كانون الثاني هو الشهر العالمي لجودة الحياة... نصائح ومُمارسات للحفاظ على عمر أطول! | أخبار اليوم

كانون الثاني هو الشهر العالمي لجودة الحياة... نصائح ومُمارسات للحفاظ على عمر أطول!

| الأربعاء 31 يناير 2024

كانون الثاني هو الشهر العالمي لجودة الحياة... نصائح ومُمارسات للحفاظ على عمر أطول!
دراسة تكشف عن جرعة مُضادة للشيخوخة والعيش بدون أمراض لسنوات مديدة!
ودراسة ثانية تؤكد أن العلاقات الإيجابيّة هي التي تجعل الناس أكثر سعادة وصحّة!

ندى عبد الرزاق - "الديار"

وفقا لأطباء في مجال طب العائلة وامراض الشيخوخة، يختلف مفهوم جودة الحياة من فرد الى آخر، ومع ذلك تبقى المقومات الأساسية واحدة فيما يتعلق بالنواحي النفسية والروحية والعقلية والجسدية ، انطلاقا من الجوانب الصحية والاقتصادية والمعيشية. ومن الواضح ان تعريف هذا المعنى نسبي، ويتباين بحسب ما يراه الشخص من مقاييس لقيم حياته.



شهر جودة الحياة
بحسب الخبراء يتم الاحتفال خلال كانون الثاني بالشهر العالمي لجودة الحياة ،عبر نشر التوعية الصحية والعقلية والعاطفية والنفسية والاقتصادية وحتى البدنية. لذلك على الأشخاص تحسين حياتهم كونها مرآة تنعكس على نمط عيشهم في المستقبل.

الشباب الدائم

وفي الإطار، اشارت المتخصصة بالطب العائلي والصحة العامة الدكتورة ليا أبو نعوم لـ "الديار" الى "عوامل متعددة تتحكم بتحديد الركائز التي يرتكز عليها البناء الاجتماعي، وإذا وجدت مثل هذه المقومات فان المجتمع يظهر للعيان، ويتمكن من القيام بالعمليات الاجتماعية وينمو ويتطور، ويكون قادراً على إشباع احتياجات أفراده وإقامة علاقات مع المجتمعات الإنسانية الأخرى اي عناصِرُهَا وعواملُهَا الأَساسيَّةُ الَّتِي بِهَا تَقُوم". اضافت "ونقصد هنا ضبط النفس وسلامة الجسم والعقل والبحبوحة، والعلاقات الاجتماعية والمعتقدات الدينية، الى جانب النواحي الثقافية والحضارية، وهذه التفاصيل مهمة جدا لان الفرد يحدد على أساسها أولوياته، وما هو الشيء الأهم بالنسبة له او الامر الذي يحقق له الراحة والسعادة والاكتفاء والرضى".

وقالت: "عندما نتحدث عن مقومات جودة الحياة، فنعني هنا الناحية الصحية المتمثلة بـ 4 امور أساسية وتؤثر في سلامة الانسان وتطوره، كما انها تتفاعل مع بعضها البعض، اي على الصعيد الجسماني والشعوري والعقلي والنفسي، وتعتبر من المتطلبات الأساسية الضرورية الأخرى لحياة الانسان، والتي لا يستطيع ان يستمر بدونها، واقصد الهواء والمسكن والنوم والمأكل. كما يحتاج الى الامن والأمان، لان الحاجة الى العيش في بيئة آمنة بعيدة عن المخاطر من اهم مقومات جودة الحياة".


واستكملت: "على الانسان الا يهمل اوجاعه مهما كانت بسيطة، لان الامراض الخبيثة قد تتفاقم والعلاج يصبح أكثر صعوبة، وهناك اسقام قد يراها البعض غير مزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم، ولكنها قد تؤثر سلبا في صحة الفرد وشرايينه وقلبه. لذلك من المهم اجراء الاختبارات الطبية الدورية، لان الكشف الطبي المبكر يزيد من نسبة فرص الشفاء".

دراستان لجامعة هارفارد

في موازاة ذلك،أجرى باحثون من جامعة هارفارد دراسة دامت عقودا لمعرفة سر السعادة، وتم جمع السجلات الصحية من 724 مشاركاً من جميع أنحاء العالم، وطرحوا أسئلة مفصلة حول حياتهم على مدى عامين. 

وعلى عكس ما قد يظنه البعض، فإن سر البهجة ليس إنجازاً مهنياً أو ماليا أو رياضيا أو نظاماً غذائياً صحياً، ولكن الحصيلة الأكثر مواءمة التي اكتشفتها جامعة هارفارد خلال 85 عاماً من الابحاث هي: العلاقات الإيجابية التي تجعل الناس أكثر سعادة وصحة، وتساعدهم على العيش لفترة أطول.

"اللياقة الاجتماعية"

واستنبطت الدراسة أن العلاقات تؤثر علينا جسديا، وتساءل الدكتور روبرت والدينغر وهو أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة هارفارد، ومدير دراسة هارفارد لتنمية البالغين، ومدير العلاج النفسي الديناميكي في مستشفى ماساتشوستس العام، كما الدكتور مارك شولز وهو مدير مشارك لدراسة هارفارد لتنمية البالغين، عن الأسباب وراء الانتعاش الذي تشعر به عندما تعتقد أن شخصاً ما قد فهمك بشكل جيد أثناء محادثة، أو السبب وراء قلة النوم في فترة الفترة الرومانسية".

إمكانية إضافة أكثر من 10 سنوات إلى الحياة

الى جانب ذلك، دراسة ثانية أجرتها جامعة هارفارد أظهرت "أن الحفاظ على عادات صحية في عمر الخمسين، يمكن أن يضيف أكثر من عقد من الحياة الصحية، عبر ردع الأسقام الرئيسية. فقد تبين أن الأشخاص الذين تناولوا نظاما غذائيا جيدا مع ممارسة الرياضة، كانوا يتمتعون بصحة جيدة، ولم يدخنوا أو يشربوا الكحول بكميات كبيرة عاشوا دون الإصابة بمرض السكري النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان لفترة أطول".

وتوصّل العلماء الى أن الإناث اللواتي حافظن على العادات الصحية في سن الخمسين، يمكن أن يتوقعن العيش حتى 84 عاما و4 أشهر، قبل التعرض لأي من الأمراض. وعلى العكس من ذلك، فإن النساء اللواتي لم يتبعن أيا من الممارسات الصحية، قد يصبن بمرض واحد على الأقل في عمر 73 عاما و8 أشهر. أما الذكور الذين لم يتبعوا أيا من السلوكيات الصحية، من المحتمل أن يصابوا أيضا بالاعتلالات لدى بلوغهم 73 عاما وشهرا واحدا".

حتى في الخمسين فرصة النجاة قائمة!

بالموازاة، قال الدكتور يانبينغ لي كبير الباحثين في الدراسة: "لم يفت الاوان بعد لبدء نمط حياة صحي، ولكن كلما كان ذلك في وقت أبكر كانت النتائج أفضل. فمتوسط العمر المتوقع ينمو في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، وهذا هو السبب في شعور الناس بالقلق إزاء الشيخوخة الصحية. ووجدت الدراسات السابقة أن اتباع نهج حياة صحي يحسن متوسط العمر المتوقع، ويقلل من خطر الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. ولكن دراسات محددة نظرت في تأثيرات عوامل طراز الحياة على متوسط العمر المتوقع الخالي من هذه الاصابات".

وقام علماء هارفارد بفحص بيانات من دراستين طويلتين، شملت أكثر من 110 آلاف شخص. وقال الدكتور لي: "الدراسة مستحيلة دون مرور 30 عاما على جمع المعلومات وإدارة البيانات للعديد من زملاء العمل". وعُرّف النظام الغذائي الصحي على أنه درجة عالية على مؤشر الأكل الصحي البديل، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام على الأقل 30 دقيقة في اليوم من النشاط المعتدل، وكذلك الوزن الصحي وشرب الكحول باعتدال.

الى جانب كل ما تقدم كتب "فرانك هو" كبير الباحثين في الدراسة وأستاذ التغذية بجامعة هارفارد: "بالنظر إلى التكلفة العالية للعلاج من الأمراض الحادّة، فإن السياسات العامة الرامية إلى تعزيز اسلوب حياة صحي عن طريق تحسين البيئة الغذائية والبيئية، تساعد في تخفيف تكاليف الرعاية الصحية وتحسين جودة الحياة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار