هل تُفتَح أبواب "البيت الأبيض" لاستقبال قادة "حماس" و"الجهاد" في صيف 2024؟؟؟... | أخبار اليوم

هل تُفتَح أبواب "البيت الأبيض" لاستقبال قادة "حماس" و"الجهاد" في صيف 2024؟؟؟...

انطون الفتى | الأربعاء 20 ديسمبر 2023

بويز: الاقتصاد هو الدافع الدائم لإشعال الحروب

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

فوارق إيديولوجية وسياسية كبيرة كانت تفرّق بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وبين اليابان، وألمانيا النازية، وإيطاليا الفاشية، قبل عقود.

 

تحوُّل هائل

ورغم أن "العداء" وصل الى حدود الدم، لا سيّما مع "بيرل هاربور" والقنبلة النووية في هيروشيما وناغازاكي بين الأميركيين واليابانيين، وخلال الحرب العالمية الثانية عموماً بين واشنطن وبرلين وروما في أوروبا، إلا أن هذا لم يمنع حصول تحوُّل هائل في العلاقات بين كل تلك الأطراف التي باتت صديقة، وصولاً الى حدّ الشراكة شبه التامّة في كل شيء تقريباً، والتحالف الاستراتيجي، وذلك بعد تغييرات كبيرة شهدتها اليابان، وألمانيا، وإيطاليا، لعبت واشنطن دوراً كبيراً فيها.

 

شريكة؟

وانطلاقاً من هذا الواقع، ورغم التحوّلات الدولية الكبرى التي تحصل حالياً، والتي تُترجَم بنزاعات عميقة في أكثر من مكان، هل من الممكن أن نشهد تحوُّل روسيا والصين الى أحد أبرز أصدقاء وحلفاء وشركاء أميركا بعد أعوام قليلة ربما، وبدعم سياسي وإيديولوجي كبير داخل بُنية الحكم في البلدان الثلاثة؟

وهل يمكن لإيران أن تدخل في زمن صداقة مع الأميركيين، يتجاوز ما كانت عليه الأحوال خلال حقبة حكم الشاه، وبتحوّلات إيديولوجية تجعل التنظيمات المسلّحة المدعومة والمموّلة من طهران في الشرق الأوسط، تتعامل مع الأميركيين كأبرز الأصدقاء والحلفاء، وتحوّل نظرة الأميركيين تجاه تلك التنظيمات، وتجعلهم يبدّلون تصنيفها من إرهابية الى شريكة؟

 

تصادُم؟

أوضح الوزير السابق فارس بويز أن "السياسة العالمية ليست جامدة، بمعنى أن المصالح والظروف قد تتغيّر، وهو ما يجعل التحالفات تتغيّر أيضاً في تلك الحالة. وبالتالي، قد تنتقل الخصومات الى تحالفات، والتحالفات الى خصومات".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "أننا لا نزال بعيدين من هذا الواقع الآن. فالعالم مُنقسِم بين تيارات وحروب عديدة، سياسية واقتصادية وعسكرية، تدور في جميع أنحاء العالم. فبعد تفكُّك الاتّحاد السوفياتي، يشهد العالم نوعاً من محاولة عودة روسيّة الى المسرح السياسي الدولي. وهذا أمر جديد يعكّر العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية. هذا الى جانب المتغيّرات الاقتصادية في العالم التي تجعل الصين تتقدّم لتصبح دولة عظمى وربما الأولى في الاقتصاد العالمي، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لواشنطن، يخلط بين الاقتصاد والسياسة والأمن، ويتّجه نحو صراع وتصادم".

وأضاف:"عنصر آخر يساهم في التصادُم أيضاً، وهو استعمال أميركا عقوباتها الاقتصادية في كل الاتجاهات وبشكل عشوائي وغير مُبرَّر أحياناً. وهذا ما يجعل دول العالم المتضرّرة من تلك العقوبات تتّجه نحو تفاهمات تمكّنها من مواجهة الدولار الأميركي كعملة هي الأقوى في العالم. فعلى سبيل المثال، بدأت الصين وروسيا باعتماد سياسة "البارتر"، وتجاوُز الدولار في التبادل النفطي بينهما، وسياسة إيجاد عملة أخرى. كما اتّجهت قمة "بريكس" في الاتّجاه نفسه. وانضمّت إيران التي عانت من العقوبات الأميركية الى هذا التوجُّه، وهو ما يهدّد الدولار كعملة نفط وحيدة في العالم، كما ينقض اتفاقية "بريتون وودز" التي ألغت الاعتماد على الذهب كداعم للعملات الأجنبية، وجعلت الدولار مرجعية وحيدة لكل العملات. فضلاً عن أن تلك التطوّرات تمسّ باتّفاق أيزنهاور - عبد العزيز الذي كرّس الدولار كعملة وحيدة للنفط في العالم".

 

اضطراب كبير

وأشار بويز الى أنه "لكلّ تلك الأسباب، يعيش العالم حالات اضطراب كبير حالياً. وبعض الأزمات قادرة على تفجير الأوضاع دولياً تبعاً لتلك المعطيات. فهناك مشكلة أوكرانيا مثلاً، ومشكلة تايوان. وأتت مشكلة الشرق الأوسط معهما، أي حرب غزة التي رغم صغر حجمها بالمقارنة مع حالة أوكرانيا وتايوان، إلا أن تفاعلاتها كبيرة. فمثلاً، إذا امتدّت الى لبنان أكثر، ودخل "حزب الله" المعركة بطاقاته الصاروخية كاملةً، فإن هذا سيدفع أميركا الى التدخّل ربما، وإيران أيضاً، ما قد يقطع طريق النفط في البحر الأحمر عبر "الحوثيين". وهذه حرب شبه عالمية في تلك الحالة".

وتابع:"العالم على شفير هاوية، والظروف الاقتصادية والسياسية المتشنّجة موجودة، وهي تنتظر الانفجار بشكل أو بآخر، وأعتقد أننا في مرحلة خطيرة من مراحل هذا العالم. فهل من الممكن تخطي هذا الواقع والذهاب الى تسويات وصفقات كبرى؟ ليس هذا ما يلوح في الأُفُق حتى الساعة. فالولايات المتحدة الأميركية لا تتقبّل فقدان موقعها كقوة اقتصادية عالمية عظمى، فيما تسعى الصين الى احتلال المرتبة الأولى اقتصادياً. وأما روسيا من جهتها، فهي تسعى الى إعادة تكوين اتحاد سوفياتي معيّن، ولو بإيديولوجيا مختلفة، أي انها تحاول أن تتوسّع. بينما تحاول إيران أن تكون قوة إقليمية أيضاً، وأن تتحرّر من العقوبات الأميركية".

 

الاقتصاد

وردّاً على سؤال حول تحدّيات الفوارق الإيديولوجية في تحويل العداء الى صداقة بين القوى المُتصارِعَة على الساحة الدولية حالياً، أجاب بويز:"هنا لا بدّ من البحث عن الاقتصاد دائماً".

وشرح:"نموّ النازية في ألمانيا مثلاً، ما كان ليحصل أصلاً لولا أنه أتى نتيجة لأزمة اقتصادية حادّة عاشتها (ألمانيا) بسبب القيود التي فُرِضَت عليها بعد الحرب العالمية الأولى، خصوصاً بعد انتزاع أكبر منطقة صناعية فيها، منها، بعد تلك الحرب. فهذا شجّع بروز القومية الألمانية الاجتماعية، والنازية في ذلك الوقت".

وختم:"الصراعات الاقتصادية هي الدافع للصراعات السياسية. ونحن الآن أمام حالة مُشابهة نوعاً ما، بمعنى أن الصراع يدور حول دور الدولار وموقعه في العالم، وحول العقوبات الاقتصادية التي تُفرَض. وبالتالي، الاقتصاد هو الدافع الدائم لإشعال الحروب".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار