أسلحة أوتوماتيكية وصاروخية في الطريق الى الأردن... ومنه الى الخليج؟ | أخبار اليوم

أسلحة أوتوماتيكية وصاروخية في الطريق الى الأردن... ومنه الى الخليج؟

انطون الفتى | الثلاثاء 19 ديسمبر 2023

قاطيشا: تسوية بكين لن تدفع طهران الى لَجْم عمل ميليشياتها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

صحيح أن الأحداث الأمنية على الحدود السورية - الأردنية ليست جديدة، وهي سابقة لزمن اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، إلا أنه لا بدّ من التوقّف ولو قليلاً، أمام إعلان الجيش الأردني عن إحباط تهريب كميات كبيرة من الأسلحة الأوتوماتيكية والصاروخية والألغام والمخدرات، خلال اشتباكات مسلّحة لمدّة طويلة على الحدود، وعن أن عشرات المتسلّلين من سوريا عبروها (الحدود) بمنصات للصواريخ.

 

 

الاستقرار الإقليمي

فهل هذا نشاط أمني وعسكري أردني رسمي ضدّ عصابات محدودة التأثير؟ وماذا عن بعض التصريحات الأردنية الرسمية التي تؤكد أن عمان أبلغت إيران بضرورة وقف عمليات التهريب التي تقوم بها ميليشياتها في سوريا الى داخل الأراضي الأردنية؟ وماذا عن بعض الأصوات الأردنية التي تؤكد أن بعض الميليشيات والجماعات تقود حرباً إقليمية، وتصدّر المخدرات الى الأردن، ومنه الى دول الخليج؟

وهل تُثبت تلك الوقائع أن التحذيرات الغربية للدول العربية قبل أشهر، من الانفتاح الزائد على سوريا، ومن إعادة مقعدها الى الجامعة العربية، كانت صحيحة؟ وماذا عن دور تسوية بكين بين إيران والسعودية، وما تحمّله للرياض من دور يجب أن تمارسه بالتعاون مع الصين، من أجل دفع إيران الى الالتزام بضرورات الاستقرار الإقليمي؟

 

ليست خطيرة؟

رأى العميد المتقاعد والنائب السابق وهبه قاطيشا أنه "لا يمكن لتلك الخليّة التي أُعلِنَ عن نشاطها في الأردن أن تشكّل حالة مُقلِقَة بشكل أكيد، وذلك بمعزل عن كل ما قد يُقال في هذا الإطار. فمن الممكن أن تكون خليّة إرهابية، لا تعلم سوريا بها، ولا بأنشطتها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا ليس نشاطاً أمنياً واسع النّطاق. وما جرى في الأردن قد يدخل ضمن إطار الأحداث الإرهابية محدودة التأثير. وطالما أن مصدرها الحقيقي ليس مؤكَّداً بالكامل، وطالما أن الأردن لم يؤكد أي دور سوري رسمي بتسهيل مرورها نحو الأراضي الأردنية، تبقى الأمور مضبوطة. هذا مع العلم أن لا سيطرة حازمة وفعّالة على كافة الأراضي السورية حالياً، وهو ما يسمح لجهات متعدّدة بأن تشكّل خلايا أمنية، وبأن ترسلها الى حيث تريد".

 

حرب غزة

وأوضح قاطيشا أن "مثل تلك التطوّرات تخضع للمراقبة، ولمدى إمكانية أن تتكرّر بشكل تراكمي، ومستمرّ".

ورجّح أن "لا تتدهور الأوضاع بدول عدّة في المنطقة بسبب الحرب في غزة. فنتائج المعارك محصورة هناك، وحتى إن ما يجري في لبنان ينعكس عليه وحده. قد تؤثّر جبهة غزة على لبنان فقط، لكونه انغمس في المعركة عبر تحريك جبهة الجنوب. ولكن لا توقّعات بأن تتطوّر الأوضاع الأمنية والعسكرية على مستوى المنطقة بسبب تلك الحرب".

 

الممارسات العملية

وردّاً على سؤال حول غياب مفاعيل تسوية بكين، على مستوى أنها لا تساهم بحصول دفع سعودي لطهران، من أجل تخفيف دعمها للتنظيمات المسلّحة التابعة لها في المنطقة، وحتى تلك التي لا تزال تحاول تهديد بعض الدول العربية، أجاب قاطيشا:"هذا لن يحصل. فتسوية بكين لا تحسّن سوى العلاقات بين السعودية وإيران، ولكنها لن تدفع طهران الى لَجْم عمل ميليشياتها".

وختم:"تلك التسوية لا تمسّ السياسة الإيرانية عموماً، بل تدعوها الى احترام الأوضاع في السعودية. وبالتالي، لا تداعيات ممكنة لها على مستوى المنطقة. كما أن لا مجال لانتظار أي ملموس من خلال التسويات والاتفاقات فقط، بل من الممارسات العملية التي تحصل بين الدول".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار