مصدر: سيطرة إيران السياسية في لبنان مبنيّة على استخدام سلاحها في جنوبه
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
هي مرحلة زيارات دولية مُكثَّفَة الى لبنان، مُتوقَّعَة بحسب أكثر من مراقب من الآن والى ما بعد أسابيع على الأقلّ، أي الى حين ضمان عَدَم حصول أي تصعيد كبير على الجبهة اللبنانية، يأخذ حرب غزة الى مشهد إقليمي آخر.
لوائح تطول...
ولكن بحسب أكثر من مصدر، فإن تلك الحركة الدولية باتّجاه لبنان قد لا تكون إيجابية بالضرورة، طالما أنها مُقترنة بالشروط، وبالتلميحات والتهديدات المبطّنة بسَحْب الدول المُشارِكَة في قوات "يونيفيل" قوّاتها العاملة ضمنها، مع تجهيزاتها كافة، إن لم يحصل كذا وكذا من الجانب اللبناني، وهي لوائح تطول وتطول من المطالب الأمنية المرتبطة بالساحة الجنوبية.
وبدلاً من أن تكون تلك الحركة الدولية "بركة"، على مستوى مشاورات مُكثَّفَة للبحث بكيفية مساعدة لبنان على الخروج من أزماته، فإننا نجد أنفسنا مساحة لحركة "بلا بركة"، لا همّ لها سوى تخفيض التصعيد الإقليمي، والحصّة اللبنانية فيه ومنه، وذلك باستعمال وسائل متعدّدة، من بينها التلويح بسَحْب هذه القوّة الدولية أو تلك من "يونيفيل"، وبعَدَم تجديد مهام تلك القوات عموماً بعد أشهر، وغير ذلك.
صفقة أميركية - إيرانية
أشار مصدر مُطَّلِع الى "إمكانية أن يزداد هذا النوع من الضّغوط على لبنان خلال الأسابيع والأشهر القادمة، لا سيّما إذا لم تشهد حرب غزة نهاية فعليّة خلال وقت قريب. ففي كل عام أصلاً، ترافقنا مشاكل التجديد لقوات "يونيفيل"، وشروطه، وضمان عدم تعريض العسكريين الأجانب في صفوف القوات الدولية لمخاطر. وهو ما سيزداد خلال المرحلة القادمة".
وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "المشاكل التي تُحيط بتطبيق القرار الدولي 1701 بالشقّ اللبناني منه، تتركّز بالبنود التي تتحدّث عن وجوب جعل جنوب الليطاني منطقة خالية من المسلّحين والعتاد العسكري، إلا تلك التي تعود الى الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل"، وببعض بنوده التي تؤكد ضرورة تطبيق القرارات الدولية السابقة 1680 و1559. فتنفيذ تلك المطالب والالتزامات صعبة بالنّسبة الى لبنان، وهي مشكلة تتكرّر سنوياً، وترفع من خطر اندلاع مواجهة عسكرية. هذا مع العلم أن الأمور قد تُصبح أسهل على هذا المستوى، إذا حصلت صفقة أميركية - إيرانية في شأنها".
عدم وضوح
وشدّد المصدر على أن "سيطرة إيران السياسية في لبنان مبنيّة على استخدام سلاحها في جنوبه، وعلى تأثيره (سلاحها) في السياسة اللبنانية. وإذا انتهى هذا الدور، فإنها ستخسر جانباً مهمّاً من تأثيرها في المنطقة، وهو ما يزيد الحاجة الى صفقة أميركية - إيرانية حول جنوب لبنان".
وختم:"لا أحد في لبنان يقبل بما يحصل في الجنوب من توتّر عسكري يومي. ولكن الأوضاع تزداد تعقيداً، والحلّ ليس متوفّراً أو واضحاً. فالدولة اللبنانية عاجزة عن البتّ بأي شيء، وعن أخذ الأمور على عاتقها، فيما العلاقات الأميركية - الإيرانية تمرّ بمرحلة من عدم الوضوح الشديد منذ 7 تشرين الأول الفائت، وهذا يؤثّر على الساحة الجنوبية في لبنان أيضاً، ويُبعد فرص التوافُق حول أي شيء يتعلّق بها خلال وقت قريب".