هذه هي هواجس البطريرك الماروني... وطنية مبدئية وليست "غيرة الدين"! | أخبار اليوم

هذه هي هواجس البطريرك الماروني... وطنية مبدئية وليست "غيرة الدين"!

كارول سلّوم | الجمعة 01 ديسمبر 2023

هذه هي هواجس البطريرك الماروني... وطنية مبدئية وليست "غيرة الدين"!

اعتاد الجميع ان يولد الحل من فقرة بسيطة في القانون او من فتوى دستورية

كارول سلوم – "اخبار اليوم"

عندما يتعلق الأمر بالمواقع الأولى في البلاد ولا سيما تلك التي تشغلها شخصيات مارونية، ينتفض البطريرك مار بشارة الراعي للدفاع عنها ليس من باب "غيرة الدين"، إنما من باب الحرص على الموقع نفسه، ولذلك قد تُوجه سهام ضده وتقاد ربما حملات تحت عنوان يتصل بتحيز ماروني- ماروني .

 لكن من يقرأ جيدا في عظات أو مواقف البطريرك الراعي، يدرك أن الأساس عنده المحافظة على أهمية المركز في البلد، الم ينتفض  ولا يزال في الملف الرئاسي؟ الم يفعل ذلك عندما مضت اشهر دون تأليف حكومة في البلد؟ وهو لم يقف مكتوف الأيدي وكان يجري اتصالات ويعبّر عن استيائه حيال بعض القضايا دون أن يتعلق الأمر بواقع مذهبي.

 بالطبع يحق له أن يرفع الصوت بوجه تهشيم المواقع المارونية ومنع تسلل الشغور إليها.  ولعل حربه لعدم المساس بقيادة الجيش هو دليل على أن المسألة تتصل بثابتة أحقية رئيس الجمهورية في تزكية اسم المرشح لقيادة الجيش. إذًا المسألة محسومة لديه وغير مرتبطة بالدستور أو غيره إنما بمبدأ رئيسي، علما ان الجميع في لبنان اعتاد ولادة الحل من فقرة بسيطة في القانون او من فتوى دستورية يمكن البناء عليها.

وفي اعتقاد أوساط سياسية مطلعة أن سيد بكركي ينطلق حين يحذر من الشغور في المؤسسة العسكرية، خشية ان تتصل بتطور امني استثنائي ومن أهمية التأكيد على دور قائد الجيش في هذا المجال وعدم تغيير العرف القائل بأن لرئيس البلاد الدور في تعيين هذا القائد، كما ان البطريرك الراعي يكرر موضوع تأجيل التسريح لأسباب تتصل بالقدرة التي أظهرها العماد جوزاف عون في المحافظة على حقوق العسكريين ونضالاتهم وتحييد الجيش عن أي تباين أو خلاف سياسي.

من هنا تلاحظ هذه الأوساط عبر وكالة "أخبار اليوم"  ان اصرار البطريرك على بت التمديد من خلال سيناريو يمكن اعتماده وليس بالضرورة مخالفة القانون أو الالتفاف عليه، وحتى لو كان الأمر يتصل بأي مركز أساسي لكان فعل الأمر نفسه ودافع عن استمراريته في ظل الشغور الرئاسي،  وانطلاقا من ذلك قال لوزير الدفاع الوطني موريس سليم أن المنطقة تغلي ونحن بلا رأس، وفي الديمان لدينا ارزة كبيرة اصابتها صاعقة فانكسر رأسها فيحاول كل غصن فيها أن يكون هو الرأس وهكذا نحن في لبنان... فكيف نحمي وطننا؟

وترى هذه الاوساط عينها  أن البطريرك الراعي  ليس في موقع من يريد خلق أشكال مع أحد حول هذا الملف إلا أن الضرورة هي من تتحكم بقرار التمديد وبالتالي المسألة ليست في إطار التحدي أو وقوف مع فريق ضد الآخر، وتحديدا ضد التيار الوطني الحر، معلنة أن الكل مدعو إلى تفهم هواجس البطريرك .

وماذا لو لم يتم السير برغبة بكركي، تشير الاوساط إلى أن الملف سيدخل في الفترة المقبلة في نقاش واسع لمعرفة مصيره خصوصا أن التعيين سقط والحكومة لن تتطرق إلى هذا الملف كما هو واضح وفي الأصل لا يزال هناك بعض الوقت، لكن بالنسبة إلى البطريرك الراعي سيظل يردد مقولته الدائمة: لا للمس بقيادة الجيش الراهنة في ظل غياب رئيس الجمهورية.

وكي يتضح أكثر فأكثر اصرار البطريرك الماروني، هناك ترقب لعظته يوم الاحد المقبل وعندها يمكن تلمس التوجه المستقبلي لبكركي حيال هذا الملف .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة