العالم في 2024... مفرقعات نارية في يمين الشاشة وصواريخ مُنفجِرَة في يسارها... | أخبار اليوم

العالم في 2024... مفرقعات نارية في يمين الشاشة وصواريخ مُنفجِرَة في يسارها...

انطون الفتى | الثلاثاء 02 يناير 2024

مصدر: لتغيير على صعيد السلطة والقرار في العالم

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

في نظرة أوّلية الى العالم في عام 2024، نجده كشاشة تلفزيونية مقسومة الى قسمين.

 

احتفالات ودمار...

الأولى، تنقل مشاهد المفرقعات النارية، والاحتفالات، والسهرات... التي ترافق بَدْء السنة الجديدة مثلاً، أو افتتاح أي مناسبة أو احتفال عالمي، فيما تنقل الثانية مشاهد القصف، والصواريخ، والطيران الحربي في أماكن التوتّرات العسكرية، سواء في أوكرانيا مثلاً، أو السودان، أو قطاع غزة، أو غيرها من الأماكن، حيث يرزح ملايين الناس تحت أضواء الأسلحة والنار وكأنها مفرقعات.

قسمٌ من الشاشة يُشير الى العادات والتقاليد الاجتماعية والاحتفالية في بلد ما، خلال ليلة معيّنة، والى حفلات الرقص في المطاعم، وذلك مقابل إشارة قسمها الآخر الى إغراق ليلة بلد آخر بهجمات صاروخية، أو جوية، والى الركض بالمُصابين الى المستشفيات.

 

استغراب

فالى أي مدى يُمكن لتلك التناقضات أن تتزايد وتتكثّف في عام 2024، فيزداد ضعفاء الأرض ضعفاً، وعظماء الأرض عظمة، وسط انعدام في الشعور بأي شيء لدى القسم الأكبر من شعوب هذا العالم، تجاه تلك الثنائية المُتعاكِسَة والمُؤلِمَة؟

فأهل هذه الأرض يعلمون أوضاع بعضهم البعض، وهم يتابعون أخبار المشاكل، والحروب، والجوع، والفقر، والمرض... دقيقة بدقيقة، والى درجة أن مستجدات القصف، والدمار، والموت تكون معلومة عند تفقُّد الهواتف في أوان الرقص والاحتفال. ولكن الحياة تُكمِل بضُعف كبير في التضامن البشري، حتى داخل الإقليم الواحد، والدولة الواحدة.

فعلى سبيل المثال، وبينما تكون دولة معيّنة مُشتعِلَة، نرى أخرى على مسافة رمية حجر منها، في حالة من الإفراط في الاحتفالات، والعيش، ومظاهر الحياة. والأمر نفسه يمكن ملاحظته حتى داخل الدولة الواحدة نفسها أيضاً، والى درجة أن الاحتفالات قد تكون عارمة في أكثر الدول المُتعَبَة، وداخل أكثر مناطقها سخونة بالأزمات تحت ستار "حبّ الحياة"، وبشكل يُثير الاستغراب.

 

السلطة والقرار

رأى مصدر سياسي أنه "في كل سنة نقول كل عام وأنتم بخير، ولكن لا خير إذا استمرّ الاتّكال على المُمسكين بالسلطات والقوة في العالم. وبدلاً من تمنّي أن تكون السنة حلوة، لا بدّ من التمنّي بأن نشهد تغييراً على صعيد السلطة والقرار في العالم، وفي صفوف الذين يتقاسمونه ويقسّمونه، حتى نصل الى نتيجة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بالنّسبة الى منطقتنا، إذا لم نشهد أي تفاهم حول الدولة الفلسطينية، فلا شيء سيتغير فيها أيضاً، لا في 2024 ولا في مستقبل أبْعَد. فكل الكلام الذي يدور حول تلك المنطقة ومستقبلها يبقى كلاماً فارغاً، إذا لم يترافق مع حلّ نهائي وأساسي لهذا الملف".

وختم:"هناك بعض الأمور الضرورية، والتي يجب حدوثها حتى يصطلح العالم عموماً، وهي من مستوى إما وجوب تغيير أنظمة الحكم في الدول أو في بعضها، أو تغيير ذهنية تلك الأنظمة وطُرُق حكمها، إذا كان تغييرها بالكامل مستحيلاً. وبغير ذلك، لا يمكن إحداث أي تغيير على وجه الأرض في أي زمن. فأنظمة حكم كتلك التي تتحكم بالعالم حالياً، مع الذهنيات التي ترافقها، لا يمكنها أن تعطينا إلا النتائج التي نراها أمامنا يومياً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار