إنقاذ 367 مسافراً... مسألة مُمكنة في اليابان و"كارثة العصر" في لبنان... | أخبار اليوم

إنقاذ 367 مسافراً... مسألة مُمكنة في اليابان و"كارثة العصر" في لبنان...

انطون الفتى | الخميس 04 يناير 2024

كتاني: تتوزّع مسؤولية النجاح في التعامل مع الكوارث والأزمات على الجميع

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

مُذهل فعلاً، ومُستحِقّ لأن يُدرَّس في لبنان، هذا الانسجام الكبير الذي ظهر في اليابان على المستويَيْن الرسمي والشعبي، على خلفية التعامُل مع الكارثة الجوية التي شهدتها البلاد هناك بعد الزلزال، وبشكل وفّر سقوط الكثير من القتلى والجرحى.

 

إخلاء آمن

فقد اشتعلت النيران بطائرة ركاب تابعة للخطوط الجوية اليابانية قبل يومَيْن، في حين تمّ النجاح بإنقاذ 367 مسافراً، بالإضافة الى 12 شخصاً من أفراد الطاقم، من دون وقوع إصابات خطيرة في صفوفهم جميعاً، وذلك نتيجة التدريب، والحفاظ على النظام، وعدم الانصياع للهلع، حتى من جانب الناس (وليس في صفوف أفراد طاقم الطائرة فقط)، ورغم الخوف الشديد الذي سيطر على الجميع.

فالناس لم يتحركوا من مقاعدهم، بل ظلّوا جالسين ينتظرون التعليمات، وتقيّدوا بها، وهو ما ساهم بترجمة عملية الإخلاء في عمل سريع وآمن. وتؤكد كل المعطيات المتوفّرة عن الحادث أن امتثال الركاب للتعليمات الواضحة المُعطاة، وعدم توقّفهم لحمل أمتعتهم، لعب دوراً أساسياً في الإخلاء الآمن، وفي عدم التأخير، وفي الحفاظ على سلامة الجميع.

 

لبنان...

هذا في اليابان، وأما في لبنان، فلو وقعت حادثة من هذا النوع (لا سمح الله)، لربما كانت انتهت بمجزرة وكارثة حقيقية، بسبب عدم الجهوزية الرسمية للتعامل مع مثل تلك الظروف، من جهة، كما بسبب الشعب اللبناني غير المُعتاد على التنظيم والانتظام، من جهة أخرى، إذ يمكن لراكب لبناني أن يفضّل القليل من أمتعته على الخروج السريع، وعلى الالتزام بالتعليمات، وهو ما يمكنه أن يؤثر على حياته، وعلى حفظ سلامة وحياة الآخرين.

 

خطط استباقية

أشار أمين عام الصليب الأحمر جورج كتاني الى أن "أول ما يجب القيام به للنجاح في التعامل مع ظروف الكوارث والحوادث الطارئة هو وضع خطط استباقية احترازية لأي حدث ممكن. بالإضافة الى تحضير المجتمع المحلي دائماً لأي نوع من أنواع المخاطر المُحتملة، سواء كانت جوية أو مائية أو غيرها، عبر القيام بمناورة مثلاً، وهو ما يساهم في التخفيف من المخاطر على قدر الإمكان. فيُصبح الجميع على بيّنة من المشاكل المُحتَمَلَة  في كل حالة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "ضرورة تحضير المجتمع بتوعية صحيحة، وبمهارات، وبمعلومات يجب نشرها والتدريب عليها، والتحضير لتطبيقها. ونحن أيضاً في عملنا، نضع خططاً استباقية في شكل دائم".

 

مسؤولية الجميع

وأوضح كتاني أنه "على الصعيد الشخصي، يمكن لكل شخص أن يستفيد من المعلومات التي يحصل عليها في هذا الإطار، وأن يعمل على تطبيقها. فإجراء المناورات مسألة مهمّة، وتوحيد لغة كل من يتعرّضون لأزمات أو كوارث في ظرف معيّن، على قدر الإمكان، وبحدّ أدنى على الأقلّ، هو أمر ضروري. فهذا يسمح للجميع بأن يفهموا بعضهم، والتعليمات، وبأن لا ينساقوا للذّعر والهلع، وهو أمر مهمّ جدّاً".

وختم:"تتوزّع مسؤولية النجاح في التعامل مع الكوارث والأزمات على الجميع. ففي النهاية، كل شخص مسؤول عن نفسه، وعن عائلته، ومنزله، وعن كل ما يخصّه، ومن واجبه أن يتعامل مع المخاطر التي يتعرّض لها. فعلى سبيل المثال، إذا ذهب في نزهة بجوار نهر، عليه أن يعرف المسافة التي يُسمح له بالتحرّك فيها، والاقتراب من هنا أو هناك، أو لا. وهذا الالتزام الشخصي أساسي في جميع الظروف".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار