اليمن يحارب نصف دول العالم فلماذا لا يستثمر أمواله بتخليص شعبه من الفقر؟ | أخبار اليوم

اليمن يحارب نصف دول العالم فلماذا لا يستثمر أمواله بتخليص شعبه من الفقر؟

انطون الفتى | الجمعة 19 يناير 2024

مصدر: تكمن قوّة حكمهم بالقليل من الطعام الذي يُشعِر الناس بالشّبع لمدّة ساعات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا كان الحوثيون قادرين على محاربة الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا الى هذا الحدّ، مروراً بالاستحواذ على دور شرطيّ البحر الأحمر بقدرات ذاتية ومن دون نَيْل الإذن من أحد، و(مروراً) بالإعلان عن المسموح والممنوع في مضائق تجارية دولية، وصولاً الى حدّ البتّ برعاية مصير أنشطة الدول الكبرى، وذلك عبر الوعد بممرّ آمن للسفن الروسية والصينية في البحر الأحمر، مقابل تهديد السفن الأميركية والبريطانية، فهذا يعني أنهم أقوياء جدّاً.

 

تكاليف باهظة

وإذا كانوا على تلك الحالة، والى درجة تحمُّل تكاليف صناعة وتطوير الصواريخ الباليستية، والصواريخ المُضادة للسُّفُن، والمسيّرات، فلماذا لا يُكمِلون عملهم حتى النهاية، أي الى حدّ تخليص سكان مناطقهم من الفقر والجوع، وتوفير التمويل اللازم لإعمار وإنماء تلك المناطق، وإنشاء البنى التحتية اللازمة لها، وذلك بدلاً من إنفاق الأموال على محاربة أكثر من نصف دول العالم، حصراً؟

فصناعة وتطوير الأسلحة، والقدرات الاستخباراتية، والأنشطة العسكرية، مُكلِفَة جدّاً وبمقدار ثروات، فيما يرزح سكان مختلف المناطق اليمنية، وتلك الخاضعة للسيطرة الحوثية تحت نير فقر شديد. وهو ما يطرح أسئلة حول العجز عن توفير التمويل من أجل حياة سليمة للناس، مقابل إنفاق الكثير من الأموال على التسلُّح، والحرب؟

 

لبنان؟...

شبّه مصدر خبير في الشؤون الدولية "واقع الأحوال في اليمن، بما هو موجود في لبنان، حيث المساحة الجغرافية الأصغر من اليمن، والمُوازِيَة لها بالفساد، والطائفية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "إمكانية توظيف الفساد والاستعباد السياسي والحزبي الموجود في لبنان، واستثمار الأموال التي تُنفَق عليه بالبنية التحتية، بدلاً من الاستمرار بالسرقات وبتطوير أساليبها، وبدلاً من الاستزلام لخدمة إيران أو أي دولة خارجية أخرى غيرها، على حساب المصلحة اللبنانية. ولكن ذلك لا يحصل".

 

التسلُّح

وأشار المصدر الى أن "قدرة الحوثيين في اليمن على أن يستمروا ويتحكّموا بالسلطة، تكمن بالإبقاء على التخلُّف والجهل والفقر، وبالقليل من الطعام الذي يُشعِر الناس بالشّبع لمدّة قد لا تتجاوز الساعات القليلة، في معظم الأيام والأوقات. فهنا تكمن قوّة حكمهم وسيطرتهم على مناطق نفوذهم".

وختم:"لن ينجح الحوثيون ولا غيرهم بالسيطرة، إذا كان أي زعيم لهم مُحاطاً بمجموعة من حَمَلَة الشهادات والدكتوراه الذين يتواصلون مع العالم الخارجي بالتجارة والصناعة والعلوم والتكنولوجيا. فتلك المجموعة تمسح دور الزّعيم المُصرّ على إفقار الناس وتجويعهم، في النهاية. وبالتالي، يحتاج القائد لدى تلك المجموعات الى جعل آلاف البشر بحالة استعداد دائم للموت، سواء في الحروب، أو بالجوع، والمرض، والفقر، والجهل. وهذا هو السبب الأساسي لكثرة الإنفاق على التسلُّح، بدلاً من تخصيص تلك الموارد لخير وحياة الناس".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار