بين "تسوية بكين" و"استسلام بكين"... إيران وسياسة الضّغوط القصوى على السعودية! | أخبار اليوم

بين "تسوية بكين" و"استسلام بكين"... إيران وسياسة الضّغوط القصوى على السعودية!

انطون الفتى | الخميس 21 ديسمبر 2023

مصدر: إيران لم تذهب الى بكين لتضع نفسها في الحضن الصيني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل تصلح "تسوية بكين" لتوصيفها تسوية بعد اليوم، أي بعدما باتت تلامس حدّ "استسلام بكين"؟

 

هجمات؟

فما هي قيمة هذه التسوية بين إيران والسعودية بضمانة صينية، طالما أنها تُبقي لطهران حريتها الكاملة في المنطقة، فيما لا تسمح للرياض إلا بما يوافق المصلحة الإيرانية، والمصلحة السعودية التي لا تتعارض مع سياسات ورغبات إيران؟

فهل هذه تسوية؟ وماذا عن دور الصين كضامن لها، بينما لا أحد يشعر بأي دور لبكين عندما تتعرّض السعودية لتهديدات إيرانية (غير مباشرة)، كما هو الحال مع الحوثيين الذين عادوا يلوّحون منذ مدّة بإمكانية نفض الغبار عن هجماتهم، والذين باتوا يهدّدون السعودية والإمارات معاً أكثر فأكثر، خصوصاً في مرحلة ما بعد الإعلان الأميركي عن تحالف دولي لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر؟

 

آبار النفط

فالتصريحات "الحوثية" تتمحور في الآونة الأخيرة حول أن أي مشاركة سعودية في التحالف الأميركي، تعني نهاية محادثات السلام والهدنة معهم، مع التلويح بالآثار الاقتصادية لذلك على "رؤية 2030" السعودية.

ووصلت الحال ببعض الحوثيين الى حدّ التهديد العلني بقصف آبار النفط والغاز في السعودية والإمارات، في ما لو انضمّتا إلى التحالف الدولي بقيادة ولشنطن، وذلك بموازاة تأكيد أن عدم التصعيد سيستمرّ معهما (السعودية والإمارات) إذا لم تشاركا في هذا التحالف.

وأمام هذا الواقع، ما الجدوى من تسوية بكين التي لا تسمح للسعودية بتحديد خياراتها ومصالحها بعيداً من أي ضغط أو تهديد؟ وهل هذه التسوية هي "استسلام بكين" في الواقع؟

 

التطوّرات تسبقه

رأى مصدر مُطَّلِع أن "الأحداث والتطوّرات المُتسارِعَة في المنطقة والعالم تسبق تسوية بكين. فالهدف الأساسي من الاتّفاق الصيني - الإيراني - السعودي كان مواجهة أقطاب دولية كبرى في مكان ما، ولكنّه لا يتمتّع بالمناعة الكاملة تجاه كل شيء".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لدى الصين قدرة على أن تستعمل نفوذها فيه. ولكن إيران لم تذهب الى بكين لتضع نفسها في الحضن الصيني، ولا لتسمح لبكين بتقرير مصيرها ومستقبل سياساتها".

 

سياسة الصّبر

وأشار المصدر الى أن "الصين تحاول أن تكسب من دون أي تدخل من جانبها في مواجهات مباشرة مع أحد. ورغم أن مصلحتها تكمن بالحفاظ على استقرار البحر الأحمر، وآبار النفط في منطقة الخليج، إلا أنها تفضّل ممارسة سياسية الصّبر حالياً، بمعزل عن كل ما يفعله ويقوله الحوثيون، وحتى لو هدّدوا المصالح السعودية والإماراتية. وبدلاً من أن تبادر، تترك الصين سياسة المواجهة والسّمعة السيئة للولايات المتحدة الأميركية والغرب".

وختم:"لا يمكن معرفة ردّة فعل الصين، في ما لو أعطت إيران الضّوء الأخضر للحوثيين في استهداف آبار النفط في السعودية والإمارات، إذا اقتضت مصلحة طهران حصول ذلك من جديد. ولكن ما ينفعها (الصين) الآن، هو أن لا السعودية ولا الإمارات ستشاركان في التحالف الدولي بقيادة أميركا. هذا مع العلم أن ما يحصل في البحر الأحمر حالياً، يقتضي انتظار ردّات الفعل بعيدة المدى لدولة مثل الهند أيضاً، التي هي رقم مهمّ في التوازنات الدولية، خصوصاً بسبب الممرّ التجاري الممتدّ منها الى أوروبا، والذي أُعلِنَ عنه خلال الصيف الفائت".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار