غداً... زحمة "غوّاصات" أمام مراكز الاقتراع في لبنان لصالح "القرش" الحاكم! | أخبار اليوم

غداً... زحمة "غوّاصات" أمام مراكز الاقتراع في لبنان لصالح "القرش" الحاكم!

انطون الفتى | الإثنين 15 يناير 2024

الحجار: لتنمية الشعور بالانتماء الى الوطن وليس الى القوى الطائفية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

كيف نفهم الإنسان اللبناني، الذي قد يقف متذمّراً من الدولة اليوم، ومن السلطة فيها، ومن المسؤولين "من كبيرهم الى صغيرهم"، بسبب ما أصابه ومنزله من سيول وطوفان تبعاً للإهمال المتكرّر والمزمن، والافتقار الى أدنى مقوّمات البنى التحتية اللازمة، والذي بموازاة ذلك قد يُسرِع الى مراكز الاقتراع غداً، وغداً بالذّات، في ما لو أُجرِيَت الانتخابات النيابية، أو البلدية، في صباح اليوم التالي.

 

مواطن "مُعجِزَة"

وهو لن يُسرِع الى مراكز الاقتراع فقط، بل قد يتسبّب بتزاحُم مُميت فيها، بهدف التصويت لفلان أو فلان، وصولاً الى حدّ الاستعداد لإطلاق النار من أجل هذا أو ذاك أو تلك... والمُخاطَرَة بحياته، ومستقبله، ومستقبل عائلته وأولاده، في يوم الانتخاب.

فكيف يمكن تفسير "ظاهرة" هذا المواطن اللبناني "المُعجزة"؟ وكيف نفهم هذا المواطن الذي يغرق بالتذمّر والشتائم في أوان الشدائد، أو بالنّكات وتبادلها على وسائل التواصُل، من أجل الترفيه عن نفسه في أوقات الظروف الصّعبة، وذلك بدلاً من العمل على دولة قانون، والسّعي الى دولة مؤسّسات، تجعله يفتخر بالتعريف عن نفسه بأنه لبناني؟

 

بدلاً من الدولة...

أشار النائب السابق محمد الحجار الى أن "هذه الظاهرة غريبة فعلاً، وهي تستبدل المحاسبة ومبدأ الثواب والعقاب في مجتمع يغرق بالطائفية والمذهبية أكثر فأكثر، والى درجة أنه ينسى كل الملاحظات التي يمكن أن تكون لديه، وكل المشاكل التي يعاني منها بسبب طبقة سياسية لا تقيم وزناً لمصالح الناس والبلد بأكثريتها الساحقة، ولا يهمّها سوى مصالحها الخاصة والفئوية فقط، ويُعيد التصويت لها من جديد".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "تلك الحالة تشجّع المسؤول الذي لا يهتمّ إلا بمصالحه، والذي يعوّل على مشاعر الناس وعلى مخاوفها التي تجعلها مرتبطة به. فهو تبعاً لذلك، يتشجّع على البقاء في ما هو فيه، وعلى تحريك الناس قبل أسبوع أو أسبوعَيْن من موعد الانتخابات بخطاب تعصّبي يجد استحساناً لدى جماعته وأنصاره، فيضمن إعادة انتخابه. وهذا يعود في أساسه الى أن المواطن لا ينظر الى الدولة كضامن وحامٍ له إذا حصل أي شيء، بل الى زعيم الطائفة أو المذهب كسند له، بدلاً من الدولة ومؤسّساتها".

 

الخوف من الآخر

ولفت الحجار الى أن "اتّفاق "الطائف" وضع بنية أساسية لتطوير النظام اللبناني. ولكن هذا الاتفاق لم يتناسب مع مصالح أكثرية هذه الطبقة السياسية التي شاركت بعَدَم تطبيقه، الى جانب النظام السوري. فالوصاية السورية منعت تطبيق "الطائف" حتى تكون هي الحَكَم بين الطوائف والمذاهب والأطراف اللبنانية، ولكن ذلك تمّ بموافقة وصمت أطراف لبنانية كانت تريد ذلك، لأن هذا الوضع يناسبها ومصالحها".

وختم:"لا بديل من اللّجوء الى الدولة، ومن تنمية الشعور بالانتماء الى الوطن، وليس الى الفئات والأحزاب والقوى الطائفية، بموازاة انتزاع شعور الخوف من الآخر المتحكّم بالنّفوس، حتى تستقيم الأوضاع في البلد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار