إيران تعمل بتوجيهات وإرشادات تنظيماتها... كيف وأين؟؟؟ | أخبار اليوم

إيران تعمل بتوجيهات وإرشادات تنظيماتها... كيف وأين؟؟؟

انطون الفتى | الخميس 28 ديسمبر 2023

مصدر: الفاتورة الأكبر هي تلك التي تدفعها الشعوب العربية

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تجهد إيران منذ سنوات في تأكيد أنها حليفة لـ "قوى المقاومة" في الشرق الأوسط، وأن تلك القوى لا تعمل بتوجيهاتها (إيران)، ولا بإمرتها. وتصل الأمور الى درجة التصريح بأن طهران تدعم الخيارات والقرارات التي تتّخذها تلك المجموعات، وأن دورها يقتصر على ذلك فقط، وصولاً الى حدّ تأكيد أن الإيرانيين يعملون أو يتحركون هم أنفسهم أحياناً كثيرة، وفق نصائح وإرشادات وتوجيهات يتلقّونها من تلك التنظيمات.

 

التوافُق الداخلي

والمفارقة هي أنه كلّما زاد هذا النوع من التصريحات، كلّما اشتدّ الارتباط الكبير بين تلك الجماعات والمصالح الإيرانية، سواء في الملف الفلسطيني، أو في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية المتعلّقة بدول عدّة في المنطقة، خصوصاً تلك التي تنشط فيها الفصائل المسلّحة.

ولكن بما أن كلّ جماعة مسلّحة من تلك الجماعات تنعم بحرية القرار والاختيار، رغم ارتباطها الوثيق بإيران، وبمكوّنات محور "المُمانَعَة". وبما أن لا علاقة لإيران بالقرارات التي تحدّد مصير البحر الأحمر، واليمن، وفلسطين، ولبنان، والعراق، وسوريا. وبما أن القرارات النهائية في العمل على تلك الملفات لا يخرج من طهران، بل من أبناء اليمن، وفلسطين، ولبنان، والعراق، وسوريا... (بما أن هذا هو الواقع) لماذا لا تُكمِل إيران كلامها حتى النهاية، وتطلب من تلك التنظيمات بشكل رسمي، بأن تلتزم بالتوافُق مع أبناء البلد الذي تنشط فيه، في أي قرار تتّخذه، أو في أي عمل تقرّر أن تقوم به، ومهما كانت القضايا أو التحدّيات التي تطرح نفسها؟

يمكن لإيران أن تطلب ذلك، خصوصاً أن التنظيمات التي تؤكد هي أنها لا تعمل تحت إمرتها في الشرق الأوسط، تنتمي الى البلدان التي تنشط فيها، أي ان عناصرها من "أبناء البلد"، ويعلمون ما يحتاجه بلدهم، وما يمكنه أن يتحمّل، وما لن ينجح في التعامُل معه.

 

للتملُّص من المسؤولية...

أكد مصدر مُواكِب لملفات المنطقة أن "الحديث الإيراني عن أن التنظيمات المسلّحة المنتشرة في العالم العربي تقرّر عن نفسها، وتعمل بتحرُّر من طهران، ليس صحيحاً. فباعتراف تلك الجماعات نفسها، يتمّ تسليحها وتمويلها وتوفير حاجات عناصرها من إيران. وأي كلام إيراني مُخالِف لذلك، هو محاولة للتملُّص من تحمُّل مسؤولية أعمال تلك الفصائل المسلّحة، في أي يوم من الأيام".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "التركيبة والتراتبية التي تتحكّم بالعلاقة بين تلك التنظيمات وإيران، توتاليتارية. فلا أحد منها يتحرّك إلا بأوامر مركزية تامّة من إيران. وبالتالي، لا أحد يصدّق التصريحات الإيرانية عن أن طهران لا تتدخّل بشؤونها، وعن أنها عاجزة عن ممارسة الضّغوط عليها. فلا يمكن لأي جماعة أن تقرّر في أي مسألة لوحدها. وأكثر ما تهدف إليه طهران من خلال هذا الكلام، هو أن لا تتحمّل مسؤولية ونتائج الأعمال التي تقوم بها تلك الجماعات".

 

الفاتورة الأكبر

وأبدى المصدر خشيته من أن "يستمرّ الاستثمار الإيراني بتلك التنظيمات حتى آخر عربي. ففي النهاية، تقاتل إيران بالآخرين لا بنفسها".

وختم:"طبعاً، يدفع الإيرانيون بعض الأثمان من جراء الحروب التي تغذّيها طهران في المنطقة. ولكن الفاتورة الأكبر هي تلك التي تدفعها الشعوب العربية، سواء في لبنان، أو سوريا، أو العراق، أو اليمن".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار