موازنة 2024... صراخ داخل البرلمان وفنجان قهوة أو قطعة بيتزا خارجه!... | أخبار اليوم

موازنة 2024... صراخ داخل البرلمان وفنجان قهوة أو قطعة بيتزا خارجه!...

انطون الفتى | الجمعة 26 يناير 2024

الشاعر: المحاسبة وحدها تفرض على المسؤول أن يكون مسؤولاً

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

طبعاً، نحن لسنا ضدّ علاقات الصداقة بين المسؤولين السياسيين، أو الوزراء، والنواب... ولا ضدّ علاقات المصالح في ما بينهم، بالمُطلَق، خصوصاً عندما تساهم الصداقات والعلاقات بحُسن إدارة وتدبير وحُكم البلد.

 

قهوة أو غداء...

ولكن ما لا نفهمه تماماً، هو مشهد نائب "يشدّ ويقدّ" في مجلس النواب، دفاعاً عن مصالح الشعب، وانتقاداً لموازنة ورفضاً لها، ولممارسات هي بالفعل مؤذِيَة للناس، وصولاً الى حدّ التلاسُن مع نواب آخرين ينتمون الى أفرقاء بعيدة منه أو من فريقه، بالسياسة، والفكر، والإيديولوجيا، والثقافة، وكل شيء... وذلك قبل أن نراه خارج البرلمان، يحتسي فنجاناً من القهوة، أو يتناول طعام الغداء... معهم، أو مع بعضهم، أو مع من يدورون في فلكهم السياسي "المُعادي" له، وسط ضحكات شديدة، وبعد مرور أقلّ من ساعة أحياناً على تبادُل الصّراخ داخل المجلس.

فهذا المشهد غير مُريح بحدّ ذاته، وغير مُشجَّع على الثقة من حيث المبدأ.

 

مسرحيات

رأى الناشط السياسي ربيع الشاعر أن "العلاقات الطيّبة بين جميع الأطراف السياسية هي أمر مُحبَّب، لا سيّما أننا في بلد واحد وضمن نظام ديموقراطي، يتطلّب أن يكون التعاطي السياسي فيه بطريقة مُحتَرَمَة وراقية، ومثل من يتسابق على خدمة البلد، وليس كأعداء".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذه الثقافة ليست مُعمَّمَة دائماً للأسف، ضمن الطبقة السياسية والعمل الديموقراطي  في لبنان لأسباب عدّة، من بينها الأحزاب التي هي أحزاب طائفية غير مبنيّة على أفكار، والمجلس النيابي الذي لا يقوم بدوره الرقابي، إذ لم يُسقِط حكومة ولا في أي مرة واحدة".

وأضاف:"أمام هذا الواقع، نجد بعض الممارسات في مجلس النواب أقرب الى المسرحيات التي تقوم بجزء منها على إرضاء الرأي العام، فيما هي تعبّر في الأساس عن عُقم المجلس. وفي هذا الإطار، تأتي السجالات التي تتخطى إطار العمل السياسي، والتي تصل الى مرحلة الرتابة، والى التعاطي اللاأخلاقي غير المُبرَّر في بعض الأوقات، والذي لا يُشبه أي سلوك راقٍ يليق باللبنانيين".

 

مزاجية

وأشار الشاعر الى أن "ما يُضاف الى ذلك، هو أن النظام الداخلي للمجلس النيابي ولّى عليه الزمن، سواء بطريقة المداخلات، أو نوعيتها، أو جعل كل شيء رهن مزاجية رئيس المجلس الذي لا يزال في منصبه منذ 31 عاماً. فهذه المزاجية حوّلت المجلس النيابي من مؤسّسة رسمية الى مؤسّسة خاصة تقريباً، تُدار بعيداً من الإطار المؤسّساتي الضابط والضامن".

وأسف "لغياب المحاسبة الشعبية الحقيقية لأي أداء يمكن أن يصدر عن النواب الذين قد يتجاوزون حدودهم، أو أولئك الذين يقومون بأداء مسرحي وفولكلوري. هذا فضلاً عن أن كل أدوات المحاسبة مُعطَّلَة، والإعلام أيضاً ليس منسجماً مع نفسه دائماً على هذا الصعيد، إذ لديه مصلحة بنقل السجالات أحياناً، نظراً لما توفّره من زيادة في نِسَب المشاهدة. وأمام هذا الواقع، نحن ضمن مساحة من الوقت الضائع، حيث لا عمل سياسياً حقيقياً، ولا محاسبة حقيقية، بل ممارسات سياسية أقرب الى التهريج والشعبوية، لا تضمن مصالح الناس، ولا تحترم المؤسّسات والأداء والأخلاقيات".

 

محاسبة

وشدّد الشاعر على أن "العلاقات بين النواب خارج البرلمان ضرورية، انطلاقاً من أن السياسة هي مدّ للجسور. ولكن من المؤسف جداً أن جزءاً منها يقوم على مصالح وصرف نفوذ، أو على تضارب في المصالح. ومن هذا المُنطَلَق، نجدهم يقومون بـ "همروجة" أمام الناس، رغم ارتباطهم بمصالح مع بعضهم البعض غير مُصرَّح عنها، سواء كانت على مستوى شركات أو غيرها، أو ربما مصالح انتخابية".

وختم:"الحلّ الوحيد لتحسين الأداء هو المحاسبة. فتلك الأخيرة وحدها تفرض على المسؤول أن يكون مسؤولاً. وعندما يخرج عن هذه المسؤولية يُحاسَب على ذلك. ولكن من المؤسِف جدّاً أن هذا ما ليس متوفّراً في لبنان".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار