لبنانيون يشاركون في مؤتمرات المناخ والمناسبات الدولية ويعودون الى البلد كما خرجوا منه... | أخبار اليوم

لبنانيون يشاركون في مؤتمرات المناخ والمناسبات الدولية ويعودون الى البلد كما خرجوا منه...

انطون الفتى | الجمعة 08 ديسمبر 2023

جرادي: هذا مرتبط بذهنية الشعب اللبناني وبثقافته التي تحتاج الى إعادة هيكلة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

مسؤولون لبنانيون يشاركون في مؤتمرات دولية، سواء حول المناخ أو غيره من المواضيع أو الملفات التي تحتاج الى تعاون دولي، أو التي يمكن الخروج منها بأفكار كثيرة وفعّالة، لنجد في وقت لاحق أن لا نتيجة من جراء تلك المشاركة على الصعيد الداخلي، وأنهم يعودون الى البلد كما لو كانوا سافروا في رحلة سياحية.

 

لماذا؟

وأمام هذا الواقع، نسأل، لماذا يشاركون إذا كانت النتيجة على تلك الحالة؟ ولماذا يشاركون إذا كانوا سيعودون بأفكار كثيرة لا نيّة لتطبيقها، ولا لوضعها على سكة التطبيق، وذلك منذ ما قبل الأزمة الاقتصادية والمالية التي توفّر ذريعة للجلوس ولعدم العمل على شيء حالياً؟ ولماذا المشاركة في مؤتمرات ومناسبات عالمية من أجل العودة الى البلد وممارسة "النقّ" في ما بَعْد، ومن دون أي ورقة عمل ولو فردية تُعرَض أمام الرأي العام، إذا كانت العناوين الكبرى غير متاحة الآن؟

 

غياب الرؤية

أشار النائب الدكتور الياس جرادي الى أن "هذا الواقع يفتح النافذة على حقيقة العمل السياسي غير المجدي وغير الفعّال في لبنان، والذي لا يمتلك أي مشروع. وهذا الواقع مُستدام في البلد، وهو لا يتأثّر بالمشاركة في مؤتمرات، ولا بغير ذلك".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "غياب الرؤية والمشاريع لا يرتبط بالأزمة الاقتصادية، بل بمنهج حكم قائم على انعدام الفاعلية منذ عقود، وهو لا يزال مستمراً حتى الساعة. وإذا أراد البعض التذرّع بالأزمة، نقول له إن الأزمات يجب أن تشكّل فرصة لتعزيز المشاريع، ولتحفيز الدولة على وضع رؤية. ولكن هذا غير متوفّر في لبنان".

 

ثقافة شعبية

وشدّد جرادي على أن "المسألة لا تتوقّف على المشاركة بمؤتمرات، بل على أننا لا نستغل تلك الفرص من أجل العمل على خطط نحتاج إليها، ومنها مثلاً خطة وطنية تنهض بالقطاع الصحي وتواجه الصعاب. وبالتالي، سواء شاركنا بمؤتمرات أو لم نشارك، مشكلتنا هي في أننا لسنا دولة رؤيوية تضع الخطط لمواجهة المشاكل، وهذا أمر كارثي".

وأضاف:"هذا مرتبط أيضاً بذهنية الشعب اللبناني، وبثقافته التي تحتاج الى إعادة هيكلة. فاللبناني يعتقد أنه حقّق الهدف لمجرد المشاركة في مؤتمر أو مناسبة، ولمجرّد التقاط صور، ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، متجاهلاً أن الهدف من تلك المشاركة يجب أن يكون الخروج برؤية جديدة، والعمل على تطبيقها للاستفادة منها".

وختم:"الحكم في لبنان يعيش على ثقافة الزبائنية والخدماتية منذ عقود، وهذا ما أوصلنا الى هنا. فالتعاطي العلمي والعملي مع الملفات قليل جدّاً، وهو يحتاج الى توعية بثقافتنا وبواقعنا الاجتماعي وبمناهج تعليمنا. فعلى سبيل المثال، ليس مهمّاً تربية الأولاد على جمع أعلى العلامات في المدرسة، بل أن نجعلهم فاعلين ومنتجين ومبدعين ومسؤولين في المجتمع، وعلى مستوى الوطن".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار