2024... نهاية مرحلة بدأت في 2006 واستنزفت لبنان والمنطقة؟... | أخبار اليوم

2024... نهاية مرحلة بدأت في 2006 واستنزفت لبنان والمنطقة؟...

انطون الفتى | الأربعاء 27 ديسمبر 2023

 

مصدر: تحريك الأذرع عمّم المشكلة وحوّل الحرب الى إقليمية

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يشكل عام 2024 فرصة لبَدْء مسار حَسْم الملفات الإقليمية العالقة منذ سنة 2006، أي منذ بروز إيران كقوّة إقليمية في الشرق الأوسط، بعد انسحاب سوريا من لبنان في عام 2005، وتراجُع دور دمشق الإقليمي، وانهيار ثقة الغرب والولايات المتحدة الأميركية بالنظام السوري، وإنهاء العديد من التوافُقات الغربية التي كانت نُسِجَت مع سوريا بعد حرب الخليج الثانية في عام 1991؟

 

نهاية مرحلة؟

ففي عام 2006، بدأ الزمن الذي تدعوه أفرقاء محور "المُمانَعَة" زمن الانتصارات، والذي هو في الواقع زمن المفاوضات والاتفاقات الأميركية - الإيرانية، التي مدّدت إيران الى خارج حدودها كثيراً، على وقع عزف أنغام المصالح الأميركية بإيقاعات مضبوطة بمصالح وأمن إسرائيل.

فهل تؤدي نهاية حرب غزة الى إنهاء حقبة إقليمية امتدت لنحو 17 عاماً؟ وهل يكون ذلك خلال الأشهر القادمة؟

 

تجاوزت الحدود

أكد مصدر خبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية أن "حرب غزة حرّكت الوضع على مستوى إعادة رسم مستقبل الشرق الأوسط بالكامل. فبعد إسقاط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في عام 2003، فُوِّضَت إيران باستلام الوضع في العراق، ولكنها تجاوزت الحدود العراقية، وزادت من دعم ميليشياتها بشكل سمح لها بمدّ نفوذها باتجاه كل أنحاء المنطقة من دون مُمانَعَة إسرائيلية لذلك، وصولاً الى البحر المتوسط، والبحر الأحمر".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حتى التطبيع الإيراني مع السعودية لم يتضمّن في مندرجاته فكّ أَسْر المنطقة، بل إراحة الرياض من جهة اليمن فقط، وهو ما أبقى تمدُّد الأمبراطورية الإيرانية في المنطقة العربية على حاله".

 

تعميم المشكلة

ورأى المصدر أن "حرب غزة بيّنت أن إسرائيل كانت تتحضّر لمخاطر أمنية تطالها من جنوب لبنان حصراً، فيما كانت تسترخي تجاه الأراضي الفلسطينية، مُتّكِلَةً على الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني بين "حماس" و"فتح"، وعلى إجهاض حلّ الدولتَيْن منذ سيطرة "حماس" على غزة. ولكن اشتعال الحرب بعد 7 تشرين الأول ترافق مع تذاكٍ إيراني بتحريك كل الأذرع، من دون أن تتورط طهران في المواجهات بشكل مباشر، حفظاً لعلاقتها بالولايات المتحدة الأميركية، وبحثاً عن اتّفاق نووي جديد. ولكن تحريك الأذرع عمّم المشكلة، وحوّل الحرب الى إقليمية ولو من دون الإعلان عن ذلك بشكل صريح من قِبَل أي جهة".

وأضاف:"نهاية هذه المواجهة الإقليمية قد تكون بتجديد التفاهم الأميركي - الإيراني لإطلاق يد إيران في المنطقة، أو لا، خصوصاً أن إسرائيل قد لا تقبل بأن تتفرّج على هذا النوع من الهيمنة الإيرانية مستقبلاً. وبالتالي، من المرجّح أن تكون 2024 سنة الحَسْم. فهل يكون ذلك بتحجيم نفوذ طهران الإقليمي، وبإعادته الى العراق فقط كمدى حيوي لإيران، أو بترك الأمبراطوية الإيرانية تتوسّع أكثر؟ هذا ما ليس معلوماً الآن".

وختم:"بحسب المنطق، إذا ترافق إنهاء حرب غزة مع مفاوضات دولية كبيرة، فلن يكون ممكناً ترك الميليشيات الإيرانية تتحكم بمصير الشعوب، وتُجهض بناء وتطوُّر الدول، كما كانت عليه الأحوال منذ نحو 20 عاماً. وهذا ما قد نراه خلال الأشهر القادمة، إذ ستتوضح الصورة مع نهاية حرب غزة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار