شحيتلي: الحلّ يجب أن يكون ديبلوماسياً وبضمانات سياسية كبيرة
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
رغم التطمينات بأن لا أحد جاهزاً حول العالم للبحث عن بديل للقرار الدولي 1701 في الوقت الحالي، من أجل ضبط الأمن على الحدود الجنوبية، لا تزال التصريحات الإسرائيلية مُقلِقَة على هذا المستوى، بشكل يؤشّر الى أن لبنان قد يكون أمام أسابيع أو أشهر صعبة، هي أقرب الى مُفترق طريق بين إحداث وضع أمني جديد في الجنوب، إما بشكل سلمي، أو بعد حرب مدمّرة.
شمال الليطاني
فوسائل إعلام إسرائيلية نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن سكان المناطق الواقعة في شمال إسرائيل والمحاذية للحدود مع لبنان، والتي أُخلِيَت بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة، لن يعودوا إلى قراهم قبل دفع "حزب الله" الى شمال نهر الليطاني.
فيما أشار غالانت الى أن الخيار الأفضل لإسرائيل هو التوصُّل إلى ترتيب ديبلوماسي. ولكن إذا لم ينجح، فإن تل أبيب ستتصرف عبر إجراءات عسكرية.
بديل؟
وتعليقاً على هذا الكلام، أعلن المتحدّث بإسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الولايات المتحدة الأميركية لا تريد نشاطاً عسكرياً متزايداً بين إسرائيل و"حزب الله"، مؤكداً رغبة واشنطن بحلّ ديبلوماسي.
وحول إمكانية إدخال تغييرات على القرار 1701، أكد ميلر أن ليست لديه أي إعلانات جديدة أو تعديلات حول قرارات جديدة لمجلس الأمن.
ووسط تلك الأجواء، هل تتجه الجبهة الجنوبية للبنان الى حرب كبيرة لا مفرّ منها؟ وما هو البديل السياسي المُمكن؟ وهل يُطيح هذا البديل بالقرار 1701؟
تسوية سياسية
شدّد اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي على أن "حزب الله" من الشعب اللبناني، ويوجد في كل قرية جنوبية ما لا يقلّ عن عشرات المُلتزمين معه. وأي حديث عن إبعادهم الى شمال الليطاني سيشمل عائلاتهم، ما يعني إفراغ قرى لبنانية والجنوب اللبناني من شعبه، وهذا ليس منطقياً ولا مقبولاً".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "عناصر وقيادات "حزب الله" مطلوبة كلّها من قِبَل إسرائيل، ومعرّضة للاعتداءات الإسرائيلية. وبالتالي، لا يمكن مطالبتهم بتسليم السلاح ببساطة. وأمام هذا الواقع، لا حلّ ممكناً إلا بتسوية سياسية، قد تكون من مستوى أنه مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من مزارع شبعا ومن النقاط المُختلف عليها على الحدود، بموازاة وقف كل خروقاته الجوية والبحرية، يقوم "حزب الله" بسحب الصواريخ الثقيلة من جنوب الليطاني".
الحرب...
ولفت شحيتلي الى أن "الأفكار المستوردة عاجزة عن أن تحلّ المشكلة جنوباً. فـ "حزب الله" ليس منظّمة آتية من إيران، بل هو من أبناء البلد، ومن أهل القرى الجنوبية، ولا مجال لحلّ واقعي من دون أخذ تلك النقطة الأساسية في الاعتبار، خصوصاً أن إسرائيل تصرّح عن أنها توزّع السلاح على المستوطنين لديها. فكيف يتمّ سحب السلاح من يد أبناء الجنوب، بموازاة تسليح المستوطنين في إسرائيل؟".
وأضاف:"الحلّ يجب أن يكون ديبلوماسياً، ومن مستوى إن عدتم عدنا، واذا لم تقتربوا منا لا نقترب منكم. وهو حلّ ممكن بضمانات سياسية كبيرة. وأما الحرب، فلن تكون فعّالة أبداً، إذ حتى ولو كانت مدمّرة في لبنان، فهي ستكون مدمّرة في إسرائيل أيضاً، وستتسبّب برحيل الإسرائيليين عنها، والعودة الى الأماكن التي أتوا منها الى فلسطين المحتلة".
قوات "يونيفيل"
وشدّد شحيتلي على "وجوب إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية، إذ لا يمكن للمنطقة أن تعيش بأمان من دون حلّ لتلك القضية التي لا تنحصر انعكاساتها بفلسطين فقط، بل تشمل المنطقة كلّها أيضاً".
وأسف لأن "قوات "يونيفيل" لا تقوم بدورها في جنوب لبنان كما يجب. فنحن لا نعرف لماذا تكتفي بوضعية الجالس في الملاجىء حتى الساعة، وبدور المراقب، كما كانت عليه مهام القوات الدولية في جنوب لبنان قبل عام 2006، بينما هي تمتلك آليات عسكرية تمكّنها من الانتشار على الخط الأزرق. وبإمكانها أن تطلب مؤازرة من الجيش اللبناني ليتحرك معها، وهو جاهز لذلك. ولكنها لا تفعل شيئاً من هذا".
وختم:"إذا قامت قوات "يونيفيل" بدورها كما يجب، فإنها ستساهم بوقف الرمايات المباشرة على الحدود، بما يفسح المجال لتسوية سياسية منطقية حول الأوضاع في الجنوب".