بعد الحرب... "ولادة قيصرية" لتنظيمات وفصائل مقاومة جديدة في المنطقة؟؟؟ | أخبار اليوم

بعد الحرب... "ولادة قيصرية" لتنظيمات وفصائل مقاومة جديدة في المنطقة؟؟؟

انطون الفتى | الخميس 11 يناير 2024

نادر: دعم وتمويل حركات مقاومة جديدة لم يَعُد مُتاحاً كما كانت عليه الأحوال في الماضي

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

عندما اتُّفِقَ على إخراج "منظمة التحرير الفلسطينية" من لبنان في عام 1982، استمرّ الكفاح المسلّح ضد إسرائيل انطلاقاً منه (لبنان)، بتنظيمات وفصائل مقاومة جديدة، وبأشكال عدّة، منها العلماني، ومنها الديني.

 

"حماس" 2...

كما ساهم ما حصل لـ "منظمة التحرير" في لبنان، وبَدْء تراجُعها التدريجي عن فكرة إزالة إسرائيل من الوجود، برعاية مصرية أساسية خلال الثمانينيات، (ساهم) بتأسيس حركة "حماس" بعد سنوات قليلة. فأعادت تلك الأخيرة تنشيط الهِمَم المُقاوِمَة، وشكلت استنهاضاً جديداً لفكرة تدمير إسرائيل، بتمويل جديد.

فهل تشهد المنطقة عمليات "ولادة قيصرية" لحركة، أو لحركات مقاومة جديدة بعد مدّة، في ما لو خرجت "حماس" من حرب غزة مُتعَبَة جدّاً؟ ومن هي الجهة أو الجهات القادرة على تأسيس حركة أو حركات مقاومة فلسطينية جديدة، بتمويل كبير، وذلك قبل أن تصبح تلك الجديدة قادرة على الاتّكال على نفسها، وعلى الاكتفاء الذاتي، وعلى تأسيس شبكة من العلاقات الإقليمية والدولية الداعمة لها بأساليب مُعلَنَة ومُستترة؟

وماذا عن لبنان ودوره في هذا الإطار؟ هل يبقى مساحة أبدية لحركات وفصائل ومشاريع "المقاومات المتعدّدة" في المنطقة؟

 

فشل وإحباط

أوضح العميد المتقاعد جورج نادر أن "الحركات الدينية والأصوليّة التي تأسّست في العالم العربي، نجحت في البقاء والاستمرارية لأنها شكّلت بديلاً من أنظمة عربية سُمِّيَت علمانية وديموقراطية في الماضي، كحزب "البعث" في العراق وسوريا مثلاً، أو "التيار الناصري" في مصر، وغيرها من الأنظمة العربية التي فشلت بتحقيق أهدافها في التصدي لإسرائيل".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "منظمة التحرير الفلسطينية فشلت بدورها في تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، وهو ما ساهم بتأسيس وصعود "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وحتى "حزب الله" في لبنان كحركة دينية مُقاوِمَة. فبالأساس كان يوجد حركة "أمل" التي لم تَكُن ذات صبغة شيعية فقط، بل كانت تتكلّم بلغة وطنية، الى أن تأسّس "حزب الله"، وتحدّث بلغة الإيديولوجيا الدينية التي تحارب إسرائيل. ولكن حتى الحركات الدينية فشلت بتحقيق أهدافها أيضاً، حتى الساعة".

 

تيارات مُضادّة

ولفت نادر الى أن "حركة "حماس"، ورغم ما حقّقته في "طوفان الأقصى"، إلا أن نجاحها يقتصر الآن على وضع القضية الفلسطينية وحلّ الدولتَيْن على الطاولة. فهذا هو إنجازها الكبير بعد 7 أكتوبر، وسط الخسائر الكبرى في الأرواح والممتلكات والدمار والتهجير في قطاع غزة".

وأضاف:"إذا انكسر ظهر "حماس" في غزة، فمن الصّعب أن يتمّ تأسيس "حماس" رقم 2. لماذا؟ لأن حركات المقاومة الفلسطينية كانت في الماضي مدعومة من دول الخليج، وممّا كان يُسمّى "دول الطوق"، وتحديداً سوريا ومصر، إذ إن الأردن ما عاد داعماً لها منذ الستينيات. فدول الخليج كانت ممولاً أساسياً لكل المنظمات الفلسطينية. ولكن إذا ضعُفَت "حماس" جداً في الحرب الحالية، فلن نجد منظمة أخرى بديلة منها في مدى قريب، خصوصاً أن الدمار الذي شهدته غزة لم يحصل مثله بتاريخ فلسطين، ولا بتاريخ الشعوب العربية، وهو يولّد ردّة فعل عكسية سلبية عليها ("حماس")، حتى في صفوف الفئات الفلسطينية التي تدعمها. ففلسطين والعالم العربي قد يشهدان تشكُّل تيارات مُضادّة للتيارات الدينية التي تسبّبت بالحرب والدمار، بحسب مفهوم البعض".

 

لبنان؟

وردّاً على سؤال حول قدرة لبنان على أن يكون حاضناً لحركات مقاومة بتعريف مختلف مستقبلاً، لا سيّما بعدما باتت كلمة مقاومة أوسع من فلسطين بشكل كبير، وهي تطال أي نشاط عسكري يمكنه أن يحصل سواء في البحر الأحمر، أو اليمن، أو العراق، أو سوريا، أو غيرها من الأماكن، ومن خارج القتال ضدّ إسرائيل حصراً، أجاب نادر:"تتأسّس حركات المقاومة بأي مكان في العادة، عندما لا تعود الدولة موجودة، وعندما تغيب أي هيكلية لها وللجيش. ولكن إذا حصل لبنان على ضمانة دولية بعَدَم خرق إسرائيل للقرار 1701، فلماذا يمكن القبول بتشكيل أو رعاية حركات مقاومة فيه، في تلك الحالة؟ ولصالح من؟ هذا فضلاً عن أن ما تسمّى حركات مقاومة في سوريا والعراق واليمن ليست مقاومة، بل هي جماعات تحرّكها إيران كورقة تفاوضية، ولتقوية ورقتها في وجه الولايات المتحدة الأميركية".

وختم:"الدول والشعوب العربية باتت في مكان مختلف عن الماضي. فبالعودة قليلاً الى عام 2006، كنّا نرى الشعوب العربية داعمة لحركات المقاومة. وأما اليوم، فبات مزاجها في مكان آخر، لا سيما أن نصف الدول العربية تقريباً ماضية في مسار التطبيع مع إسرائيل، وهي تفاوضها بملف الأسرى ومرحلة ما بعد الحرب، أي ان لديها علاقات معها. وأما سوريا، فلا مجال أمامها سوى الاهتمام بأوضاعها، ولا قدرة لديها على معارضة أي شيء، خصوصاً أنه لم يُسمَع منها أي موقف فعلي منذ بَدْء "طوفان الأقصى". وحتى اليمن نفسه، ليس للحوثيين وحدهم. وبالتالي، دعم وتمويل حركات مقاومة جديدة في المنطقة لم يَعُد مُتاحاً كما كانت عليه الأحوال في الماضي، فيما لا مقاومة بالعالم تنجح في أي مكان من دون مساعدة دولة أجنبية لها مادياً وعسكرياً. والتاريخ حافل بأمثلة في هذا الإطار، بدءاً من فيتنام، وصولاً الى منطقتنا".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار