هل يمكن لسفير لبنان في إيران أن يهدّد باكستان وكردستان العراق بإسم طهران؟ | أخبار اليوم

هل يمكن لسفير لبنان في إيران أن يهدّد باكستان وكردستان العراق بإسم طهران؟

انطون الفتى | الجمعة 26 يناير 2024

قيومجيان: مشكلة لبنان الأساسية اليوم تكمن بموقف حكومته

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يؤكد لبنان الرسمي أن لا رغبة لدى الدولة اللبنانية بالانزلاق الى أتون الحرب الدائرة في غزة، ولا بحصول تصعيد عسكري كامل في الجنوب، فيما ينظر العالم الى التصريحات الإيرانية كأساس لتلمُّس الآفاق الفعلية للهدوء الجنوبي.

 

السفير...

والمفارقة هي أنه في بعض الأوقات، وما ان تصدر بعض التأكيدات المحلية الرسمية حول العمل على التهدئة والتبريد جنوباً، حتى تعاجلها أخرى إيرانية تتحدث عن جنوب لبنان كحلقة من ضمن سلسلة "وحدة الساحات"، وعن ربط كل تلك السلسلة بمصير حرب غزة، مثل من يحمّس على التصعيد العسكري، وعلى جرّ لبنان الى مواجهة إقليمية كبرى.

وأمام هذا التدخُّل الكبير بمصير بلد وشعب آخر، هما لبنان والشعب اللبناني، كيف يتوجّب على وزارة الخارجية اللبنانية أن تتصرّف تجاه إيران، وتجاه سفيرها في لبنان؟

فهل تسمح إيران للسفير اللبناني لديها، بأن يهدّد باكستان مثلاً، أو كردستان العراق، أو بعض المناطق والفصائل السورية بإسم طهران؟ وكيف يمكنها أن تتصرّف تجاهه لو فعل ذلك، أي إذا أقحم نفسه بشؤون لا دخل له ولا لبنان فيها؟

 

فريق لبناني

أشار رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان الى أنه "لا يمكن تحميل السفير الإيراني مسؤولية كل شيء وحيداً، إذ قبل أي شيء، تتحمّل إيران كدولة و"الحرس الثوري" الإيراني مسؤولية إدارة الساحات التي يتحدثان عنها، والتعليمات التي تصدر عنهما في هذا الإطار. هذا فضلاً عن أن هناك فريقاً لبنانياً يتوجّب على الحكومة اللبنانية أن تتكلّم معه أولاً، وهو "حزب الله".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "حزب الله" هو الذي ينفّذ الاستراتيجيا الإيرانية في لبنان انطلاقاً من وحدة الساحات، وهي استراتيجيا تقضي بعَدَم دخول طهران في دعم الفلسطينيين بشكل مباشر، بل عبر فتح جبهات مثل جنوب لبنان، وعمليات القرصنة الحوثية في البحر الأحمر، وهجمات "الحشد الشعبي" و"النجباء" على القواعد الأميركية في العراق. وأمام هذه الصورة، يُصبح تعاطي وزارة الخارجية اللبنانية مع السفير الإيراني في لبنان تفصيلاً".

 

الحكومة

وأكد قيومجيان أن "من حيث المبدأ، يتوجّب على وزارة الخارجية اللبنانية التحرّك، واستدعاء السفير الإيراني وإبلاغه معارضة الحكومة لأي تدخّل خارجي يدفع لبنان الى الحرب. ولكن مواقف الحكومة اللبنانية تتماهى مع مواقف "حزب الله" ومحوره الإقليمي، ولذلك لا تنتظروا شيئاً منها".

وأضاف:"عندما يتحدث رئيس الحكومة عن أن الهدوء في الجنوب لن يحصل قبل انتهاء حرب غزة، يكون بذلك ربط مصير لبنان بمصير الحرب هناك، وذلك بدلاً من أن يأخذ موقفاً واضحاً ضدّ جرّ البلد الى حرب. وعندما يتحدث وزير الخارجية عن التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 وعن رفضه الحرب، بموازاة قوله إن الهدوء الجنوبي مرتبط بما يجري في غزة، يكون بذلك تماهى مع مواقف "حزب الله". وبالتالي، لا يوجد أي موقف رسمي ملموس يُبلَّغ لا لـ "الحزب"، ولا لإيران وسفيرها في لبنان، ولا لأي أحد في العالم".

وختم:"مشكلة لبنان الأساسية اليوم تكمن بموقف حكومته. فهي ليست حازمة برفض إقحام البلد في الحرب، وتقوم بممارسات من نوع المناورات الكلامية، التي تساير المجتمع الدولي. فعلى سبيل المثال، نجدها تقول إنها مع تطبيق القرارات الدولية، فيما هي لا تقوم بما يلتزم بذلك في شكل واضح. هذا مع العلم أن مسؤوليتها الفعلية ليست أقلّ من اتّخاذها القرار بتسليم الجنوب للجيش اللبناني، وإبلاغ إيران بوجوب أن تنفّذ استراتيجيّاتها في أراضيها، وليس في الأراضي اللبنانية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار