الرُّكام... حرب غزة الثانية التي لا يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يُوقفها! | أخبار اليوم

الرُّكام... حرب غزة الثانية التي لا يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يُوقفها!

انطون الفتى | الخميس 30 نوفمبر 2023

الحلو: لإعادة تدويره واستعماله من جديد خصوصاً أن لا مجال لرميه في أي مكان

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا نظرنا الى مشاهد الرّكام الذي خلّفته العمليات العسكرية في قطاع غزة، نتلمّس حجم الكارثة التي حلّت به وبشعبه.

فهذا الركام وحده يشكل حرباً ثانية بحدّ ذاتها، انطلاقاً من فقدان أي أرضية ملموسة للتعامُل معه. فلا مجال لنقله الى أي مكان حالياً، ولا إمكانية فعلية لإعادة تدويره، خصوصاً أن لا شيء يُشير الى نهاية تامّة للحرب الآن. وأما تركه على حاله لمدّة طويلة، فيشكّل خطورة على البيئة والإنسان معاً، نظراً للمواد الضارّة التي يمكن أن يحتويها، والتي تسبّب التلوّث، خصوصاً إذا اختلطت ببعضها.

 

إعادة الإعمار

هذا فضلاً عن أنه لا يمكن التخلّص منه عبر رميه في البحر، وكأن شيئاً لم يَكُن، نظراً للمخاطر الجدية التي يمكن أن يتسبّب بها أيضاً، في تلك الحالة.

وأمام هذا الواقع، كيف يمكن التخلُّص من ركام غزة؟ وما هي سُبُل استعماله في عمليات إعادة الإعمار ربما هناك، مستقبلاً؟

 

تلوُّث

أوضح نقيب المقاولين مارون الحلو أن "أي ركام يمكن إعادة تدويره واستخدامه من جديد في أعمال بناء، عبر استعمال تقنيات حديثة. ونحن في النقابة عملنا على برنامج من هذا النوع بالتعاون مع خبرات أجنبية لمدّة عامَيْن، ودرسنا موضوع التدوير، وقُمنا بتجارب عليه مع متعهّدين في لبنان".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "وجوب إعادة تدوير الركام لاستعماله من جديد، خصوصاً أن لا مجال لرميه في أي مكان. فإذا تمّ التخلّص منه في البحر أو البرّ، قد يتسبّب بتلوّث، وهذا مؤذٍ جدّاً. ولكن في حالة غزة، لا بدّ من انتظار الظروف الأمنية المُناسِبَة والمستقرّة أولاً، قبل التفكير بأي شيء على هذا الصعيد، وقبل الطلب من خبراء القيام بإعادة تدوير للركام من أجل استعماله في إعادة الإعمار".

 

أوبئة

وردّاً على سؤال حول الخطر الذي يُمكن للركام في أي مكان، وفي غزة مثلاً في الوقت الحالي، أن يتسبّب به للإنسان والبيئة معاً، في ما لو طالت مدّة النزاع لأشهر، أجاب الحلو:"إذا بقيَ على حاله لفترات طويلة، يمكن للركام أن يتسبّب بأوبئة، إذ لا أحد يعلم ما كان يوجد داخل البنايات التي تهدّمت أو دُمِّرَت. كما لا يمكن لأحد أن يحدّد نِسَب التخمير التي يحتويها، ومن ضمنها المواد الكيميائية والسامة، والتي هي قادرة على أن تتسبّب بأوبئة أيضاً".

ولفت الى أن "الركام عائق أيضاً أمام عودة الحياة الى طبيعتها. نحن كأصحاب خبرة ندعو دائماً الى عدم رميه، بل الى إعادة تدويره. ويمكن لأي متعهّد أن يشتريه، إذ هناك الكثير من الجهات التي تهتمّ بإعادة التدوير، والتي يمكنها أن تتقدّم بعروض لشراء تلك المواد. وإذا لم تُستعمل في المكان الذي أُخِذَت منه، فمن الممكن تصديرها الى الخارج أيضاً".

وختم:"هناك حاجة ماسّة لمعالجة وضع الركام، وعدم تركه الى ما لا نهاية. وبالنسبة الى غزة، من المتوقَّع أن يسلك هذا الموضوع طريقه الى الحلّ فور التوصُّل الى تهدئة فعلية هناك. فلا مجال للبحث بإعادة إعمار القطاع مستقبلاً قبل إزالة الركام، وإيجاد الحلول التامّة له. التخلّص من الركام هو المدخل الأول لإعادة إعمار أي مبنى، فيما يبقى إعادة التدوير المصير الأفضل له (الركام)".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار