لا نهاية لحروب المنطقة والعداء مسألة أبدية مع "استراحة" بين الحين والآخر... | أخبار اليوم

لا نهاية لحروب المنطقة والعداء مسألة أبدية مع "استراحة" بين الحين والآخر...

انطون الفتى | الثلاثاء 28 نوفمبر 2023

مصدر: النموذج القطري ناجح ولكن لا تستطيع أي دولة عربية أخرى أن تقوم بتلك الأدوار

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

عند كل جولة تصعيد، أو عند اندلاع كل حرب بين إسرائيل وأي تنظيم مسلّح في المنطقة، تعود الى الواجهة كل المبادرات والأفكار والأحاديث عن مشاريع لسلام عادل وشامل، وعن مسارات التطبيع بين تل أبيب والدول العربية.

 

حرب دينية

ولكن يعلم الجميع أن كل مسارات ونماذج التطبيع كانت فاشلة بنسبة كبيرة، وأن أي جديد على هذا المستوى سيكون فاشلاً أيضاً، ليس فقط بسبب صعوبة التوصُّل الى أي حلّ يتعلّق بتقاسُم أراضي ومساحات حلّ الدولتَيْن خلال وقت قريب، بل لأن الحرب في المنطقة هي دينية في الأساس، أي حرب يهودية - إسلامية، لا إسرائيلية - فلسطينية فقط.

في هذا الإطار، ننظر الى النموذج القطري في التعاطي مع إسرائيل، والذي يبدو الأكثر تعبيراً عن الواقع من بين كل باقي دول المنطقة.

 

 

أدوار مُضاعَفَة

فلا مسار تطبيعياً بين تل أبيب والدوحة، ولا أي شكل من أشكال العمل على سلام مباشر، بموازاة التعامل مع الخسائر البشرية في إسرائيل كقتلى في الإعلام القطري، مقابل توصيف خسائر فلسطين وغزة بالشهداء. ورغم ذلك، تقوم شخصيات إسرائيلية (لا أميركية فقط) بزيارات وزيارات متكرّرة الى الدوحة، فيما تستقبل تل أبيب زيارات وزيارات قطرية متكرّرة، عند الحاجة، وعندما يكون التنسيق المباشر حاجة ماسّة. وتحصل تلك الزيارات من دون ضجيج سياسي، ومن دون حديث عن سلام أو تطبيع، ومثل من يؤدي مهمّة حصراً.

وبمعزل عن الأسباب الحقيقية الكامنة خلف تلك السلوكيات، وعن الخفايا السياسية وغير السياسية التي تدور حولها، إلا أن تلك التصرّفات تبدو مُنسجمة مع الواقع، إذ تعترف باستحالة إنهاء الصراع العقائدي بين الشعوب الإسلامية وإسرائيل، وباستحالة التطبيع وتوقيع اتّفاقيات سلام حقيقية مع تل أبيب، لأن الشعوب لن تقبلها، ولن تتوقّف عن النظر الى اليهود كأعداء (وهو ما يتمظهر بوضوح في الشارعَيْن المصري والأردني).

ورغم ذلك، تؤدي دولة مثل قطر أدواراً مُضاعَفَة في كل حرب، وأكثر من كل باقي الدول العربية، بما يسهّل ويعجّل في التوصُّل الى إخماد الصراعات.

 

حالة استثنائية

شرح مصدر ديبلوماسي أن "قطر كبلد هي حالة استثنائية. فهي الدولة التي تحوي المتناقضات، إذ تمتلك المال والنفوذ والمصالح، والتي تقوم برعاية مصالح ونفوذ وأموال غيرها من الدول والتنظيمات أيضاً، في عدد من الأماكن. كما أنها تتمتّع بأفضل العلاقات مع إيران، فيما تستضيف واحدة من أكبر القواعد الأميركية على أرضها، وتشكل صلة وصل أساسية بين الأميركيين من جهة، وكل التنظيمات والأصوليات الإسلامية التي يستحيل على الغربيين أن يتعاطوا معها بشكل مباشر، من جهة أخرى. كما أن لديها أفضل العلاقات مع إسرائيل رغم أن لا علاقات مباشرة ورسمية معها، وذلك منذ ما قبل موجة التطبيع التي انتعشت بين بعض الدول الخليجية وتل أبيب قبل سنوات".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "هذا الدور هو قضية وجودية بالنّسبة الى قطر. فبهذا الدور تحمي الدوحة نفسها، وتحافظ على وجودها، وعلى مصالحها، وسيطرتها. وبالنسبة الى غيرها أيضاً، هي حالة وجودية، وحاجة مطلوبة للقيام ببعض الأدوار والمهام".

وختم:"هذا النموذج ناجح لها، ولكن لا تستطيع أي دولة عربية أخرى أن تقوم بتلك الأدوار، التي لا يمكن تعميمها أصلاً على أكثر من دولة عربية واحدة حالياً، هي قطر. فهناك مجموعة من العوامل التي تسمح للدوحة لا لغيرها بأن تنجح في ذلك".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار