سريعاً.

وانطلاقاً من هذا الواقع، نستغرب كيف أن قسماً من الفلسطينيين والعرب يصرّون على رفض دور "الشرطي" في الملف الفلسطيني، فيما يقبل أهل السلطة في لبنان عموماً، لا سيّما أولئك الذين يبيعون ويشترون المواقف والضمائر طمعاً بكرسي، خصوصاً، أن يلعبوا هذا الدور، ومن دون أي مشروع يقدّمونه لتحرير لبنان من وضعيّة المتفرّج لا الفاعل، وحتى لو بدأت بعض أحداث المنطقة بالتأثير على البلد وشعبه بشكل كارثي.

 

 

لا تصلح

أوضح مصدر سياسي أن "لا قضية لدى أي طرف في لبنان، ولا مؤسّسات سياسية وأمنية تمثّل البلد. وبالتالي، من الطبيعي جدّاً أن يقبل أي مسؤول فيه بدور الشرطي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "اللبنانيين لا يزالون يحملون السلاح لحماية أنفسهم في كل المناطق والحقبات حتى الساعة، انطلاقاً من أنهم لا يشعرون بوجود دولة تدافع عنهم. وهذه مسألة مستمرة منذ عقود وحتى اليوم. فبهذه الطريقة يحمي اللبنانيون أنفسهم، ويؤكدون أن السلطات في هذه الدولة لا تصلح للقيام ولا حتى بدور الشرطي أصلاً".

 

وسطيّة

ولفت المصدر الى أن "أي مسؤول لبناني يُنتخَب، أو ينجح في جمع توافق حول شخصه، يكون ذاك الذي يتوجب عليه أن يكون على مسافة واحدة من الجميع. وهذا يعني أنه مُلزَم بإرضاء كل الأطراف، وسواء كانوا يستوجبون المحاسبة أو لا. وبالتالي، كيف يمكنه أن ينجح في تلك الحالة؟".

وأضاف:"حصلت بدعة في لبنان إسمها الوسطيّة، وهي تشمل مجموعة الطامحين الى كرسي الرئاسة تحديداً، في العادة. ولكن الوسطيّة تعني القبول بالافتقار الى أي موقف سياسي مباشر وواضح، مقابل الاكتفاء بالأدبيات العامة. وأمام هذا الواقع، كيف يكون الرئيس رئيساً في مثل تلك الشروط والظروف؟ وما الجدوى من انتخاب رئيس إذا كان هذا أقصى ما يمكن السماح له بأن يقوم به؟".

 

منطقية

وردّاً على سؤال حول "عدوى" القبول بدور الشرطي العاجز لدى كل الأجيال السياسية في لبنان، ومنذ عقود، أجاب المصدر:"هذا يرتبط بعَدَم القدرة على فعل شيء آخر. فعلى سبيل المثال، ورغم تغيُّر وتبدُّل الظروف الأمنية والعسكرية والتحالفات السياسية في لبنان والمنطقة، إلا أننا لا نزال نجد حتى اليوم، كتلة سُنيّة لبنانية واحدة تقريباً، تدعم أي عمل عسكري يقوم به الفسطينيون في لبنان دعماً لغزة أو الضفة الغربية، وحتى لو أدى هذا العمل الى استعمال لبنان كساحة، ومن دون أي نقاش حول ضرورة احترام الخصوصية اللبنانية".

وتابع:"ما سبق ذكره ينسجم أيضاً مع واقع أن الغالبية العظمى من السُنّة في لبنان تدعم أي فصيل فلسطيني، حتى ولو كان مسلّحاً ومدرّباً ومدعوماً من إيران، وذلك بإسم وحدة الترابط السُني، ورغم أن سُنّة لبنان بمعظمهم يرفضون التحالف مع إيران، ولا يرتاحون لطهران، ولا لأي تنظيم شيعي يقاتل إسرائيل".

وختم:"هذه العوامل مُجتمعة تجعل من دور الحاكم الشرطي في لبنان مسألة أكثر من منطقية وعادية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار