الفوج المجوقل استخدم تدريباته العسكرية في انقاذ العالقين بالتلفريك

الفوج المجوقل استخدم تدريباته العسكرية في انقاذ العالقين بالتلفريك
العميد الركن أبو هلون يشرح التفاصيل: الاخطر كان انقاذ سيدة حامل

خاص - "أخبار اليوم"
بعد ساعات عصيبة امضاها العالقون داخل المقصورات في تلفريك جونيه نتيجة عطل ادى الى توقف حركة الرحلات ذهاباً وإياباً، نجح الجيش وتحديدا الفوج المجوقل من تنفيذ عملية الانقاذ بالتعاون مع القوات الجوية وكتيبة مدرعات منتشرة في المنطقة والدفاع المدني.
وعند السابعة من مساء امس انتهت عملية إنقاذ الأشخاص العالقين في مقصورات التلفريك – جونيه، التي نفّذها الفوج المجوقل في الجيش بمشاركة الدفاع المدني بدءا من الثانية عشرا ظهرا، وبمساعدة طوافة من القوات الجوية عملت على تحديد المقصورات التي يوجد بداخلها أشخاص محتجزون. وقد أنقذ الفوج المجوقل 34 شخصًا، فيما أنقذ الدفاع المدني 8 أشخاص.
مهمة استمرت سبع ساعات عاش فيها اللبنانيون على "اعصابهم" وهم يترقبون ما سيؤول اليه هذا الحادث الخطر، ولكن كما ظهر للجميع كان الفوج المجوقل "قدها" ونجح اولا في الانقاذ ثانيا في زرع الطمأنينة في نفوس العالقين بعد ما عاشوا الرعب بكل ما للكلمة من معنى!
ويُعد المجوقل من افواج النخبة في الجيش، تبين انه نخبوي في القتال على العديد من الجبهات ونخبوي بانسانيته حيث اظهر سرعة في التلبية عند النداء، وهذا امر نادر عند جيوش معتادة على خوض معارك قتالية حربية ليس الا، وليس معتادا على احتضان اطفال ونساء حوامل وكبار في السن. وهذا الامر ليس صدفة بل نتيجة تدريب وتربية ومناقبية واصرار وجهوزية لمواجهة اي طارئ مهما كان الظرف او شكله او نوعه... وكل ذلك ترجمة لشعر الجيش "شرف تضحية وفاء".

وكيف كان التخطيط السريع والتنفيذ الدقيق الذي حال دون وقوع كارثة؟
يشرح قائد الفوج المجوقل العميد الركن مارون أبو هلون ، عبر وكالة "أخبار اليوم"، أنه وبنتجية تلقي أوامر من قيادة الجيش بضرورة التحرّك السريع للقيام بمهمة إنقاذية، باشر بوضع خطة حيث طُبِقت التدريبات العسكرية لانقاذ المدنيين، قائلا: فورا توجه عناصر من الفوج الى المركز، وكان اول الواصلين ضباط من اجل تقييم الوضع وتحديد الاولويات وبدء الانقاذ من المكان الاخطر، وكان الدور الاساسي للطوافة لجهة التأكد من المقصورات التي يتواجد فيها مدنيون كي لا ننسى احدا، وقد تبين (من خلال جولات الطوافة) ان هناك مدنيين عالقون في مقصورات في اماكن دقيقة فوق الاوتوستراد، وفوق طرقات عامة بين جونية وحارة صخر وساحل علما، اضافة الى 3 مقصورات قرب حريصا.
ويضيف: تبين انه في احدى المقصورات القريبة من حريصا سيدة حامل لذا كانت الافضلية لذاك الموقع، حيث كانت المهمة الاسرع والاصعب، وفي هذا المكان اظهر عناصر الفوج على قدرة عالية في التصرف نتيجة للتدريبات التي يخضعون لها،  فاحد العسكريين زحف على "كابل الفولاذ" ليصل الى المقصورة والدخول اليها مستعملا كافة شروط السلامة المتوفرة، وقد اهتم بالسيدة الحامل جندي مسعف كي لا يلحق بها اي ضرر حين وطأت قدماها الارض فبدا عليها التأثر عندما غمرت احد العسكري بين يديها وشكرته.

ويتابع أبو هلون: هذه الاجراءات التي اعتمدت ايضا في اخلاء كل المقصورات، اعطت الطمأنينة للناس العالقين، حيث استعمل العسكريون حبل الـ rappel  دون ان يقوم المدنيون العالقون بأي مجهود.
واذ يشدد على ان عناصر فوج المجوقل نفذوا هذه المهمة على درجة عالية من الحرفيةـ يقول العميد ابو هلون: اجرينا الاتصالات اللازمة، وقد امّن اصدقاء الفوج في اقل من ساعة رافعتين كبيرتين بارتفاع 70 مترا، حيث نجحنا في انقاذ العالقين في داخل المقصورات المتواجدة فوق الطرقات،  علما اننا حاولنا الانقاذ بواسطة rappel  من الطوافة مباشرة الى مقصورة التيلفريك لكن الامر ادى الى اهتزاز المقصورة بشكل كبيرة نتيجة للهواء الناتج عن المروحية، لذا لجأنا الى خطة اخرى اي الرافعات واستعملنا السلال التي نستخدمها اساسا في تدريبات الفوج.
ويضيف ابو هلون  ان العسكريين حرصوا على تأميين سلامة المدنيين قبل سلامتهم الخاصة، اذ كانوا يبقون في المقصورات من اجل التأكد من سلامة وصول المدنين الى الارض ثم تستعمل السلة والرافعة  ثانية من اجل نقل العسكريين. فكانت دائما الاولية للمدنيين.
ويختم بو هلّون بالتأكيد أن الجيش، وإن تعدّدت مهماته العسكرية، فهو يقف دوما الى جانب شعبه في كل الظروف، ولا يبخل بدماء عناصره فداء عنهم، لأن في صلب شعاره التضحية.
تثبت المؤسسة العسكرية مرة جديدة، ورغم التحديات التي تواجهها، أنّها على قدر تحمّل المسؤوليات، في وقت تتخبّط باقي المؤسسات الرسمية بمشاكلها. فمنذ أيام وحين طافت طريق الكرنتينا بالمياه والوحول، تقاذف الوزراء المسؤولية، فكانت أيضا مبادرة من قبل الجيش بفتح الطريق وإزالة الوحول عنها.