الطبابة في لبنان مُكلِفَة جدّاً والنّقمة الشعبية كبيرة جدّاً... فهل من حلّ؟ | أخبار اليوم

الطبابة في لبنان مُكلِفَة جدّاً والنّقمة الشعبية كبيرة جدّاً... فهل من حلّ؟

انطون الفتى | الأربعاء 29 نوفمبر 2023

مصدر: تمويل أي خطة صحية بطبع العملة سيجعلها مدمِّرة للناس

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قد تخفّ النقمة الشعبية على أي سلطة في العالم، مهما كانت فاسدة أو فاشلة، ومهما كانت غير جديرة بالقيام بدورها، وبشكل سريع، عندما تقوم بخطوات توفّر خسائر على الناس، أو بإجراءات تساعدهم على تحمُّل الأزمات، وتمكّنهم من الصمود في أوان استفحالها.

 

الكلفة الصحية

وأما النّقمة المُستدامة في لبنان، فهي لأن الدولة تطلب وتطلب، وتفرض وتطالب بالمزيد، وبالأكثر منه، فيما لا شيء لديها يعوّض عن شيء، لا على صعيد الطبابة، ولا على مستوى الغذاء، أو الخدمات، أو مختلف أنواع التكاليف الحياتية. فالمواطن يشعر بأنه يتحمّل كل شيء وحيداً، بموازاة دولة تعرقله أكثر فأكثر، وتزيد عليه الأعباء، وتصعّب طريقه في سدّ حاجاته.

الطبابة في لبنان مُكلِفَة جداً. وهي مصدر دائم للقلق والعذاب، سواء بقيَت ضمن إطار تأمين الأدوية والعلاجات، وبأسعار مقبولة، أو سواء وصلت الى حدّ الاضطرار للخضوع لعمليات جراحية مثلاً، أو لعلاجات متكرّرة وبعيدة الأمد.

 

خطة؟

وأمام هذا الواقع، ماذا لو وضعت الحكومة خطة صحية ولو جزئية، توفّر للناس من كل الأعمار، وبمختلف أنواع المشاكل التي يعانون منها، كل ما يحتاجونه، وحتى لو أدى ذلك الى طباعة العملة الوطنية في بعض الأحيان والحالات، ولمدّة معيّنة من الزمن؟

طبعاً، سيتأثّر سعر صرف الدولار في تلك الحالة، وستبدأ الأرقام بالارتفاع بنِسَب مُخيفة. ولكن ماذا لو لُجِمَ الانهيار في القطاع الصحي على الأقلّ مرحلياً، وبين الحين والآخر بشكل عملي ومباشر، وحتى لو أدى ذلك الى بعض الاضطراب المالي؟ فهذا الاضطراب يمكن لجمه سياسياً في النهاية.

فهل يستقيم الوضع في تلك الحالة؟ أم سيتعذّر تصحيح الأوضاع في المستقبل، مع صعوبة ترميم التخريب الذي سيحصل، حتى ولو اتُّخِذَ أي قرار سياسي بإعادة الأمور الى ترتيبها الانهياري المستقرّ السابق؟ وماذا عن تأثير ذلك على كلفة النهوض العام الكبيرة جدّاً في المستقبل أيضاً؟

 

تمويل سليم

أكد مصدر مُطَّلِع أنه "لا يمكن للدولة أن تموّل نفسها وخططها إذا لم تَقُم بخطوات فعّالة ومُستدامة، وهذه مسألة أساسية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن لبلد أن يستمرّ أيضاً، بظروف عملة تتدهور أكثر فأكثر، وبشكل يومي. فإذا وضعت الدولة خطة صحية منطقية، وقادرة على توفير التمويل لها بطريقة سليمة، فلا أحد سيقف ضدها. ولكن إذا كانت الخطة الصحية تلك غير منطقية، وتحتاج لأن تُموَّل من خلال طبع العملة مثلاً، فلا تعود صحيحة عندئذ، بل ستصبح مدمِّرة للناس أنفسهم بدلاً من أن تساعدهم. ولا يمكن لأحد أن يغطيها في تلك الحالة".

وختم:"كل ما لا يكون صحيحاً بحدّ ذاته، وكل ما لا يمكن للدولة أن توفّر الموارد له بالشكل الصحيح، لن يجد من يقبل أن يغطيه. فلا مجال لأي دولة في العالم بأن تنجح بوضع خطط من دون تمويل سليم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار