المادة 99... فتح "أبواب جهنّم" على إسرائيل أو ضربة سيف في مياه أوكرانيا وتايوان؟ | أخبار اليوم

المادة 99... فتح "أبواب جهنّم" على إسرائيل أو ضربة سيف في مياه أوكرانيا وتايوان؟

انطون الفتى | الخميس 07 ديسمبر 2023

طبارة: غوتيريش يحفّز موقف الدول الرافضة للحرب ويُحرج الدول الداعمة لها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بموازاة الإحراج الشديد والمستمرّ الذي تتعرض له الأمم المتحدة بسبب ضعف دورها في حلّ النزاعات الإقليمية والدولية الكبرى، ومن بينها الحرب الأخيرة في غزة، ورغم المواقف الحازمة التي صدرت عن أمينها العام أنطونيو غوتيريش حول وجوب تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، وإدخال المساعدات الإنسانية بوفرة واستمرار، (بموازاة كل ذلك) شقّ غوتيريش طريقه باتّجاه تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك عبر توجيهه رسالة غير مسبوقة الى مجلس الأمن بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، محذراً من مخاطرها على العالم.

 

الفصل السابع

وتسمح المادة 99 لأمين عام الأمم المتحدة ببَدْء مناقشة في مجلس الأمن حول قضية معينة، للضغط على الأعضاء من أجل اتّخاذ إجراءات حاسمة في الأمر بهدف حفظ الأمن والسلم في العالم، ولدفعهم الى تفعيل مجموعة أدوات منصوص عليها في الفصل السابع. وهو ما قد يدفع مجلس الأمن الى اتّخاذ خطوات فعالة.

وينصّ الفصل السابع على اتخاذ إجراءات قسرية إذا كان السلام العالمي مهدداً، تتراوح بين العقوبات الاقتصادية والتجارية على الدولة المُعتدية، وبين فرض حصار على إرسال الأسلحة إليها، وصولاً الى حدّ اللّجوء الى القوة العسكرية الدولية ضدّها.

فماذا عن تفعيل غوتيريش المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة؟ وهل أصبحت إسرائيل وخياراتها في غزة، أمام أيام معدودة؟

 

أقوى صرخة

أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أنه "يحقّ لأمين عام الأمم المتحدة بأن ينبّه مجلس الأمن الى أشياء تحدث ويمكنها أن تهدّد الأمن والسلم في العالم، إذا لزم الأمر. ففي العادة، لا يتدخّل الأمين العام لأن دوره ليس تشريعياً، ولا سلطة لديه للتنفيذ، ولكن يمكنه أن ينبّه إذا رأى خطراً داهماً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "استعمال غوتيريش المادة 99 أتى رغبةً منه بإظهار أن هناك أمراً مستعجلاً قد يخرج عن السيطرة، وكأقوى صرخة يمكنه أن يطلقها في الوقت الحالي. وهو بذلك يحفّز موقف الدول الرافضة للحرب في غزة، ويشجعها على اتّخاذ مواقف أقوى، كما أنه يحرج الدول الداعمة للحرب، أو تلك المُتساهلة في العمل على وقف لإطلاق النار. وهذا دفع معنوي للفريق الداعم لإنهاء الحرب، حصد ما حصده من اعتراضات إسرائيلية بشكل سريع".

 

"الفيتو"

وشرح طبارة أنه "لا يمكن لأمين عام الأمم المتحدة أن يمسّ بحق "الفيتو" الذي تتمتّع به الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن. كما لا يمكنه أن يقوم بشيء مُلزِم لها من خارج إرادتها. وبالتالي، لا تزال المشكلة في مكانها، طالما أن الأميركيين لم يقرّروا وقف العمليات العسكرية في غزة بَعْد".

وأضاف:" موقف غوتيريش لا يمنع أميركا من استعمال "الفيتو"، ولا أعتقد أن الأمور ستصل الى حدّ اتّخاذ  قرار في مجلس الأمن تحت الفصل السابع. فهذا الأخير تسبقه خطوات، ومنها تنبيه الدولة المُعتدية، وسحب السفراء منها، وغيرها من الأمور، ومن بعدها استعمال القوة كحلّ أخير. ولكن من غير المرجّح أن تخضع إسرائيل لضغوط من هذا النوع".

 

ضغوط

وأشار طبارة الى أن "الضغوط متبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. ولا تنحصر الأمور بتأثير أميركا على إسرائيل، إذ إن الأخيرة تؤثّر على الأولى أيضاً. يتحدث الأميركيون عن مهل زمنية محدودة للعمليات العسكرية حالياً، وينبّهون الى ضرورة احترام سلامة المدنيين. ولكن لن تصل الأمور الى درجة دعم واشنطن لقرار في مجلس الأمن يطلب من إسرائيل وقف الحرب تحت الفصل السابع. وقد تقتصر الأمور على اكتفاء أميركا بنقل 5 أطنان من الأسلحة الى الجيش الإسرائيلي مثلاً، بدلاً من 10، في إشارة الى تقلُّص الدعم الأميركي للحرب، من دون الذهاب في ما هو أبْعَد من ذلك".

وردّاً على سؤال حول موقف روسيا والصين من استعمال الفصل السابع ضدّ إسرائيل، وإمكانية انسحاب ذلك على حرب روسيا في أوكرانيا، أو على الصين في ما لو هاجمت تايوان مستقبلاً، أجاب:"يمكن لروسيا والصين أن تستعملا حق "الفيتو" ضدّ إسرائيل، وأن لا تستعملانه في الملف الأوكراني، أو في أي ملف يخصّهما".

وختم:"كل الدول تستعمل المعايير المزدوجة بحسب حاجتها ومصالحها، ومن دون خجل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار