"النّعومة" الديبلوماسية لمواجهة "الخشونة" العسكرية والإيديولوجيّة... من يربح؟ | أخبار اليوم

"النّعومة" الديبلوماسية لمواجهة "الخشونة" العسكرية والإيديولوجيّة... من يربح؟

انطون الفتى | الإثنين 22 يناير 2024

جرادي: حرب غزة عرّت الديموقراطيات ومعاهدات حماية الأبرياء التي لم تَعُد مُحتَرَمَة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تتسابق الحلول الديبلوماسية مع التصعيد العسكري في قطاع غزة وجنوب لبنان على حدّ سواء، منذ تشرين الأول الفائت.

ومنذ أسابيع، يتزايد الحديث عن مساعٍ حثيثة من أجل التوصُّل الى حلّ ديبلوماسي يجنّب الحدود الجنوبية للبنان، وشمال إسرائيل، الانزلاق الى حرب رسمية مُعلَنَة.

فهل يمكن للديبلوماسية أن تشكّل سلاحاً فعّالاً للتهدئة المطلوبة، فيما الصورة الشاملة للتصعيد الحالي تُفيد بأنه لا يخرج عن الحقيقة التقليدية والدائمة التي تؤكد أن صراعات منطقتنا، ليست أكثر من جولات مواجهة ضمن حرب إيديولوجية كبرى؟

وبالتالي، هل من سلطة فعلية للديبلوماسية على الإيديولوجيات المُتناحِرَة؟

 

مخططات مُسبَقَة

أوضح النائب الدكتور الياس جرادي أن "الحرب الحالية ليست إيديولوجيّة فقط، بل هي استراتيجيّة أيضاً، إذ تقوم على مخطّطات ومشاريع وقواعد مُسبَقَة، تُواجَه بالديبلوماسية حالياً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "لا يمكن نكران دور الديبلوماسية، لو كانت الإنسانية بين الدول والشعوب بمستوى ناضج. ولكن للأسف، نحن لسنا في هذا الوضع الآن، بل لا نزال في شريعة الغاب، حيث يأكل القوي الضعيف. وقد كرّست حرب غزة تلك المعادلة بعدما عرّت ما يُعرَف بالمفاهيم الإنسانية، والديموقراطيات، ومعاهدات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وحماية الأبرياء والمستشفيات، التي لم تَعُد مُحتَرَمَة".

 

منظومة ضغط

ولفت جرادي الى "أننا وصلنا الى حالة الحرب، وحصل ما حصل، فهل تكفي الديبلوماسية فقط؟ من حيث المبدأ لا، ويجب إفساح المجال لحراك آخر، قد يكون سلاح الموقف. ويمكن التنبّه الى أن النظام العالمي الحالي يقوم بجزء منه على المصالح الاقتصادية، أي يمكن استعمال الاقتصاد كوسيلة ضغط. وفي هذا الإطار، نأسف لأن المجموعة العربية تحيّد نفسها عن الصراع وكأنها غير موجودة، بينما يُفتَرَض بها أن تلعب الدور الرئيسي في إيجاد الحلّ. وخطورة ذلك هو أن غيابها عن الصراع سيجعلها غير موجودة على مستوى الحلول لاحقاً".

وأضاف:"لا بدّ من تشكيل لوبي أو منظومة ضغط سياسي واقتصادي دولي، بمفاعيل سياسية وحقوقية، لأن الديبلوماسية ليست فعّالة وحدها. كما لا بدّ لهذا النوع من المنظومات والتحالفات، من أن تدعم صمود غزة منعاً لنحر مبدأ الإنسانية ورمزيتها. فالإطار الإنساني هو قضية مبدأ، تفوق كل الحدود الجغرافية والإيديولوجية. وبالتالي، دعم صمود غزة وأهلها هو الأمثولة الضرورية لتعليم الجميع أن استقواء القوي على الضعيف ممنوع، وأن لا مجال لقرن ناجح تسوده العلوم والتطور من دون الالتزام بالمبادىء الإنسانية".

 

الصمود

ودعا جرادي الى "جعل تعزيز صمود أهل غزة بكل الوسائل المتاحة مُتكامِلاً بمنظومة من الدول، لا سيّما العربية منها، وبعمل ديبلوماسي فعلي بعيداً من الفولكلوريات والاستنكارات. وهذا يعني التوصُّل الى منظومة ضغط دولية تعمل بشكل صحيح، وتعطي نتائج مهمّة".

وختم:"هزيمة المقاومة في غزة هي هزيمة للإنسانية عموماً. وهذا يتخطى القضية الغزاوية والفلسطينية، ويشكل قضية إنسانية تحدّد مستقبل العالم في المراحل القادمة. ومن الضروري جدّاً في المرحلة الحالية، أن لا ينساق الإعلام اللبناني الى ما فعلته الدولة اللبنانية خلال الستينيات والسبعينيات، عندما تركت الجنوب وأهله وكأنه لا يعنيها، فرزح تحت الدمار. ومن هنا، يتوجّب تبنّي ما يحصل في الجنوب حالياً كقضية وطنية، لأننا في عين العاصفة. فإذا كانت جنوب افريقيا البعيدة من منطقتنا جغرافيّاً، شعرت بأنها معنيّة بما يجري في غزة، فكم يجب أن نشعر نحن في لبنان بأننا في صُلب ما يحصل هناك، وفي الجنوب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار