الـ"اكشن" في مجلس النواب! كيف يقرأه الصحافيون والمشاهدون؟!
"بعض العبارات التي تدفع إلى البكاء من شدة الضحك"
كارول سلوم – "أخبار اليوم"
تحمل معها جلسات مجلس النواب في أغلب الاوقات لحظات "اكشن" يتخللها تبادل اتهامات وأجواء حامية ليست مستغربة في ظل الإنقسام العامودي في البلاد. لا يختلف نائبان في البرلمان على موقف سيارة أو أفضلية مرور أو على الوقوف في الصف في النافعة أو في أزمة انقطاع الرغيف أو...، فهذه متروكة لعامة الشعب، بل يختلفان على "وجودهما معا تحت قبة المجلس"، يختلفان على جميع التفاصيل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
يقال أن "الخلاف" أو "التباين" حق ديمقراطي، هذا في المفهوم المتعارف عليه في جميع الدول. اما في لبنان فيرتدي الامر لباسا آخر منسوجا من كيل الشتائم والاستصغار، على سبيل المثال يتوجه نائب لزملاء له نالوا أصوات الشعب بالقول: " مين قريكون، قرطة مافيا"، وهناك في السابق من قال لنائب آخر: "روح لعاب حد بيتك"... هكذا هي الاجواء، ويقدر لو تطورت أن تتحول إلى شجار مفتوح تستخدم فيه الأسلحة اليدوية، كركلة من هنا أو كيك بوكسينغ من هناك... الم تحصل شجارات مشابهة في مؤسسات دستورية في برلمانات خارجية، فنسمع بنائب ضرب زميلا له. لكن في لبنان يتصدى الرئيس نبيه بري لأي محاولة من هذا القبيل!
هذه المشاهد يتم اختبارها على بعض شاشات التلفزة بين قوى موالية وأخرى معارضة، وطبعا وفق الشخصيات التي تتم استضافتها والمصنفة ضمن خانة "الاستفزازية" او لا .
في مجلس النواب حكاية اخرى أو فصول من مسرحيات هزلية ، تمرر معها الملفات لأن سبق للناس أن تلهت بعبارات اتهامية وبرد وبمطرقة وصراخ .
ولمن أراد الاستفسار عما حصل في هذا المشروع أو ذاك، فيصعب أن يجد الإجابة لأنه بكل بساطة "ضاع الشنكاش" بفعل هستيريا نواب الأمة، هؤلاء النواب الذين "يفعون" أو كمن يقال بالعامية "ناطرين بعضهم على الكوع" .
وكما في الحياة الطبيعية، هناك من الناس من يعد مشاكسا وهذه الصفة تنطبق على النائب الذي يتحدث بالنظام أو من دونه، وهناك ممن اختار الصمت ويطلق عليه لقب "المسالم"، وبالطبع هناك من يرفع نبرة صوته ويحب الظهور واظهار أنه وكتلته على حق.
وهناك ممن ينبري للدفاع عن رئيس مجلس النواب، كما عن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحت عنوان "غيرة الدين".
وتمتاز كتل أخرى بأنها" شيخ صلح" ، فتعمل على تطرية الأجواء وتسعى إلى التوفيق، مع العلم أن بعض نوابها سليطو اللسان عندما تدعو الحاجة.
وفي هذا الاطار، يرى صحافيون يتولون تغطية وقائع جلسات مجلس النواب ان هناك متعة في نقل صورة ما يجري في البرلمان وإن هناك بعض العبارات التي تدفع إلى البكاء من شدة الضحك، في حين أن " النقار والنقير" بين بعض النواب يدرس في معاهد "النزاعات"، مؤكدين أن هناك كتلا تتفق في ما بينها من فوق وتحت الطاولة، لا سيما إذا كانت هناك من نقاط مشتركة، وهي نفسها تعود لتشن حربا كلامية مع بعضها البعض، وفي كل الأحوال يعد المشهد في مجلس النواب صورة مكبرة عن انقسامات البلد وتعددها.
هناك من يأمل أن يسود التفاهم الحقيقي والبعيد عن المصالح، داخل المجلس النيابي لمرة واحدة بهدف واحد يصب في مصلحة البلد وحسب.
-----=====-----