"طوفان الأقصى"... اللّغز الذي تبلّغته بعض قيادات "حماس" عبر وسائل الإعلام! | أخبار اليوم

"طوفان الأقصى"... اللّغز الذي تبلّغته بعض قيادات "حماس" عبر وسائل الإعلام!

انطون الفتى | الخميس 28 ديسمبر 2023

حاجة الى إظهار قوّة طهران بعد اغتيال المستشار العسكري الكبير في سوريا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

غريب أنه بعد مرور أكثر من شهرَيْن على بَدْء حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى"، وبمعزل عن التصريحات الأميركية التي رافقتها منذ اللحظة الأولى في ما يتعلّق بعَدَم رصد علاقة موثوقة وتامّة لطهران بتلك العملية، أعلن المتحدّث بإسم "الحرس الثوري" الإيراني رمضان شريف أن الهجوم الذي شنّه مقاتلو "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول الفائت كان أحد الأعمال الانتقامية لاغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني، وذلك قبل أن تخرج الحركة ("حماس") عن صمتها، وتدحض الموقف الإيراني بتأكيد أن الدافع الأساسي وراء الهجوم كان التهديد الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وأن أعمال المقاومة الفلسطينية كافّة تأتي رداً على الاحتلال وعدوانه المستمر "على شعبنا ومقدّساتنا".

 

إقحام للذات؟

وبموازاة موقف "حماس"، أكد قائد "الحرس الثوري" الإيراني اللواء حسين سلامي أن "طوفان الأقصى" كان عملية فلسطينية تامة، وأنه تم تنفيذها من قِبَل الفلسطينيين أنفسهم.

تستغرب أوساط ديبلوماسية، إقحام إيران نفسها بحرب "حماس" على إسرائيل عبر تصريح شريف، قبل أن تتراجع عن ذلك من خلال كلام سلامي.

ففي العادة، لا تحارب إيران إسرائيل بشكل مباشر، وتفضّل أن تواجه تل أبيب وواشنطن بطُرُق غير مباشرة. كما أن الإيرانيين لا يُقحمون أنفسهم بالملف الفلسطيني نفسه بشكل مباشر أيضاً، بل يدعمون ما يسمّونها حركات مقاومة، من باب نُصرَة المُستضعفين في العالم، ودفاعاً عن فلسطين بأيدي الفلسطينيين.

وتضع تلك الأوساط التصريحات الإيرانية المُتضارِبَة تلك، في خانة الحاجة الى إظهار قوّة طهران وقدرتها على الردّ، بعد عملية الاغتيال التي طالت المستشار العسكري الكبير، والعضو البارز في "الحرس الثوري" العميد رضي موسوي قبل أيام في سوريا، والذي كان أحد الرّفاق المقرّبين لسليماني.

 

تخفيف الزّخم

وترى تلك الأوساط أن هناك رغبة إيرانية بإثبات "أبوّة" طهران لعملية "طوفان الأقصى"، وبعَدَم القيام بذلك في وقت واحد.

فإثبات علاقة إيران بالعملية له نتائج سياسية وعسكرية كبيرة، لا يرغب بها الإيرانيون، حتى ولو كان نجاحها، وإذلال الجيش الإسرائيلي بالشكل الذي تمّ فيه، يمنحان إيران شعوراً بالقوّة المُفرِطَة في محيطها والعالم.

وأما من جهة "حماس"، فلا مصلحة لديها بالقول إنها لا تعمل وفق "أجندا" فلسطينية 100 في المئة، أو من أجل الدفاع عن المقدسات والأراضي الفلسطينية حصراً. فهي تسعى الى أن تكون الممثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على أي طاولة مفاوضات حول غزة، أو حول مستقبل حلّ الدولتَيْن عموماً، في وقت لاحق. وحديث إيران عن أن "طوفان الأقصى" كان أحد الردود الانتقامية لاغتيال سليماني، يُظهِر أن لا دخل لها ("حماس") بالمصالح الفلسطينية، ويخفّف الدعم والزخم والتعاطف الذي نالته في العالم الإسلامي عموماً، كجماعة فلسطينية تدافع عن أرضها وشعبها في وجه المحتلّ.

 

عبر الشاشات

في أي حال، يؤكد مراقبون أن لا حاجة لدى أي جهة، ولا منفعة تامّة لها من محاولات إثبات "أبوّتها" لعملية "طوفان الأقصى". فتلك العملية أقرب الى أن تكون لغزاً من ألغاز العصر الحديث، وقد تبقى على تلك الحالة لمدّة طويلة من الزمن، أو للأبد، خصوصاً أن أكثر من معطى سياسي واستخباراتي يتقاطع على أن بعض القيادات الأساسية والمُعلَنَة لحركة "حماس" عرفت به ("طوفان الأقصى") في يوم 7 أكتوبر، وعبر الشاشات ووسائل الإعلام، لا أكثر ولا أقلّ.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار