ماذا لو أصبحت بيروت أو جونيه ومناطق عدة غير صالحة للعَيْش وأُجبر سكانها على الرحيل؟ | أخبار اليوم

ماذا لو أصبحت بيروت أو جونيه ومناطق عدة غير صالحة للعَيْش وأُجبر سكانها على الرحيل؟

انطون الفتى | الخميس 04 يناير 2024

الحلو: لا نزال ضمن المعقول والمعالجات بالطُّرُق الفنية مُتاحة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل اتّخذت الطبيعة قرارها، وأعلنت أنه ما عاد يمكن للناس أن يسكنوا عدداً من مناطق غرب وشمال فرنسا، حيث لا يزال العديد من المقاطعات في حالة إنذار من الفيضانات؟

 

النزوح...

فبعد جولة من متساقطات قاسية شهدتها بعض تلك المناطق خلال الخريف الفائت، استمرّت لأسابيع عدّة، وجعلتها غير صالحة للعيش، وأجبرت الكثير من الناس على ترك منازلهم، ها إن القسوة المناخية تعود الآن أيضاً، وتتسبّب بفيضانات غير مسبوقة.

فهل تشكل هذه القسوة المناخية المتكررة، إنذاراً بأن المياه "ستأكل" اليابسة بشكل دائم هناك، وخلال سنوات قليلة ربما، وبأنه بات يتوجب على الناس أن ينزحوا الى الأبد؟ وماذا لو حدثت مثل تلك الفيضانات في مناطق لبنانية عدّة مستقبلاً، وجعلتها غير صالحة للسكن، وأجبرت أهلها على النزوح منها؟ هل يكفي تغيير البنى التحتية، وتعزيز سلامة الأبنية بالطُّرُق الهندسية الاعتيادية لمعالجة تداعيات ذلك؟ وهل يمكن للتغييرات الهندسية، ولتلك المرتبطة بالبنى التحتية، أن تقاوم كل الظروف المناخية دائماً، ومهما كانت قاسية؟

 

لبنان؟

أوضح نقيب المقاولين مارون الحلو أن "إمكانيات معالجة أثار الفيضانات من الناحية الهندسية موجودة دائماً، خصوصاً أن البنى التحتية ترتبط بنسبة عدد السكان الموجودين في مكان ما. وأما المشكلة الأكبر لبلد مثل لبنان، فهي أن البنى التحتية فيه قديمة جداً ومترهّلة. ولكن في تلك الأحوال، يمكن الاتّكال على إحصاءات حول الفيضانات التي تحصل، والأمطار التي تتساقط في مناطق معيّنة، من أجل تحديد الحالة الجديدة والمطلوبة للبنى التحتية، حتى تصبح قادرة على استيعاب كميات المياه اللازمة، سواء بالصرف الصحي، أو بمياه الأمطار".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه الأمور تحتاج الى إعادة دراسة في مثل تلك الظروف، فتسهل المعالجة في المناطق التي تتجمّع فيها السيول. وهنا يبرز دور الدولة في العمل على تصريف مياه الأمطار بشكل أفضل، سواء على مستوى البلديات، أو وزارة الأشغال، أو باقي الأجهزة والإدارات المسؤولة. فالدولة مسؤولة عن معالجة أسباب الفيضانات بدلاً من ترك الناس ينزحون من منازلهم ومناطقهم، وهذه أمور مُتاحة تقنياً وهندسياً. ولكن العوائق المادية في لبنان معروفة، وسط أزمة اقتصادية، وعدم اهتمام بالخدمات العامة".

 

ضمن المعقول

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن تعجز كل الأساليب الهندسية عندما تقسو الطبيعة والظروف المناخية على الناس كثيراً في منطقة معيّنة، وعلى مدى طويل جدّاً، وهو ما يحوّل منطقة معيّنة الى غير صالحة للعيش بحكم الأمر الواقع، أجاب الحلو:"في تلك الحالة، نتحدث عن سيول تفوق الطبيعة، وتتجاوز كل الطاقات، أو عن تسونامي مثلاً".

وختم:"في لبنان، لا نزال ضمن المعقول، والمتساقطات الاعتيادية إجمالاً، حتى الساعة. وبالتالي، المعالجات بالطرق الفنية مُتاحة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار