الإنسان أشدّ ضرراً من كل أنواع الحيوانات... نهاراً وليلاً وفي جميع الحالات!!! | أخبار اليوم

الإنسان أشدّ ضرراً من كل أنواع الحيوانات... نهاراً وليلاً وفي جميع الحالات!!!

انطون الفتى | الجمعة 15 ديسمبر 2023

مخايل: الحلول الكاملة ليست في متناول أحد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

بات الإنسان يركّز انتباهه على ما للحيوان والنبات، وبنسبة مُتزايِدَة، بحجة الحفاظ على البيئة والمناخ، مُتجاهلاً أنه هو (الإنسان) السبب الأول والأخير لكل ما يمكن أن يصادفه من مشاكل.

 

لا مقارنة

فرغم أن بعض المواشي تنتج انبعاثات غاز الميثان المضرّة للطبيعة، إلا أنه لا يمكن مقارنة ضررها بذاك الذي تسبّبه سلوكيات البشر على وجه الأرض.

ورغم أن بعض المزروعات تشكل ضغطاً على موارد المياه، إلا أن ما تسبّبه من ضرر للطبيعة ليس شيئاً، بالمقارنة مع ما يمكن للإنسان أن يتسبّب به.

 

الحيوانات

فالحيوانات والطيور... تأكل عندما تجوع، وتشرب عندما تعطش، وبشكل متوازن مع جوعها وعطشها. وهي لا تخزّن، ولا تجمع، ولا تتسابق على موارد الأرض، ولا تحتكرها، بل ان الإنسان هو الذي يفعل ذلك، والذي تصل به الأمور الى درجة السّعي لمَنْع غيره من الاستفادة ممّا هو مُتاح لكل المخلوقات. وحتى إن فضلات بعضها مُفيدة للاستعمال في الزراعة.

والنباتات أيضاً، تأخذ ما تحتاجه، وتخزّن نِسَب المياه التي تحتاجها، وهي لا تعيش عند المبالغة الزائدة في الري، ولا عند محاولة فرض ما لا يتناسب مع مواسمها، وأوقاتها.

وأما الإنسان، فهو قادر على أن لا ينام ليلاً، وعلى جعل الليل مساحة مشابهة للنهار في استهلاك كل أنواع الطعام والشراب والمياه... وهو ما يزيد الضّغط على الأرض، ونِسَب إنتاج النفايات. كما أنه قادر على أن لا يوقف حرق الوقود الأحفوري نهاراً وليلاً لحاجاته الكثيرة. هذا فضلاً عن أن عدداً لا بأس به من المؤسّسات لا يوقف أنشطته ليلاً، ويتسبّب بزيادة استهلاك المأكولات، والإضاءة، والوقود الأحفوري...

 

الإنسان

والإنسان قادر على إيذاء الطبيعة بجعلها معرّضة للإضاءة الكهربائية المستمرة، وللنفايات، ولمختلف أسباب وأنواع الضّجيج المؤذي جدّاً لها. وهذه أمور لا تصدر عن بقرة مثلاً، أو عن طائر، ولا عن شجرة أو نبتة...

وحتى إن الإنسان قادر على أن لا يخفّف الإنجاب والتكاثر كل أيام السنة، وحتى في البلدان والمناطق التي تُحيط بها تحذيرات شديدة ومتنوّعة، ومهما باتت مواردها نادرة أو قليلة، فيتسبّب باستنزاف مستمرّ للطبيعة والأرض. بينما تتزاوج وتتوالد الحيوانات والنباتات في الفترات الطبيعية لها، وبحُكم الطبيعة، وهو ما يجعلها غير مؤذية لمحيطها. بينما شهوة الإنسان هي التي تستنزف الأرض، وترفع الحاجة الى مزيد من الطعام، والشراب، والمياه، والموارد... وتزيد الضّغوط.

 

"مُصيبة"

وأمام هذا الواقع، قد يكون من الأفضل أن يتوقّف البحث عن كيفية تطوير إنتاج اللحوم المصنَّعَة في المختبرات مثلاً، بحجة أنها الحلّ المناسب للحدّ من تربية المواشي من أجل تقليل الانبعاثات الضارّة منها، وتخفيف ظاهرة الاحتباس الحراري. وقد يكون من الأفضل "وقف الحرب" على بعض المزروعات التي تحتاج الى رعاية خاصّة، والى مياة للري أكثر من غيرها.

فالحيوانات والطبيعة قادرة على القيام بالتعافي الذاتي، وعلى تنظيم الذات، بينما يكمن الحلّ الحقيقي بتقنين أنشطة الإنسان، الذي يشكل "المُصيبة" الكبرى لنفسه والطبيعة معاً، والذي يتسبّب برفع درجة حرارة الأرض، ويقترب من أن يجعلها غير صالحة للعيش له، ولكل باقي المخلوقات فيها.

 

مسؤولية كبيرة

أكد المهندس الزراعي حنّا مخايل أن "الطبيعة قادرة على التعافي الذاتي والتدريجي، مع بعض التدخّلات البسيطة في أوقات الحاجة، بعد أي مشكلة تواجهها أو تتعرّض لها. وهذا الواقع يُشبه حالة إنسان أُصيب بجرح بسيط في يده. فهو رغم ذلك، يبقى قادراً على التعافي خلال وقت قليل، وبموازاة بعض التدخّلات البسيطة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الإنسان يتحمّل مسؤولية كبيرة جدّاً بما يحصل للمناخ. وبالنّسبة الى الحلول التي تتحدّث عن ضرورة تخفيف المواشي والمراعي وبعض المزروعات، فهي تُشبه من يُنادي بوجوب تخفيف عدد البشر عن وجه الأرض، وبشتّى الطُّرُق".

 

متأخّرة

وعن ضرورة أن تقبل الحكومات والدول بإنتاج صناعي واقتصادي أقلّ، وبأرباح أدنى من أجل حماية المناخ، وبدلاً من التفكير بحلول غير منطقية، قال:"زيادة الإنتاج الصناعي تفرضه نسبة زيادة السكان المتصاعدة على وجه الأرض. فعدد الناس يزداد، وهو ما يجعل الدول مُلزَمَة بتأمين الطعام ومختلف أنواع الحاجات لهم. وهذا يفرض أنشطة إضافية، وفاتورة أكبر على الطبيعة والمناخ".

وأضاف:"الحلّ المُمكن في تلك الحالة هو فرض ضرائب على الشركات التي تتسبّب بانبعاثات سامّة ومُضرَّة، أي ضريبة بيئية. وتُستعمَل تلك الضريبة لتشجير أراضٍ قاحلة مثلاً، أو من أجل مشاريع بيئية. فهذا يساعد الطبيعة على التعافي واستعادة انتظامها بنسبة معيّنة".

وختم:"الحلول الكاملة ليست في متناول أحد. فبعض الدول تهتمّ ببَيْع الأخشاب مثلاً كمورد مالي مهمّ لخزينتها، وهي تتصرّف على هذا الأساس، ومن دون أن تهتمّ بنتائج ذلك على البيئة. فأمام الأرباح الاقتصادية، تُصبح الضوابط المناخية والبيئية في مراحل متأخّرة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار