"تسوية موسكو" العسكرية بين إيران والسعودية بعد "تسوية بكين" الاقتصادية؟ | أخبار اليوم

"تسوية موسكو" العسكرية بين إيران والسعودية بعد "تسوية بكين" الاقتصادية؟

انطون الفتى | الأربعاء 06 ديسمبر 2023

جابر: التعاون العسكري الإيراني - السعودي ليس أولوية في الوقت الحالي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمارات والسعودية، على وقع صعوبة الالتزام الروسي بتخفيضات إنتاج النفط التي اتفقت عليها مجموعة "أوبك بلاس" الأسبوع الفائت، والبحث الروسي عن أُطُر أكبر لتصدير عدد من البضائع الروسية، ولحصول موسكو على عدد من السّلع الأجنبية بشكل التفافي على العقوبات الأوروبية والغربية، عبر السعودية والإمارات، وهو ما سيشكّل المادّة الأساسية على "موائد" المحادثات الروسية في الخليج، بحسب أكثر من خبير ومراقب.

 

"تسوية موسكو"

وأما على صعيد باقي الملفات التي ستحضر في الزيارة، ومن بينها المساعي الروسية لإنهاء الحرب في غزة، ولإطلاق مسار من السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وباقي الملفات الشرق أوسطية والعالمية، فهي أمور لا يمكن لموسكو أن تؤثر بها لوحدها، ولا لمجرّد إجراء محادثات بشأنها مع الإماراتيين والسعوديين.

ولكن ماذا عن مسعى روسيا للدفع بالاتصالات العسكرية الإيرانية - السعودية الى الأمام، لا سيّما أن هناك إشارات الى رغبة روسية بذلك؟ فهل يمكن لروسيا أن تتوصل الى "تسوية موسكو" العسكرية بين طهران والرياض، تماماً كما أن الصين نجحت بـ "تسوية بكين" ذات المفاعيل الديبلوماسية والسياسية والاقتصادية، بينهما؟

 

مُبكِر

أكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر أن "الحديث عن تعاون عسكري بين إيران والسعودية لا يزال مبكراً جداً حالياً. وأما التعاون العسكري بين السعودية وروسيا فهو موجود، إذ تزوّدت السعودية بمعدّات عسكرية روسية خلال السنوات الماضية. ومن الطبيعي أن يكون التعاون الروسي - السعودي مستمراً على هذا الصعيد، انطلاقاً من حاجة هذا السلاح الى مسؤولين وخبراء لصيانته وإدارته وللتدريب عليه".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الصين كانت الراعي الأساسي لتسوية بكين بين طهران والرياض. وبما أن الصين وروسيا على خط واحد تقريباً، تحاول موسكو أن تفعّل وتطوّر تلك التسوية، لا سيّما أنها موجودة في المنطقة هنا".

 

التورُّط بالحرب؟

وأشار جابر الى أن "روسيا مهتمّة بالتكامل بين منتجي ومصدّري النفط، وبالتنسيق حول تلك القضايا مع السعودية وإيران أيضاً. وهذا يرفع حظوظ أن تلعب موسكو دور الوسيط بين الرياض وطهران في ما لو وقعت مشاكل بينهما تتعلّق بالنفط، أو بقضايا أخرى في المنطقة عموماً".

وأضاف:"روسيا تراقب كل ما يجري في المنطقة، وهي معنيّة بعدم توسُّع حرب غزة إقليمياً، لأن إذا توسّعت الى جنوب لبنان، فستدخل الجبهة السورية أي الجولان فيها (الحرب) بشكل مباشر. وفي تلك الحالة، ستكون روسيا معنيّة بذلك لكونها موجودة في سوريا والجنوب السوري، ولا يمكن للجبهة السورية أن تشارك إلا بموافقة موسكو والدولة السورية، وهو ما سيورّطهما بالحرب أيضاً في تلك الحالة".

 

تنشيط العلاقات

ورأى جابر أنه "يمكن لروسيا أن تختصر مسافة التباينات والخلافات بين السعودية وإيران، وأن تضع ملف التعاون العسكري بينهما قيد الاستثمار من قبلها. ولكن العلاقات العسكرية بين الإيرانيين والسعوديين لا تزال مبكرة جداً".

وتابع:"لا مجال أمام السعودية لأن تستورد أسلحة إيرانية خلال وقت قريب. فهذا النوع من العلاقات لا يقتصر على الاستيراد والتصدير، بل سيحتاج الى خبراء ترسلهم طهران للتدريب والصيانة، وهذا مُبكر بينهما، إذ يحتاج الى خطوات متقدّمة أكثر بَعْد في العلاقات".

وختم:"التعاون العسكري الإيراني - السعودي ليس أولوية في الوقت الحالي، خصوصاً أن الولايات المتحدة الأميركية موجودة في السعودية حتى الساعة، فيما معظم تسليح تلك الأخيرة لا يزال غربياً. ولكن ستعمل روسيا على تنشيط العلاقات الاقتصادية والديبلوماسية والسياسية بين طهران والرياض، وعلى تسريعها إذا احتاج الأمر ذلك".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار