بما أن لا مساعدات غربية لأوكرانيا... إسحبوا جيشها عن الجبهات وأَوقِفوا الحرب...

مصدر: التهديد الأميركي بوقف تمويل أوكرانيا مُوجَّه الى الأوروبيين أكثر من كييف

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

إذا كان الأميركيون يرفضون إمداد أوكرانيا بالمساعدات، ويستكثرونها (61 مليار دولار). وإذا كان الانقسام الأوروبي مُتزايِداً، بين "مُتباهٍ" بعرقلة مساعدات من الإتحاد الأوروبي لكييف، وبين متحدّث عن ضرورة جرّ الأوكرانيين الى طاولة مفاوضات لا تكسر روسيا، تكون النتيجة عندئذ أن ما من جدوى بعد اليوم لترك شبّان وشابات أوكرانيا على جبهات القتال، وفريسة للموت المجاني، ولا لترك الشعب الأوكراني عموماً تحت خطر الصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة الروسية.

خيانة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يلمّح من جهته الى "خيانة"، في معرض تأكيده أن الولايات المتحدة الأميركية "لن تخون" بلاده، رغم القلق المتزايد من تراجع المساعدات الغربية لها. فالغربيون ما عادوا يلتزمون بوعودهم، والسبب قد لا يكون الحرب الدائرة في غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" فقط، بل ما يدور في الكواليس من أحاديث عن اتّفاقات غربية - روسية، حول ملفات دولية عدّة.

"زرابة"

وأمام هذا الواقع، لا بدّ من سَحْب الجيش الأوكراني عن الجبهات مقابل تعهّدات روسيّة معيّنة تقود الى طاولة مفاوضات سريعة، وإعادة الآباء الى أولادهم، ووقف الحرب. فلا يمكن السماح أخلاقياً باستمرار حرب من دون سلاح ومساعدات عسكرية وإنسانية. كما لا يمكن القبول أخلاقياً بموت مجّاني. ومن أوقع أوكرانيا بفخّ الدّعم الدائم لها، وطالما اقتضت الحاجة، بات مُلزَماً بالتنصُّل من وعوده بشكل يحدّ من موت شعبها من دون هدف.

وفي تلك الحالة أيضاً، وبموازاة الالتفاف الروسي المستمرّ على العقوبات الغربية، بعلم الدول الغربية كافّة، وبمساعدة من بعضهم ومن أصدقائهم، فإنه لا بدّ من الإعلان عن إبطال كل تلك العقوبات، انسجاماً مع الذّات أوّلاً، ومنعاً للاستمرار بحرب باتت أقرب الى "زرابة".

تهديد لأوروبا...

أشار مصدر واسع الاطلاع الى أن "أوكرانيا كادت تتسبّب بتفجير العالم خلال العام الفائت، وبإدخاله في دائرة حرب مباشرة بين روسيا من جهة، وبين أوروبا بالوكالة عن الولايات المتحدة الأميركية، من جهة أخرى".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأميركيين يسعون من خلال حجب المساعدات عن كييف الى جعل أوروبا تدفع ثمن الحرب، والى عدم التنصُّل من التزاماتها في هذا الإطار تحت أي ذريعة".

وختم:"تعتبر الولايات المتحدة الأميركية أن أوروبا معنيّة بالوضع الأوكراني بشكل أساسي، وأنها (أوروبا) لا تتحمَّل ما هو واجب عليها من نفقات. وبالتالي، التهديد الأميركي بوقف تمويل أوكرانيا مُوجَّه الى الأوروبيين أكثر من كييف، وهو يهدف لدفعهم الى المشاركة في الحرب بشكل أكبر".