عن الوحوش الكاسِرَة التي تلهو وسط رياح لبنان... هل تبقى في الجوّ؟؟؟ | أخبار اليوم

عن الوحوش الكاسِرَة التي تلهو وسط رياح لبنان... هل تبقى في الجوّ؟؟؟

انطون الفتى | الثلاثاء 23 يناير 2024

مصدر: مصلحة لديهما في الانخراط بشيء من مواجهة محدودة ولكن شرسة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل من المنطقي أن يحتفظ المسؤول اللبناني بـ "برودته" الاعتيادية، وأن لا يشعر بالحاجة الى أي تحرّك غير تقليدي من جانبه، رغم الإشارات شبه اليومية الخطيرة، التي تُفيد بإمكانية أن يكون لبنان قد اقترب كثيراً من السّقوط في هاوية عسكرية ضخمة؟

 

أمام مسؤول فرنسي...

فهل من الطبيعي والاعتيادي أن يتمّ تهديد لبنان على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال استقباله نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو في تل أبيب؟

وهل من الطبيعي والاعتيادي أن يقول غالانت إن إسرائيل تستعدّ لخلق وضع على حدودها الشمالية يسمح بعودة سكانها الى منازلهم بالوسائل العسكرية، أي التلويح بخيارات عسكرية عنيفة تجاه لبنان، أمام مسؤول فرنسي رفيع المستوى، فيما تحمل فرنسا الملف اللبناني على عاتقها بشكل شبه كامل، منذ أكثر من ثلاث سنوات؟

وأمام هذا الواقع، ما هي السُّبُل التي يتوجّب على الحكومة اللبنانية أن تسلكها، لمنع تدمير لبنان، ولإظهار جدية في العمل على ذلك، منعاً للنظر الى النيران تتطاير في الأجواء اللبنانية خلال أي وقت قريب، ومن خارج انتظارات الجميع؟

 

محدودة وشرسة

شرح مصدر ديبلوماسي "الحالة التي يتوجّب على اللبنانيين أن يتعايشوا معها من الآن والى ما بعد أشهر ربما، بأنها معادلة تقوم على مواجهة شديدة بين إسرائيل و"حزب الله"، تبقى أقلّ من حرب".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كل المعطيات تُفيد بأن الطرفَيْن يرغبان بعَدَم الانزلاق الى حرب شاملة وواسعة، وذلك بموازاة مصلحة لديهما في الانخراط بشيء من المواجهة ضد بعضهما البعض، تكون محدودة ولكن شرسة. ولتلك الأسباب، لم يخرج لبنان من دائرة الخطر بَعْد، وقد لا يخرج منها خلال مدّة زمنية قريبة".

 

لعبة...

وشدّد المصدر على أنه "لا يمكن مطالبة أي مسؤول لبناني بأن يقوم بأي شيء ليمنع المأساة عن لبنان. فالدولة اللبنانية هي شكل من دولة، حيث يمارس المسؤول فيها دوره مثل من يلعب لعبة. ونلاحظ جيّداً كيف أن المسؤولين من الأفرقاء كافة، يتعاملون مع الأوضاع وكأنهم يخبرون الناس بما يجري، أي كأنهم يُعلمونهم بالتطوّرات الأمنية الجنوبية اليومية، رغم أن مسؤوليّتهم يجب أن تتمحور حول إخراج لبنان من تلك الحالة. وهذا يعود في أساسه الى أن لا قدرة لدى أي مسؤول رسمي على فعل شيء".

وختم:"حكومة تصريف الأعمال باتت مُتعَبَة جدّاً. وأما دول العالم، فهي تدرك بمعظمها أن حكومة لبنان لا تمثّل كل شيء فيه، وأنها لا تُمسك بتفاصيل ما يجري فيه بالكامل. وهذا ما يدفع الى مساهمة بعض الدول، لا سيّما فرنسا، بإبعاد المخاطر الأمنية والعسكرية عن لبنان بشكل مستمرّ. ولكن ذلك وإن كان لا يزال فعّالاً في مكان ما حتى الساعة، إلا أنه لا يؤكد إمكانية الحفاظ على البلد آمناً بنسبة 100 في المئة مستقبلاً. ولكن لا قدرة لدى أحد على أن يَعِد الناس في لبنان بشيء".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار