هل تُصبح الدولة الفلسطينية جائزة ترضية تمنع عن شعبها الحقّ بتقرير مصيره؟ | أخبار اليوم

هل تُصبح الدولة الفلسطينية جائزة ترضية تمنع عن شعبها الحقّ بتقرير مصيره؟

انطون الفتى | الإثنين 22 يناير 2024

الأعور: الشعب الفلسطيني قادر على التضحية بطريقة لا تسمح لأحد بأن يتاجر بحقوقه

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

ننظر الى المشاورات المرتبطة بمحاولات إنهاء حرب غزة، وإقامة دولة فلسطينية، فنجدها أقرب الى "حفلة" مفاوضات إقليمية ودولية على مستقبل شعب، من دون العودة إليه لنَيْل موافقته على الأقلّ.

 

تقرير المصير

فالكلّ يتحدّثون عن مستقبل غزة وفلسطين إلا الشعب الفلسطيني، وذلك رغم أنه هو الذي سيعيش في الدولة الفلسطينية التي يُعمَل على "طبخها" حالياً، في النهاية. والكلّ يقرّرون نيابةً عن الفلسطينيين، تحت ضغط الحرب والحاجة الى وقف العمليات العسكرية.

وتُفيد بعض الأوساط المُطَّلِعَة بمخاوف جديّة، وهي من مستوى أن تصبح الدولة الفلسطينية مستقبلاً، مجرّد "جائزة ترضية"، توفّر لبعض دول المنطقة فرصة التطبيع مع إسرائيل، بعد صورة من النجاح في انتزاع دولة فلسطينية منها، وذلك من دون الانتباه الى ضرورة مَنْح الشعب الفلسطيني حقّ تقرير مصيره بنفسه، وفرصة التعبير عن رأيه بكل نقطة من النّقاط التي تتعلّق بمستقبله، وكلّما دعت الحاجة الى ذلك، في مرحلة ما قبل الإعلان عنها (الدولة الفلسطينية) بشكل رسمي.

 

شمّاعة

شدّد النائب السابق فادي الأعور على أن "ما يشهده العالم اليوم من صراع كبير جدّاً، يُظهر حقوق الإنسان وكأنها شمّاعة تستخدمها أميركا والعالم الغربي لقهر شعوب العالم المُستضعَفَة. وبالتالي، إذا بحثنا عن الأسباب التي تدفع الشعب الفلسطيني الى القتال والموت، سنجد أنها الحق الطبيعي بتقرير المصير، وبأن يكون له أرضه، ومجتمعه، وتطلّعاته. وهذا ما ليس مُحترماً للفلسطينيين بسبب مواقف القوى التي تمارس الغطرسة، بدءاً بأوروبا الاستعمارية وصولاً الى أميركا".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أعمال الإبادة التي تُرتَكَب بحقّ الشعب الفلسطيني تجري ضمن عناوين يضعها المُستعمِر بطريقة تناسب مصالحه الاقتصادية والسياسية. فالفلسطينيون هم أصحاب الحقّ الطبيعي بإقامة دولتهم، ولكن هناك عائقاً أساسياً، وهو قيام دولة إسرائيل الحارسة الأمينة لمصالح أميركا والغرب الاستعماري".

 

لأهلها...

وأشار الأعور الى أن "حقوق الإنسان غير متوفّرة على مستوى الإنسانية جمعاء، وذلك لأن من يُفتَرَض بها أن تحميها، أي المؤسّسات الدولية في العالم، هي غير فاعلة أيضاً. والمثال على ذلك، هو أن أكثر من 140 دولة اتّخذت قرارها بمساندة الشعب الفلسطيني في إقامة دولته خلال اجتماعات بالأمم المتحدة، فيما لم يُنفَّذ هذا القرار، لأن الأميركي يضع "الفيتو" عليه حفاظاً على مصالحه. ونحن نرى جيّداً أيضاً بموازاة ذلك، أن الناس الذين يموتون في فلسطين حالياً، يسقطون بالسلاح الأميركي الذي هو الراعي الأكبر للغطرسة ولظلم الإنسانية في العالم بأسره".

وردّاً على سؤال حول احتمالات أن تُصبح الدولة الفلسطينية "جائزة ترضية" في النهاية، أجاب:"لا يمكن للدولة الفلسطينية أن تكون على تلك الحالة بعد هذا الصراع والقتال. دول عربية عدّة طبّعت مع العدو الإسرائيلي ولم تصل الى أي نتيجة. فحتى أصحاب التطبيع في مصر الذين وقّعوا اتّفاقية "كامب ديفيد"، وفي الأردن الذين وقّعوا اتّفاقية "وادي عربة"، والسلطة الفلسطينية التي وافقت على اتفاقية أوسلو، والتطبيع الذي حصل مع الإمارات والبحرين ودول الخليج، لم ينجح بإلغاء القضية الفلسطينية".

وختم:"تبقى القضية الفلسطينية لهِمَّة أصحابها وأهلها، بينما لا علاقة للعرب المطبّعين بتلك القضية. والشعب الفلسطيني واعٍ جدّاً لتلك الأمور، وهو يمتلك ذاته وقادر على التضحية بطريقة لا تسمح لأحد بأن يتاجر بحقوقه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار