تيمور على خطى وليد... دارة آل جنبلاط قبلة للقوى على اختلافها
اتصالات محلية وخارجية وحقوق الطائفة الدرزية في سلم الأولويات
كارول سلوم – "اخبار اليوم"
سريعا اتقن رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي النائب تيمور جنبلاط خطوات والده في "الجمع"، فكان تحركه على الخطى نفسها سواء في لقاءاته مع الأفرقاء أو الاتصالات، فالتنسيق مع الوالد المتمرس في السياسة هو المدخل لنجاح المهمة مهما كان نوعها. لم يخرق جنبلاط الابن المبدأ القائل أن الممر الألزامي لأي حركة للحزب والناشطين فيه يتم عبر جنبلاط الاب. اما جولات تيمور السياسية فتحمل توقيع الوزير السابق جنبلاط والمقصود بذلك أن التلاقي والحوار يشكلان العنوان الاساس.
قد يخال للبعض ان وليد بك نشيط أكثر من نجله على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن تيمور بدأ يشق طريقه في هذا السياق لإيصال رسالة أو عبرة ما.
النكهة الجنبلاطية التي طبعت اجتماعات الاب لا تزال على حالها وانتقلت بدهاء إلى الابن، وإن الاختلافات في المقاربات أو التوجهات منطقية ولكن ليس إلى حد التباعد، ويمكن القول انهما تفوقا في ترتيب العلاقات وهما مقصدا للافرقاء القريبين منهم والبعيدين، حتى أن المسائل العالقة تحضر في لقاءاتهم مع الجميع وبمعنى آخر أن من أراد سبيلا لمعالجة قضية من هذا النوع يتوجه مباشرة إليهما وهناك شواهد على ذلك.
وترى اوساط في الحزب التقدمي الأشتراكي عبر وكالة "أخبار اليوم" ان وليد بك لم يفرض أمرا على نجله لا بل يعملان سويا على اتخاذ القرارات وكذلك بالنسبة إلى استنباط الحلول، فتيمور يرافق والده ويشارك في اتصالاته السياسية المحلية والخارجية ولذلك كان مفوضا من قبله في الكثير من الأحيان.
واشارت الى أن زعيم الإشتراكي ونجله رسما خطا لتوجهاتهما وبالنسبة إليهما تبقى حقوق الطائفة الدرزية في سلم الأولويات ومنطلقا لأي نشاط، معربة عن اعتقادها أن تيمور ينال الضوء الأخضر من والده ولا يعني ذلك غياب الاستقلالية في قراراته أو وجود بعض التمايز عنه.
وتفيد هذه الأوساط أن العشاء الذي جمع آل فرنجية وآل جنبلاط والذي طغى عليه الجو العائلي أظهر تمرس تيمور في التحضير له بعدما لبى دعوة النائب السابق سليمان فرنجية في وقت سابق، حتى أن المعطيات تشير إلى أن تيمور يواصل العمل على إرساء التفاهمات بين الأفرقاء السياسيين وإبقاء دارة آل جنبلاط قبلة للقوى المحلية على اختلافها، معلنة أن تيمور يعتزم إجراء الاتصالات اللازمة من أجل نيل موافقة المكونات السياسية على تعيين رئيس هيئة الأركان في الجيش اللبناني، الذي يعد مركزا أساسيا للطائفة الدرزية، على انه يسلك منطقا هادئا في انضاج الملف وهذه نقطة تحسب له .
وتوضح الاوساط الاشتراكية أن جنبلاط الابن مقل في اطلالاته الإعلامية لجهة المقابلات أو غيرها، لكن من دون أن يعني انه ليس على استعداد للظهور لتوضيح رأي أو موقف، ويمكن القول أن الإعلام يعشق احاديث جنبلاط الاب لأنها غالبا ما تتضمن "سكوبات" وهذه المسألة قد تبقى حصريا بيده لأكثر من سبب.
في اختبارات متعددة، نجح تيمور جنبلاط بدرجة عالية وأصبح جاهزا لتكليفه بمهمات تنطوي على صعوبة وإن العودة إلى الوالد للمساهمة في معالجة بعض القضايا الشائكة مسألة لا مفر منها.