منصة "بلومبيرغ "تنتظر الاستقرار الامني وعودة المدربين لاستعمالها

منصة "بلومبيرغ "تنتظر الاستقرار الامني وعودة المدربين لاستعمالها

مارديني : لا تؤثر على سعر الصرف بل على الشفافية واستنسابية المركزي

اميمية شمس - الديار

بعد تأخر لأكثر من شهرين عن إطلاق منصة بلومبرغ بسبب أحداث غزة والجنوب اللبناني، حيث كان المقرر ان يستقدم مصرف لبنان فريق مدرّبين من "بلومبرغ" يقوم بتدريب وتوجيه القطاع المصرفي والمؤسسات المالية في البلد لوصل الشبكة مع تلك العالمية.

ولكن تأخّر البدء العمل بهذه المنصة بسبب الحرب على غزة وتأثيرها على لبنان والوضع الأمني، ولم يأت الوفد الذي كان مقرراً أن يصل إلى لبنان مطلع تشرين الثاني الماضي .

الأربعاء الماضي أصدر حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري تعميماً حول الاشتراك في منصة Bloomberg الالكترونية للتدخل في سوق القطع، و"بناء على التوافق بين مصرف لبنان والحكومة اللبنانية على اعتماد منصة Bloomberg كمنصة الكترونية للتداول في سوق القطع وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 13 من المحضر 50 بتاريخ 7/9/2023 وقرار المجلس المركزي لمصرف لبنان رقم 406 مكرر/م.م /3 بتاريخ 23/10/2023، وبما انه سيتم فتح الباب امام المشتركين في المنصة للعمل كصناع سوق Market Makers عبر التدخل شارين او بائعين لمصلحة زبائنهم وفقا للتعاميم التي ستصدر عن مصرف لبنان وتحدد شروط واليات العمل وذلك بالتزامن مع بدء عملية التسعير على منصة Bloomberg الالكترونية.

دعا منصوري جميع المصارف الراغبة وغير المشتركة لتاريخه بـ system bloomberg fx interbank matching ان تتواصل مع الشركة من خلال ممثليها الاقليميين للاشتراك والبدء والتحضير للمشاركة في التدريب الذي سيمكنهم لاحقا من العمل ضمن شروط التعليم ذات الصلة".

والأسئلة المطروحة في هذا المجال ما هي ايجاببات وسلبيات هذه المنصة وهل ستساهم في توحيد سعر الصرف وماهي الأستعدادات اللوجستية والعراقيل التي قد تواجهها كيف ستنعكس على سعر الصرف؟.

في هذا الإطار أكد الخبير الإقتصادي الدكتور باتريك مارديني في حديث للديار أن إطلاق العمل بمنصة بلومبرغ أمراً إيجابياً لأنها تنقلنا من نظام صرف غير شفاف إلى نظام صرف أكثر شفافية، مشيراً إلى أن العمليات التي كانت تحصل على منصة صيرفة لم نكن نعرف من الذي يقوم بها ولا نعلم من الذي يقوم بالشراء ومن يقوم بالبيع كما أننا لم نكن نعلم كيف يتحدد سعر الصرف الذي كان أقل من سعر صرف السوق الموازي بشكل بسيط.

ووفقاً لمارديني لم يكن هناك عوامل حقيقية للسوق ولم نكن نعرف من هم المستفيدون من المنصة الذين كانوا يشترون الدولار عبر المنصة بنسبة ١٠% أقل من سعر السوق الموازي ،لافتاً إلى أن هناك الكثير ممن استفاد من العمليات على منصة صيرفة غير موظفي القطاع العام "و بالتالي الهدف من منصة بلومبرغ هو زيادة عنصر الشفافية" .

وفي موضوع توحيد سعر الصرف وعلاقة منصة بلومبرغ بهذا الأمر قال مارديني تعدد أسعار الصرف كان مرتبطاً بالإستنسابية التي كانت تحصل في السياسة النقدية حيث كان هناك أشخاص يحق لهم شراء الدولار عبر منصة صيرفة بينما هناك أشخاص لا يحق لهم ذلك ،و"بالتالي هذه الإستنسابية أدت إلى الإختلاف بين سعر منصة صيرفة وبين سعر صرف السوق السوداء"،محذراً إذا استمرت هذه الإستنسابية وبقاء بعض التجار المحظيين لإجراء العمليات على المنصة سيبقى لدينا تعدد لأسعار الصرف. "أما إذا أصبح سعر الصرف على المنصة موحداً للجميع و مصرف لبنان يقوم ببيع الدولار بسعر موحد وعندما يصبح السوق مفتوحاً للجميع عندها نتمكن من توحيد أسعار الصرف ".

وإذ رأى مارديني أن هناك فرصة لتوحيد سعر الصرف لفت إلى أن الإنتقال إلى منصة بلومبرغ بالدرجة الأولى سيحقق المزيد من الشفافية وبالدرجة الثانية يفتح المجال لتوحيد سعر الصرف بشرط أن لا يعتمد مصرف لبنان السياسة الإستنسابية التي كان يتبعها الحاكم السابق .

ووفق معلومات مارديني هناك سعي لتوحيد أسعار الصرف مع إصدار موازنة ٢٠٢٤ التي ستكون فرصة لإنتقال لبنان إلى سعر الصرف العائم الذي سيكون على منصة بلومبرغ،" أي سنخرج من سعر صيرفة وستصبح كل أسعار الصرف في لبنان على منصة بلومبرغ من ضمن قانون موازنة ٢٠٢٤ "،وبالتالي يكون لبنان انتقل من نظام الصرف الثابت إلى نظام الصرف العائم.

ورداً على سؤال حول العراقيل التي قد تواجه إطلاق منصة بلومبرغ قال مارديني العراقيل أساسها لوجستية لجهة معرفة المصارف التي سيكون لديها(acces) والتي ستتمكن من الوصول إلى هذه المنصة ومن يحق له أن يضع الطلبات للشراء والبيع عبر هذه المنصة "وهل يحق لكل الشعب اللبناني أن يشتري ويبيع عبر هذه المنصة من خلال المصارف التي يتعامل معها"،مشيراً أن هذه الأمور بحاجة لتدريب قد يستغرق وقتاً طويلاً كي تصبح المنصة جاهزة في المصارف .

وإذ أكد مارديني أن الهدف من منصة بلومبرغ هو توحيد أسعار الصرف لفت إلى أن جهات كانت تستفيد من تعدد أسعار الصرف متسائلاً هل سيحاول هؤلاء تأخير العمل بمنصة بلومبرغ، لافتاً إلى أن التقارب بين سعر صرف السوق السوداء وسعر منصة صيرفة يلغي الإستفادة التي كانت تحصل بالماضي "وبالتالي يسهل الإنتقال إلى منصة بلومبرغ".

والسؤال وفق مارديني هو كيف سيتدخل المصرف المركزي لوجستياً على المنصة بائعاً وشارياً للدولار متمنياً أن لا يمول عمليات شراء الدولار من خلال طباعة الليرة الذي سيؤدي إلى تضخم.

وطمأن مارديني( أنه طالما المصرف المركزي لا يقوم بطباعة الليرة وسيتمكن عندما تخرج الدولارات من البلد أن يخفص حجم الكتلة النقدية وأن يستمر في سياسة الإستقرار النقدي عن طريق عدم طباعة الليرة) سنتمكن من المحافظة على إستقرار سعر الصرف مع الإنتقال إلى منصة بلومبرغ.

ويستبعد مارديني أن يكون لمنصة بلومبرغ أي أثر في تغيير سعر الصرف إلا إذا غير المصرف المركزي سياسته مؤكداً أن المنصة بحد ذاتها لا تؤثر على سعر الصرف بل تؤثر على الشفافية.