الحرب مستمرّة ولكنّها انتهت... شخصيات مَيْتَة فعلياً وحيّة افتراضياً بأيدي الأعداء؟! | أخبار اليوم

الحرب مستمرّة ولكنّها انتهت... شخصيات مَيْتَة فعلياً وحيّة افتراضياً بأيدي الأعداء؟!

انطون الفتى | الإثنين 18 ديسمبر 2023

أبي نجم: أمر وارد في أي لحظة وتقنيات التزييف العميق تتطوّر كثيراً مع مرور الوقت

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

لا يقلّ التدمير الذي يحصل خلال الحروب من أجل أهداف سياسية، أهميّة، عن ذاك الذي يحصل لأهداف عسكرية. فبالدمار تخوض الدول مفاوضات وقف إطلاق النار، والتوصُّل الى تسويات سياسية، وقرارات دولية. وبالدمار تضغط البلدان المُتحارِبَة على بعضها البعض.

 

"بنك الأهداف"

فهل يمكن لأي حرب عسكرية في العالم أن تستمرّ مستقبلاً، حتى ولو كان "بنك الأهداف" العسكرية الذي تسبّب بإشعالها انتهى، وذلك بسبب فقدان رغبة أحد أطرافها بالإعلان عن نهايتها لأسباب سياسية أو غير سياسية، وخصوصاً إذا كانت مصلحة الطرف الآخر عَدَم إعلان الهزيمة، أو الاضطرار لوقف الأعمال الحربية؟

وماذا لو استمرّت بعض الحروب في العالم بحجة رغبة مُعلَنَة هي تحقيق هدف اعتقال، أو نفي، أو تصفية... هذه الشخصية أو تلك، أو كَسْر وإزالة هذه الدولة أو التنظيم... أو ذاك، بينما تكون تلك العمليات تمّت بالفعل من دون الإعلان الرسمي عن ذلك، بموازاة خلق شخصيات "عدوّة" بمساعدة "الذكاء الاصطناعي"، مع بثّ مواد إعلامية وعسكرية صادرة عنها اصطناعياً من فيديوهات، أو صُوَر، أو... حتى ولو لم تَعُد (تلك الشخصيات) موجودة بالفعل، وبما يوفّر الحجّة لاستمرار الحرب والتدمير في تلك الحالة؟

وماذا لو أُعلِنَ عن تأسيس جماعات وتنظيمات مسلّحة وهميّة، وإدارة حروبها من قِبَل الجهة التي من المُفتَرَض أنها "عدوّة" لها، عبر "الذكاء الاصطناعي"، وبما يؤمّن استمرارية الحروب لمنافع سياسية، أو اقتصادية بعيدة المدى؟

 

غَسْل دماغ

أوضح الخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم أنه "يمكن لأي حرب أن تُكمل بالذكاء الاصطناعي ومن خلاله، خصوصاً أن استخدامه قد يسمح بغَسْل دماغ الناس، وبإعطائهم معلومات منحازة عن كل ما يحصل في الحروب، سواء في غزة أو السودان أو في أماكن أخرى".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "نقطة أساسية في هذا السياق، وهي أن "الذكاء الاصطناعي التوليدي" قادر على أن يخلق لأيّ كان أو لأيّ جهة ما يريدانه، وأي نوع من السيناريوهات، وأي نوع من الأخبار والصُّوَر والفيديوهات والمعلومات. وهناك مواقع كاملة مُتكاملة حالياً مشغولة بواسطة "الذكاء الاصطناعي"، وهي قادرة على أن تبثّ الأخبار والمعلومات التي تريدها الجهات المُشغِّلَة لها، وبشكل يخلق صعوبة كبيرة لدى الناس في التمييز بين ما هو صحيح من تلك الأخبار والمعلومات، وبين ما ليس صحيحاً منها".

 

التزييف العميق

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تقوم جهة باغتيال شخصية مثلاً، مع عدم الإعلان عن ذلك، بموازاة تركها في ذهن الناس عبر الاستعانة بالعالم الافتراضي، بهدف الاستمرار بحرب معيّنة، أجاب:"نعم، بالطبع. وقد رأينا من خلال تقنيات التزييف العميق مثلاً، أنه يمكن نشر فيديوهات لشخصيات ميتة، إذ يكفي أن يكون لدى الجهة المُزيِّفَة المواد اللازمة عن الشخصية تلك عندما تكون لا تزال على قيد الحياة، كصُوَر وفيديوهات مثلاً، وذلك من أجل استخدامها في خَلْق محتوى وفيديوهات عبر التزييف العميق".

وأضاف:"هذه الطريقة يمكنها أن تطال الأحياء أيضاً، عبر نشر فيديوهات لهم يتحدّثون فيها عن مواضيع معيّنة، وحتى لو كانوا لم يتحدّثوا عنها أبداً في أي يوم. وبالتالي، هذا أمر وارد في أي لحظة، وتقنيات التزييف العميق تتطوّر كثيراً مع مرور الوقت، وهي تسمح بنَشْر فيديوهات لأي شخصية حيّة أو ميتة بالطريقة التي يريدها خالق المحتوى، في أي وقت".

 

بدلاً من الجيوش؟

وعمّا إذا كان اقترب جدّاً اليوم الذي سيحلّ فيه "الذكاء الاصطناعي" مكان الجيوش في الحروب، وبشكل كامل، قال أبي نجم:"لا شيء اسمه 100 في المئة بالمُطلَق في هذا الإطار، حتى الساعة. ولكن بات يمكن لكثير من الأسلحة الآن، كالمسيّرات مثلاً، أن تعمل من خلال "الذّكاء الاصطناعي".

وختم:"وصلت تلك القطع الحربية الى مرحلة باتت قادرة فيها على أن تنفّذ التعليمات، حتى ولو مرّت بظرف معيّن أفقد الشخص الذي يتحكّم بها عن بُعْد، القدرة على ذلك. وهذا جيل من القطع الحربية القادرة على اتّخاذ قرارات في الحروب، وبطريقة خارجة عن يد الإنسان في بعض الظروف".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار