لا بالدستور ولا بالسلاح ولا بالانتخابات ولا بالرئاسة... كيف نستعيد لبنان؟ | أخبار اليوم

لا بالدستور ولا بالسلاح ولا بالانتخابات ولا بالرئاسة... كيف نستعيد لبنان؟

انطون الفتى | الثلاثاء 30 يناير 2024

سعيد: ثقافة الحياة هي معركة أساسية بوجه كل أطراف العنف

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قد نفهم أن يتعرّض أي بلد في العالم لهجوم خارجي بسبب مشاكل بينه وبين دولة أو دول أخرى. وقد نفهم أنه يتوجّب على شعب هذا البلد تحمُّل آلام الحرب وعذاباتها من أجل بلده، وحريته، وسلامة أراضيه، ومستقبله (الشعب) الذي لن يكون مضموناً إلا بالدفاع عن الوطن.

 

من أجل لبنان...

ولكن بالنظر الى لبنان، والى معظم الصراعات والأزمات التي عانى منها الشعب اللبناني خلال السنوات الأخيرة، نجد أن اللبنانيين يتعذّبون لما ليس لهم فيه تماماً.

فمرّة يحبس الجميع أنفاسهم بانتظار ردّ عسكري، وردّ عسكري مُضاد، يمكن للبنان أن يشكل ساحة لهما بسبب اغتيال شخصية في العراق، أو سوريا... ومرّة يستنفد الجميع أعصابهم انتظاراً لنتائج ضربة عسكرية نُفِّذَت في اليمن، أو بسبب مواجهات عسكرية تدور على الأراضي الفلسطينية، إذ لا يمكن إلا إقحام لبنان بها، وباحتمالاتها.

فمتى سيمتلك المواطن اللبناني حقّ الحرب والقتال من أجل لبنان وحده؟ وحقّ انتظار نتائج أي عمل عسكري نُفِّذَ من مُنطلقات لبنانية حصراً، ولأسباب لبنانية فقط؟

 

معركة ثقافية

ذكّر النائب السابق فارس سعيد بـ "الوثيقة السياسية التي صدرت عن مؤتمر تجمُّع قوى 14 آذار في عام 2008، والتي تحدّثت عن أن الخلاف مع "حزب الله" يتجاوز السياسة، وعن أنه من طبيعة ثقافية. فتلك الوثيقة بيّنت حينها بوضوح أن ما كانت تطرحه قوى 14 آذار في لبنان هو حبّ الحياة، بموازاة تيار سياسي مُعاكس يقوده "الحزب"، الذي اعتبر آنذاك أن هذا الكلام هو الأخطر والأقسى".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "جزءاً ممّا نُفِّذَ في 7 أيار 2008، أي بعد وقت قليل من صدور الوثيقة السياسية لقوى 14 آذار، كان بهدف وضع حدّ للنظرة التي قدّمتها تلك القوى، والتي واكبتها حينها بحملة we love life".

 

البطريرك الراعي

ورأى سعيد أنه "لو عرفت أحزاب 14 آذار كيف تنظّم خلافها مع "حزب الله" على قاعدة أنه خلاف ثقافي، فلربما كان ذلك جعل المعركة أكثر توازناً معه. ولكن الأحزاب التقليدية المُنضوية في صفوف قوى 14 آذار آنذاك، لم تقدّر أن المعركة الثقافية هي المعركة الحقيقية التي يجب أن تُخاض بوجه "الحزب"، والقادرة على أن تؤمّن التوازن معه".

وأضاف:"تبنّى البطريرك الراعي يوم الأحد الفائت هذه المعركة الثقافية، عندما تحدّث عمّا يقوله له أهالي القرى الحدودية في الجنوب، وعندما أشار خلال عظته بوضوح الى ثقافة الموت. وبالتالي، هذه هي المعركة الثقافية التي تؤدي الى توازن مع "حزب الله"، والتي كلّما أشار إليها البطريرك تنهمر الحملات عليه، رغم الحوار الجاري بين بكركي و"الحزب".

 

المنطقة

واعتبر سعيد أنه "في كل مرة تُخاض فيها معركة مع "حزب الله" على قاعدة انتخابات نيابية، أو الحديث عن السلاح، أو عن الدستور، أو الفيديرالية، أو اللامركزية الإدارية الموسّعة، أو التحالفات الخارجية، يكون هو الغالب دائماً. بينما لا شيء قادراً على تغيير المعادلة معه، سوى التركيز على الأساس، أي على المعركة الثقافية. وهنا نذكّر بأن المساحة الأساسية والمهمّة لـ "الحزب" هي الدعوة الى الانتخابات، والقول إن هذه الفئة تنتخب المسيحي، وتلك الفئة تنتخب المسلم، والشيعي، والحديث عمّا يملكه من سلاح، وعن قوّة إيران الإقليمية، وهي نقاط يربح هو فيها. بينما يستصعب "الحزب" دخول الملعب الحقيقي للبنان، والذي هو حبّ الحياة، والحرية، والديموقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة".

وختم:"طالما أن (زعيم حركة "حماس" في غزة يحيى) السنوار، و(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، و"الحرس الثوري" الإيراني، يسيطرون على الأحداث، ويصعّدون الأعمال العسكرية والانتقامية حتى النهاية، فإن المنطقة كلّها ستتّجه الى مزيد من العنف. وبالتالي، ثقافة الحياة في لبنان هي أيضاً معركة أساسية بوجه كل أطراف العنف في المنطقة، وكل الذين لا يريدون الحياة فيها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار