ضربات البحر الأحمر "تنفجر" على بعض رفوف السوبرماركت والمحال فأين الملاجىء؟؟؟ | أخبار اليوم

ضربات البحر الأحمر "تنفجر" على بعض رفوف السوبرماركت والمحال فأين الملاجىء؟؟؟

انطون الفتى | الإثنين 29 يناير 2024

عجاقة: خطوات يمكن القيام بها داخلياً من دون ربطها بالسياسة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هل يشكل عام 2024 حقبة تأسيسية لفقر إضافي في لبنان؟

 

 

انفجرت فيه...

فبالنّظر الى أن معركة البحر الأحمر لم تحتدم بعد الى مرحلة لا يمكن العودة عنها، والى أن أسعار النفط لم تُفَكّ من العقالات السياسية والديبلوماسية التي لا تزال تؤثّر فيها حتى الساعة رغم كل ما يجري، نجد أن أسعار الكثير من السّلع في بلادنا سبقت صواريخ ومسيّرات الحوثيين، والضربات الأميركية - البريطانية على المواقع الحوثية في اليمن، وكأن المخاوف كلّها واحتمالاتها "انفجرت" على رفوف السوبرماركات والدكاكين ومختلف أنواع المحال اللبنانية، بشكل يطرح الكثير من الأسئلة.

 

الفقر

فهل نحن على موعد مع مُضاعَفَة أعداد الفقر في لبنان مع مرور الأشهر، وذلك سواء انفجر الشرق الأوسط وممرّاته الاقتصادية عسكرياً أو لا؟ وهل تشكل الوتيرة الحالية من المواجهات الإقليمية التي لا تصل الى مستوى حرب، سبباً لزيادة العذابات الحياتية والمعيشية بالنّسبة الى بعض الشرائح والفئات اللبنانية؟

 

كل البلدان

شرح الباحث في علم الاقتصاد، والأستاذ الجامعي البروفسور جاسم عجاقة، أن "كل الاقتصادات رهينة السياسة والأمن. وتداعيات ما يحصل في المنطقة إلزامية، انطلاقاً من تشابك الاقتصادات على الصعيد العالمي. فهذا التشابُك يخلق تعلّقاً كبيراً جدّاً بين الاقتصادات".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "ثلاثة عوامل تدفع الى تأثُّر المواطن بالتوتّرات، وهي أولاً نقص السلع أي انعدام أو صعوبة نقل الإمدادات من البضائع بسبب أي حرب، وثانياً تأثير المواجهات على رفع تكاليف النقل، وثالثاً مشاكل التأمين وتكاليفه. فهذه الأمور تصيب كل البلدان من دون استثناء".

 

 

أوروبا / أميركا

وأكد عجاقة أن "المتضرّر الأكبر من جراء ما يجري حالياً هي الدول الأوروبية، التي تصدّر الى آسيا وتستورد منها، وكل ذلك يمرّ بقناة السويس. فإيطاليا مثلاً، تصدّر الى القارة الآسيوية سنوياً سلعاً زراعية بقيمة 4 مليار يورو. واضطرارها الى المرور بمنطقة رأس الرجاء الصالح للابتعاد عن منطقة الهجمات في البحر الأحمر، سيؤسّس لتلف الكثير من المنتجات الزراعية، وذلك بسبب المكوث لأسابيع إضافية في نحو 6 آلاف أميال بحرية إضافية قبل الوصول الى آسيا. وهو ما يتسبّب بخسائر كبيرة".

وأضاف:"كل ذلك يُترجَم في النهاية بارتفاع تلقائي لأسعار السلع الذي يطال كل البلدان، و(يطال) الولايات المتحدة الأميركية بنسبة أقلّ من أوروبا، وذلك لأن نسبة الاستيراد الأميركي عبر قناة السويس لا تتجاوز الـ 3 في المئة. ولكن إذا ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير بسبب هجمات البحر الأحمر، فإن ذلك سينعكس على أسعار النفط في الولايات المتحدة الأميركية أيضاً، خصوصاً أن للنفط أهمية اقتصادية كبرى".

 

لبنان...

ولفت عجاقة الى أنه "في حالة لبنان، يمكن للمواطن أن يُضيف الى كل العوامل السابق ذكرها، عامل الـ replacement cost الذي شُرِّعَ للتجار قبل سنوات قليلة بحكم الأمر الواقع، والذي يسمح لهم بزيادة الأسعار، وبتحديد هوامش ربح أكبر عند تحديد أسعار السّلع، حتى لو لم تحصل متغيّرات خارجية تدفع الى تعديلها بقدر كبير في كثير من الأحيان. وقد يستعملون المبدأ نفسه ليبرّروا رفع الأسعار مستقبلاً، حتى ولو لم ترتفع الكلفة عليهم بشكل مُتناسِب مع الزيادة".

وعن الاحتمالات التي تنتظر لبنان مستقبلاً، رأى أن "الربط بين السياسة والشروط الاقتصادية واضح من جراء ما يحدث. ولكن بعض الأشياء يمكن القيام بها داخلياً من دون ربطها بالسياسة، وهي خطوات مثل إعادة هيكلة القطاع المصرفي، وإعادة هيكلة الدَّيْن العام، وغيرها من الأمور التي من المُفتَرَض أن لا تحتاج الى اتفاقات سياسية. ولكن لا أحد يفعل ذلك".

وختم:"85 في المئة من الدَّيْن العام في لبنان هو داخلي، أي أموال المودعين. ولكن بدلاً من إعادة هيكلة هذا الدَّيْن، ها انهم عادوا لفرض ضرائب على المواطن من جديد، من أجل تأمين أموال تسمح له بأن يعيش لاحقاً. وهذه هي الصورة العامة حالياً، والتي يبدو أن لا مجال لتعديل أي شيء فيها كما هو حاصل الآن".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار