الحريري عائد الى السياسة وفتح ابواب "السراي"؟

الحريري عائد الى السياسة وفتح ابواب "السراي"؟

الامور بين "زعيم السنة" والرياض اصبحت قابلة للاصلاح

شادي هيلانة – "اخبار اليوم"

ترك عزوف الرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري عن العمل السياسي، فجوة كبيرة في حاضنة البيئة السنية من حيث قياداتها وشخصياتها، بعدما فشلت الاغلبية في وراثته سياسياً، فكانت النتيجة، تشتت وضعف لدى هذه الشريحة نتيجة لغياب القيادة عنها، ايضاً خاتمة لمسار أعوام من الأحداث السياسية والتقلبات والتحالفات والتسويات التي انتهت بطريقة مأساوية تأثر فيها الواقع السنّي في البلد ومن الصعب جداً تخطيه.

ومن المرتقب ان يعود نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى بيروت في الرابع عشر من شباط المقبل لاحياء ذكرى اغتيال والده، ومن غير المعروف بعد ان كانت عودته ستحمل طابعاً سياسياً ليعيد احياء مشروع والده ورسم صورة جديدة للحريرية السياسية، وسط انقسام وطني يزيد يومياً، ويتحكم بمجريات كل الاستحقاقات الصغيرة والكبيرة، وفي مقدمتها التشرذم النيابي الذي يعطل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هذا عدا عن ارتفاع منسوب التخبط الدولي على وقع حرب غزّة.

ويترقب المتابعون خطوات الحريري المقبلة، خصوصاً بعد انتهاء حقبة عداء ايران للعرب ودول الخليج العربي، كما انّ حزب الله توقف عن التشهير والتطاول على المملكة العربية السعودية، والقيادات الخليجية، على وقع الاتفاق الذي وقع بين الرياض وطهران برعاية الصين في آذار الفائت، يأتي ذلك بعدما "غسلت  المملكة يديها" من لبنان، علما ان العلاقة التي تدهورت مع الحريري كانت نتيجة الموقف الذي اتخذه وقتذاك لجهة "قبول" التعايش مع هيمنة الحزب.

لكن اليوم، يبدو انّ الامور بين "زعيم السنة" في لبنان والرياض اصبحت قابلة – اكثر من اي وقت مضى- للاصلاح، لانّ الاجماع السني بكل مكوناته الدينية والمدنية والجماهرية، لم يتخلّ عن الحريري يوماً، حتى السعودية لم تستطع الركون الى بديل آخر، ويتحدث مقربون من بيت الوسط في هذا المجال، الى وكالة "اخبار اليوم"، عن انّ الحريري اعاد تقييم ادائه السياسي في المراحل السابقة، ويعتقد هؤلاء انه سيخوض الانتخابات النيابية المقبلة عام 2026، كما من غير المستبعد ان تفتح ابواب "السراي" امامه، لا سيما انها ستكون حاسمة على صعيد إعادة بناء موازين القوى، ويُفيدون ان القرار النهائي من المُبكر بعد اتخاذه.