هل تنضج الاحتفالات والمناسبات "الخضراء" في لبنان قبل أن "تسودّ" أيامنا؟؟؟... | أخبار اليوم

هل تنضج الاحتفالات والمناسبات "الخضراء" في لبنان قبل أن "تسودّ" أيامنا؟؟؟...

انطون الفتى | الثلاثاء 05 ديسمبر 2023

هل تنضج الاحتفالات والمناسبات "الخضراء" في لبنان قبل أن "تسودّ" أيامنا؟؟؟...

أبي راشد: تعيين حرّاس للأحراج يمكّن الغابات من حماية نفسها

هاشم: كل شيء يتأثّر بالظروف الاستثنائية وبالإمكانات المعدومة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بمعزل عمّا يمكن للدولة اللبنانية أن تقوم به في الوقت الراهن أو لا، سواء على صعيد التخطيط والالتزام به وتمويله، أو على مستوى ما تسمح به الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية في البلد، أو لا، نسأل، متى سينضج تنظيم الاحتفالات والمناسبات الخاصّة بملفات البيئة والطبيعة والغطاء النباتي والحرجي، بشكل أبْعَد من حصرها بالإشارة الى ما يتعرّض له الغطاء الأخضر من جراء الحرائق الموسمية مثلاً.

 

عيب...

فتكنولوجيات التعاطي مع الطبيعة، ومع الغطاء النباتي والحرجي... تتطوّر حول العالم باستمرار، فيما لا نزال نحن في لبنان نبحث عمّن يقتنع بضرورة التوعية على عدم رمي النفايات في الأحراج مثلاً... وهذا عيب بحقّنا كشعب لبناني، يفتخر بأنه صدّر الحرف الى العالم، في يوم من الأيام.

وأمام هذا الواقع، ماذا يبقى من الاحتفال السنوي بيوم الشجرة مثلاً، طالما أن كثيراً من الناس ينظرون الى من ينظّف الأحراج والغابات من النفايات وكأنه "غبي" هارب من "مستشفى المجانين"، وذلك بحسب التوصيف العامي المُستعمل من قِبَل عدد لا بأس به من اللبنانيين؟

وما هي الجدوى من تلك الاحتفالات، في بلد يتعامل مع أي مجهود للحفاظ على المساحات الخضراء، وكأنه عمل "فضائي"؟

 

أبي راشد

انتقد الناشط البيئي بول أبي راشد الثنائية المتناقضة بين "ما نسمعه من أحاديث في بعض المرات عن زراعة مليون شجرة من الأشجار الصغيرة مثلاً، والتي لا نعلم الى أي مدى يمكنها أن تعيش بالفعل، في حين نشهد مجازر تطال أشجاراً مُعمِّرَة في كل المناطق اللبنانية، وسط تجاهل رسمي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عيد الشجرة ليس زراعة شجرة صغيرة عمرها سنة، بموازاة إهمال استراتيجيات كبرى لا بدّ من الاهتمام بها في هذا الإطار. ورغم ذلك، هناك بعض الخبراء الذين لا يزالون يقترحون أفكاراً تدور حول مشاريع تتسبّب بقطع أشجار، حتى الساعة، ورغم علم الجميع بأن تقلُّص الثروة الحرجية في العالم كلّه يساهم بمشكلة التغيّر المناخي".

 

يوم الشجرة

ولفت أبي راشد الى أنه "لا يمكن حصر عيد الشجرة بزراعة أشجار، بموازاة إهمال التغاضي الرسمي عن قطع الأشجار، وعن ضرورة تعيين حراس للأحراج في لبنان. فتلك الخطوة مهمّة، لأن تعيينهم يمكّن الغابات من حماية نفسها، ومن زيادة مساحاتها بنفسها. فعلى سبيل المثال، تساهم الطيور بنقل بذور الأشجار من مكان الى آخر، وهو ما يزيد الغطاء الحرجي مع مرور الوقت، وهذا العمل لا يكتمل إلا بتعيين حراس أحراج لمراقبة الأحراج والغابات وحمايتها، ولمنع قطع الأشجار فيها".

وأوضح أن "الاحتفال بيوم الشجرة يحصل في كانون الأول من كل عام، نظراً الى أن هذا الشهر هو الأفضل خلال السنة لزراعة أشجار حرجية. وليست صدفة أن الشجرة تشكل زينة أساسية في عيد الميلاد، خلال كانون الأول من كل سنة أيضاً".

وختم:"الشجرة تشبه الأم. فهي ملجأ للإنسان، يستعمل أخشابها بطريقة مدروسة لأمور عدّة، كما أنها مأوى للحيوانات. وهي مصدر للأوكسيجين، ولتخزين المياه، ولتثبيت التربة، ولجذب الأمطار، ولأمور كثيرة مفيدة".

 

هاشم

وعن الخطط الرسمية المرتبطة بالملفات البيئية والحرجية لدى الدولة اللبنانية، أشار عضو لجنة البيئة النيابية النائب قاسم هاشم الى أن "عندما تصبح ظروف البلد مستقرّة، وتوفّر مساحة للبحث في كل الملفات الحياتية التي تعني الوطن، فبالتأكيد سيتمّ التعاطي مع كل التفاصيل الدقيقة، لا سيّما موضوع البيئة الذي هو أساسي، والذي يحظى باهتمام على كل المستويات، سواء من جانب وزارة البيئة، أو اللجنة النيابية المختصّة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "لا يمكننا أن نفصل الواقع الداخلي وحالة البلد وما وصلت إليه الأمور فيه، عن كل الملفات التي يجب مقاربتها. فكل شيء يتأثّر بالظروف الاستثنائية وبالإمكانات المعدومة، وهو ما ينعكس على مجمل القضايا الحياتية التي تهمّ البلد، على كل المستويات والأبعاد، ومنها الموضوع البيئي، وكيفية مقاربة التطور العالمي بشأن الأزمة المستجدة في ملف التغيّر المناخي. وهذا جزء من حراك عام ليس محلياً حصراً، ولا يمكن مواجهته إلا ضمن خطط عامة، وبالتعاون مع المنظمات المعنية. ولبنان مشارك أساسي وفاعل مع تلك المنظمات، إذ لم يترك باباً إلا ودخله لمتابعة كل الملفات البيئية".

وختم:"علينا ان ننتظر ما يمكن أن تؤول إليه أمور البلد، لتأخذ كل المؤسّسات دورها الطبيعي، وبشكل فاعل بكل ما للكلمة من معنى. وعندئد، ستصبح الأمور ضمن سياقها الطبيعي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار