الدولة اللبنانية أوقفت الدّعم و"استراحت" فتركت المواطن فريسة للأزمات... | أخبار اليوم

الدولة اللبنانية أوقفت الدّعم و"استراحت" فتركت المواطن فريسة للأزمات...

انطون الفتى | الإثنين 05 فبراير 2024

مصدر: قرار الدعم كان سياسيّاً خلال العقود الماضية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

توقّف الدّعم في لبنان بنسبة ساحقة، ولكن مشاكل البلد وشعبه لم تُحَلّ.

 

الدولة "تستريح"

توقّف الدّعم الذي قيل إن الغني استفاد منه قبل الفقير، وأكثر منه في كثير من الحالات والأحيان، وهذا صحيح، ولكن المشاكل المعيشية والحياتية تتفاقم، فيما "تستريح" الدولة من واجباتها حتى الثمالة.

وأما مرحلة ما بعد الدّعم، فهي تُشبه ما قبله بنسبة كبيرة، إذ لا يزال الغنيّ يُسابق الفقير على كل السّلع الأرخص والأقلّ كلفة، وعلى البدائل وبدائل البدائل، سواء كانت تلك المتعلّقة بالشؤون الدوائية أو الطبية، أو بتلك التي تعود الى المواد الغذائية، وكل باقي الحاجات، وذلك رغم تحلّيه بقدرة شرائية كبيرة.

وأمام هذا الواقع، ماذا حقّقت الدولة خلال الأعوام الأخيرة من إنجازات سوى وقف الدّعم، وذلك بموازاة زيادة الفقر، وعدم تمكين الفقير من "دَوْزَنَة" أوضاعه وحاجاته؟

 

للأفراد لا السّلع...

أوضح مصدر مُطَّلِع أن "التشريعات القادرة على تحقيق بعض أنواع التقدُّم التدريجي على المستوى المعيشي العام في لبنان، لا تزال بعيدة. وهي على العموم خطوات تقنية، قد لا تغيّر الكثير نظراً الى أن أزمة لبنان المعيشية هي سياسية في الأساس، وترتبط بالقرار السياسي".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "قرار الدعم في البلد كان سياسيّاً خلال العقود الماضية، وليس تقنياً. فلو كان اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً، لكان خُصِّصَ للأفراد والأُسَر المحتاجة والأكثر حاجة، وليس للسّلع المستوردة".

 

توسيع الإنتاج

وأكد المصدر أن "لا دولة حول العالم تدعم السّلع، بل الأفراد والعائلات المحتاجة. وحتى إن المحاولات التي تحصل خلال السنوات الأخيرة للَمْلَمَة بعض المشاكل الحياتية والمعيشية بواسطة بعض البرامج الحكومية، وتوفير التمويل لها من "البنك الدولي"، أو من بعض المؤسّسات المالية الدولية، فهذه كلّها لا تحلّ المشاكل".

ودعا الى "العمل على توسيع حَجْم الإنتاج الذي يزيد أرباح الدولة، وعلى توفير القدرات اللازمة لتدفُّق الاستثمارات وخلق مشاريع جديدة في البلد. فهذا سينعكس على زيادة فرص العمل، وعلى انخفاض نِسَب الفقر كنتيجة طبيعية لذلك".

وختم:"توسيع حجم الاقتصادات وزيادة فرص العمل هي الخطوات الكفيلة بانتشال المواطن من الحاجة الى المساعدات في كل البلدان، وليس البرامج الحكومية. فهذه قاعدة أساسية، وتجربة طُبِّقَت وأثبتت فاعليّتها في كل الدول شرقاً وغرباً. فخلق فرص العمل يرفع معدَّل دخل الفرد ومستوى معيشته، ويُنهي زمن الحاجة الى البرامج الحكومية المخصّصة لدعم الفقراء".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار