الانتصار المُكلِف جدّاً... من سيقطف ثمار حرب غزة ومتى وكيف؟؟؟ | أخبار اليوم

الانتصار المُكلِف جدّاً... من سيقطف ثمار حرب غزة ومتى وكيف؟؟؟

انطون الفتى | الجمعة 19 يناير 2024

مصدر: ما فعلته "حماس" حصل من دون أن تشاور أهل فلسطين وغزة به

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل لا يزال الحديث عن انتصار أمراً ممكناً، وعن خاسر ورابح لأي طرف من الأطراف المُتحارِبَة في حرب غزة، بعد أكثر من ثلاثة أشهر على بَدْء العمليات العسكرية؟

 

الأهداف

فإذا أخذنا في الاعتبار أن هدف حركة "حماس" من الحرب هو تحرير نحو 6 آلاف فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وفكّ الحصار عن القطاع، وإعادة القضية الفلسطينية الى سُلَّم الأولويات، وإزالة الاحتلال، نجد أمامنا سقوط نحو 100 ألف فلسطيني حتى الساعة بين قتيل وجريح منذ 7 تشرين الأول الفائت، ودخول الجيش الإسرائيلي الى مناطق ومحاور عدّة من القطاع بما يزيد الضغط والخناق على غزة، ووضع الملف الفلسطيني على كل لسان إقليمي ودولي لا لتلبية الحاجات الفلسطينية فقط، بل لممارسة التجارة السياسية والاقتصادية والأمنية... بمصير الشعب الفلسطيني.

 

الثمار؟

وإذا أخذنا في الاعتبار أن نهاية المأساة ستكون بصفقة تحرير أسرى عبر مفاوضات غير مباشرة، نجد أمامنا أن احتمالات المستقبل لن تختلف عن الماضي، أي أن آلاف الفلسطينيين المحرّرين من السجون الإسرائيلية سيُصبحون تحت المراقبة الاستخباراتية الإسرائيلية بعد تحريرهم، بموازاة إمكانية تعرّضهم للاعتقال مجدّداً أو حتى القتل، في أي يوم من الأيام مستقبلاً. والأمثلة كثيرة على أسرى حُرِّروا من سجون إسرائيل في السابق، وذلك قبل أن يُعاد اعتقالهم، أو حتى قتلهم، ولو بعد سنوات.

وانطلاقاً ممّا سبق، هل تكون عملية "طوفان الأقصى" حقّقت أهدافها منذ اليوم الأول بالفعل؟ وهل سيقطف المواطن الفلسطيني عموماً، والغزاوي خصوصاً، ثمار تلك الأهداف؟ وكيف؟

 

الحقيقة...

شدّد مصدر مُواكِب للشؤون العربية على أن "لا أحد ساذجاً حول العالم ليُصدّق أن أهداف "طوفان الأقصى" رُسِمَت فلسطينياً أو "حمساويّاً"، أو أن أهدافها هي تحرير الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وإزالة الاحتلال فقط".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأهداف الأساسية والأولى لتلك الحرب هي ضرب مسار التسويات العربية - الإسرائيلية الذي كان بدأ يزداد في المنطقة، خصوصاً من قِبَل دول الخليج، ولا سيما السعودية. فتلك التسويات كانت تشمل الحلول المستقبلية لدولة فلسطينية لا تستند الى حركة "حماس" كعنصر أساسي، بل الى سلطة فلسطينية مُطوَّرَة. بالإضافة الى ضرب مستقبل التغييرات الجيوستراتيجية المرتبطة بالممرّ الهندي الاقتصادي، وبالعلاقات العربية - الإسرائيلية - الخليجية التي أصبحت أكثر تقدُّماً. فهذه التطورات هي التي أطلقت "طوفان الأقصى، الذي غذّاه شعور "حماس" بأن وضعها المستقبلي بات محشوراً أكثر بصداقة شبه وحيدة مع إيران، فيما يُدرك "الحمساويون" أن طهران تبيع وتشتري بهم، وبأدواتها كلّها".

 

الانتصار

ولفت المصدر الى أن "من أهداف ما حصل في 7 أكتوبر أيضاً، كان إحداث صدمة ترفع "حماس" في فلسطين والخارج، لا سيّما في العالم الإسلامي، وذلك بمعزل عن أن كل المعطيات تؤكد أن الحركة لم تقدّر حجم العملية بشكل صحيح، وأن إيران لم تعتقد أن "حماس" ستتمكّن من القيام بما فعلته في إسرائيل، خلال ساعات قليلة".

وأضاف:"كل إنسان مات في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، هو خسارة بحدّ ذاته، خصوصاً أن كثيراً من الناس لم يقرّروا أن يموتوا، بل ان "حماس" هي التي اتّخذت القرار عنهم. والأمر نفسه بالنّسبة الى الجرحى، والذين أُصيبوا بإعاقات، وبالنّسبة الى أكثر من مليون فلسطيني ما عادوا يمتلكون مسكناً لهم".

وختم:"ما فعلته "حماس" قبل ثلاثة أشهر حصل من تلقاء نفسها، ومن دون أن تشاور أهل فلسطين وغزة به. ولكن رغم ذلك، وإذا أخذنا في الاعتبار الخبرة بالتاريخ الطويل للصراع، سنجد أنه عند نهاية الحرب، سيعتبر البعض أنه حتى ولو فُقِدَ 90 في المئة من الفلسطينيين، ورفع القليل ممّن تبقّوا شارة النصر، فإن ذلك يكفي لإعلان الانتصار".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار