المسيحيون يضعفون يوميّاً ولكن البعض لا يريد سوى انتخاب رئيس!؟ | أخبار اليوم

المسيحيون يضعفون يوميّاً ولكن البعض لا يريد سوى انتخاب رئيس!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 26 ديسمبر 2023

سعيد: لا حلّ للأزمة اللبنانية قبل نهاية أزمة المنطقة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يشهد المسيحيون في لبنان تراجعاً مستمراً في كل القطاعات، حتى تلك التي كانوا يتميّزون بها قبل عقود. وما عاد لديهم "بصمة" خاصّة بهم، تجعل منهم رقماً صعباً على أي مستوى فعلي.

 

عذاب

ورغم ذلك، نجد أن أصواتاً مسيحية أساسية في البلد تكتفي بالحديث عن ضرورة انتخاب رئيس، وكأن هذا هو كل ما يحتاجه الشعب والبلد. وهي تنادي بتشكيل حكومة أصيلة كأداة من الأدوات المهمّة لانتظام حكمه (الرئيس)، وبتنشيط عمل البرلمان من ضمن هذا الجوّ نفسه، وبمعزل عن وجوب الإقرار بواقع أن لا رئيس جمهورية، ولا حكومة، ولا مجلس نواب، ولا أي شيء يمكنه أن يشكّل فارقاً بعد اليوم، إلا إذا حمل تغييراً وطنياً جوهرياً، وكبيراً.

فما جدوى العذاب الذي يعاني منه المواطن اللبناني حالياً، إذا انتهى بانتخاب رئيس محكوم من فريق محور "المُمانَعَة"، أو من فريق يرفض تطبيق اتّفاق "الطائف"، أو من أفرقاء يرفضون أي بحث ببديل من "الطائف"، والاعتراف بحقيقة أنه من الممكن التوصُّل الى صيغة جديدة وقادرة على أن تكون أكثر قابلية للتطبيق، وأكثر فاعلية للبلد والشعب، في ما لو طُبِّقَت.

 

استقرار وابتزاز

أشار النائب السابق فارس سعيد الى "وجهتَي نظر لمقاربة الأزمة اللبنانية، الأولى تقول إنه يجب أن نُنقذ ما تبقّى من خلال الخضوع الدائم لتسويات ليست لصالح البلد، ولكن توفّر لنا الاستقرار في المقابل، وهو ما كان بدأ باتفاق القاهرة، ولا يزال مستمرّاً الى اليوم. وأما الثانية فتقول، إنه يجب أن لا نخضع لهذا الابتزاز، وأن نصمد في مواجهته".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك كلفة لكلّ وجهة نظر منهما، تكلّف البلد بانعكاسات هائلة على مستوى بناء الدولة، وذلك بمعزل عن أن الثانية هي أفضل طبعاً. فانهيار الدولة ليس لمصلحة المواطن الذي يتوجّب البحث عن ضمانة له في هذا البلد، سواء كان مسيحياً أو مسلماً، أي ان انهيار الإدارة العامة في لبنان ليس لمصلحة المواطن فيه. ولكن بالمقابل، الخضوع الدائم للابتزاز الذي تفرضه قوى السلاح على الجميع، وعلى طريقة إما تسيرون بالشروط التي نفرضها نحن على الدولة أو لا دولة، لن يكون مُنتجاً".

 

تفاهم رباعي؟

واعتبر سعيد أن "لا حلول للبنان تلوح في الأُفُق حالياً، لأن أزمته هي جزء من أزمة المنطقة. وبالتالي، لا حلّ للأزمة اللبنانية قبل نهاية أزمة المنطقة".

وأضاف:"قد لا تكون هناك مصلحة للبنان في ما يطرح من حلول لأزمة المنطقة الآن. فهو (لبنان) ليس موجوداً على طاولة المفاوضات أصلاً، لا بشعبه، ولا بالقوى السياسية التي فيه، بل ان من يجلس على تلك الطاولة هم إسرائيل وتركيا وإيران، بالإضافة الى جزء من العالم العربي، والولايات المتحدة الأميركية".

وختم:"القوى السياسية اللبنانية المحلية باتت مُضحكة. فالكلّ ضدّ الكلّ، وسط لعبة كراسٍ لن توصل البلد والشعب الى أي مكان. وإذا وضعنا كل تلك القوى مع همومها في كيس واحد، وأخذناه الى أمام الإدارة الأميركية مثلاً، فإنها لن تجد فيه ما يستحقّ العناء. فكل مشاكل القوى اللبنانية المحلية لا تقدّم أو تؤخر، لا على صعيد البحث بما يحصل في البحر الأحمر، ولا في البحث بمستقبل الأوضاع في مزارع شبعا، أو بانتشار "الحرس الثوري" في سوريا. فآخر مرة كان الموارنة لاعبين أساسيين فيها، كانت في عام 1982، ولم يُجيدوا لعب الأوراق كما يجب آنذاك. وأما اليوم، وبعدما وصلت إليه الأمور، يتوجّب عليهم أن يأخذوا قراراً حاسماً، فإما يواجهون وهذا سيكون الخيار الأفضل، أو يخضعون للشروط الموجودة، ويقبلون بتفاهم من مستوى تفاهم رباعي جديد مثلاً، مع القوى الموجودة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار